تسود مدينة صلخد في ريف محافظة السويداء جنوبي سورية حالة من التوتر نتيجة اشتباكات بين مجموعات مسلحة محلية، يدعم إحداها النظام السوري، وأسفرت في الأيام الأخيرة عن سقوط قتلى وإحراق منازل، وسط تخوف الأهالي من عواقب ذلك.
وذكرت شبكة “السويداء 24” المحلية أن مجموعات مسلحة من أتباع فصيل مهران عبيد المدعومة من أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري هاجمت منزل نورس العيد العضو في مجموعة “قوات شيخ الكرامة” في مدينة صلخد واستهدفته بقذائف “ار بي جي” والرصاص، قبل أن يتم إحراقه، رغم خلوه من السكان، إذ انسحب العيد وعدد من أفراد مجموعته من صلخد قبل ذلك بساعات.
وحسب المصدر، فان المهاجمين اقتحموا المنزل قبل حرقه، وعثروا فيه على أسلحة وذخائر، إضافة إلى “وثائق شخصية وجوازات سفر، لأشخاص يرجح أنهم كانوا مخطوفين في أوقات سابقة” فيما يبدو إشارة لتحميل “قوات شيخ الكرامة” مسؤولية عمليات الخطف في السويداء.
وحسب “مصدر مطلع” تحدث للشبكة فإن شخصين من المجموعة المطاردة اعتُقلا وتم تسليمهما لفرع الأمن الجنائي عن طريق وساطات في مدينة السويداء، فيما رفض بقية أفراد المجموعة، وعددهم 12 شخصا، تسليم أنفسهم، وخرجوا من صلخد بأسلحتهم.
وقبل نحو ثلاثة أيام، استهدف مسلحون يتبعون لفصيل مهران عبيد سيارة تعود إلى عضو في فصيل “قوات شيخ الكرامة” في مدينة صلخد، ما أدى إلى مقتل 3 داخلها على الفور، فيما نجا شخص رابع.
الجدير بالذكر أن مهران عبيد، متزعم الحملة الحالية، قائد مجموعة مسلحة شاركت بعمليات خطف المدنيين في السنوات السابقة، ومتورطة بحوادث الفلتان الأمني، وتنسق هجماتها الأخيرة مع أجهزة الأمن، ما يشير إلى أن الأخيرة باتت تعتمد عليها لتصفية حساباتها مع المجموعات المسلحة في السويداء التي لا تروق للنظام.
وحسب صحيفة “صاحبة الجلالة” الموالية للنظام، فإن مجموعات مسلحة “خارجة عن العرف والقانون شددت حصارها لعدد من أحياء مدينة صلخد بحجة البحث عن مسلحين آخرين مطلوبين وسط خيارات محددة بالاستسلام أو الموت، دون أي تدخل من أحد لإيقاف هذه الفوضى التي دفعت مجموعات غاضبة أخرى للتسلح، ما ينذر باقتتال داخلي لا أحد يعرف نهايته”.
وأوضحت أن “مجموعة مهران عبيد المسلحة قامت بحصار منازل عدد من رفاقهم القدامى، ورمي البيوت بالقذائف الصاروخية والرصاص الحي بعد أن كانوا مجموعة واحدة متهمة بالخطف والتجارة بالممنوعات تحت شعارات دينية وأخلاقية، حتى وصل بهم الغي إلى فرض قوانينهم البربرية على الناس وسط غياب تام للقانون والمرجعيات الدينية والاجتماعية، وكأن الجميع قد وكلوا عبيد وعصابته بفرض قانون الأمر الواقع على الجميع”.
ويوضح متابعون أن فصيل “قوات شيخ الكرامة” فقد بعض حاضنته الشعبية في الأشهر الماضية، في مدينة صلخد خصوصاً، بعد تورط عناصره بعمليات خطف طمعاً بالفدية، وهذا ما استغله مهران عبيد، المتهم بعمليات خطف أيضا منذ عام 2017، لكنه أجرى تسوية أمنية لمجموعته لاحقاً، وقرر “محاربة العصابات” بدعم من الأجهزة الأمنية. ويتخوف الأهالي من عواقب هذه التطورات في ظل تخوف من تجدد إطلاق النار والقصف بالقذائف بين المنازل، والتي تهدد حياة الأبرياء، داعين الطرفين إلى تسوية خلافاتهم خارج الأحياء السكنية.
عدنان أحمد
العربي الجديد