قال مصطفى البازركان، المتخصص في شؤون النفط والطاقة، إن الحالة التي تمر بها سوق النفط لم تحدث في أي مرحلة منذ اكتشاف البترول، وذلك لتجمع ثلاثة عوامل معاً، في مقدمتها وفرة المعروض بفعل إنتاج أوبك وروسيا، والزيادة الملحوظة لإنتاج النفط الصخري الأميركي.
وأشار البازركان، إلى أن العامل الثاني يتمثل في تراجع كبير بالطلب على النفط بسبب انتشار فيروس كورونا والتداعيات المصاحبة من توقف حركة الطيران والتنقل بالسيارات وإغلاق المصانع، الأمر الذي سبب انخفاض الطلب بنحو 35 مليون برميل يومياً، وبنسبة تراجع فاقت 30 في المئة من إجمالي الطلب العالمي.
وحول العامل الثالث، قال إنه يتمثل في زيادة التخزين النفظي، وهو العامل الأبرز والأهم بالفترة الحالية، وكان له دور كبير بانهيار الأسعار، وتأثيره واضح في النفط الأميركي بالعقود الآجلة، مشيراً إلى تراجع عقود خام غرب تكساس الأميركي بالتعاملات الصباحية، الاثنين، بحدود 12 في المئة ليلامس 14 دولاراً للبرميل، فيما انخفض خام برنت بحدود 5 في المئة ليلامس 20 دولاراً للبرميل.
وأوضح البازركان أنه من السابق لأوانه توقع تعافي أسواق النفط في ظل استمرار تفشي فيروس “كورونا”، مضيفا، “ليس هناك ما يحدد وصوله للذروة، وما هي الفترة التي نحتاجها لاختفاء الفيروس لضمان عدم انتشاره مرة ثانية خلال الأشهر المقبلة، هذان العاملان هما ما يحددان ماهية تحركات أسواق النفط”.
وأوضح أنه قبل انتشار فيروس كورونا كانت هناك مشكلات تواجه شركات شحن النفط وهو عدم وجود طلبات لشحن الخام بحيث تدني سعر تأجير شاحنة النفط إلى دون العشرين ألف يومياً لشاحنة نفط عملاقة تنقل مليوني برميل، الآن ارتفعت كلفة تأجير الناقلة إلى 200 ألف دولار يومياً، وترجع هذه القفزة الكبيرة إلى أن ارتفاع الطلب على الشاحنات جزء كبير منها محمول بنفط بالخزان العائم، وهناك مخازن برية امتلأت كما صرح الرئيس ترمب أنه حصل على براميل النفط مجاناً لإضافتها للخزان الاستراتيجي للولايات المتحدة.
وقال، “يجب أن نشير إلى أنه ليس كل أنواع النفط مطلوبة من قبل شركات التكرير الأميركية، فمثلا عملية خزن النفط الصخري لا يفيد شركات التكرير، لذلك قد يأتي الوقت لتغير هذا المخزون إلى نوع آخر من النفط تحتاجها، منها النفط الفنزويلي والمكسيكي والسعودي”.
وتوقع البازركان ألا تكون هناك عودة سريعة لتعافي أسواق النفط وستأخذ فترة طويلة قد تصل لنهاية هذا العام، وكذلك العودة لأسعار مناسبة ستأخذ أيضاً فترة طويلة خلال الأشهر المقبلة مع الأخذ في الاعتبار الحد من العوامل المؤثرة.
مصطفى بازركان
اندبندت عربي