ما الذي نحصل عليه من برميل النفط؟

ما الذي نحصل عليه من برميل النفط؟

من البنزين والديزل إلى المنتجات الغذائية والأدوات البلاستيكية، يمر الذهب الأسود بعدة مراحل ليتحول من سائل لزج وخام إلى تشكيلة متنوعة من المنتجات.

وتقول مجلة “مي نيغثيوس إي إيكونوميا” الإسبانية إن برميل النفط الذي يعد من أهم المؤشرات لمتابعة أداء الاقتصاد العالمي، تستخرج منه العديد من المشتقات، مثل البنزين ومادة البلاستيك وأنواع من الغازات تستخدم في المجال الصناعي، وإنتاج عناصر كيميائية أخرى عديدة، للحفاظ على مستوى العيش الذي تعودنا عليه اليوم.

وتضيف المجلة أن هذه الأغراض والمنتجات يمكن الحصول عليها بوسائل أخرى، ولكن الطرق البديلة مكلفة جدا بالمقارنة مع النفط. وتمر هذه المادة بعمليات تكرير تخضع فيها لدرجات حرارة مختلفة، وتوضع تحت الضغط لاستخراج المشتقات المتنوعة.

تكرير النفط
أول خطوة لتكرير النفط هي تسخينه في أبراج ضخمة إلى أن يبلغ درجة حرارة مرتفعة جدا، وهذا ما يسمى التقطير، ويضمن بقاءَ المواد الثقيلة مثل البيتومين (زيت القار) ومواد التشحيم في الأسفل، بينما يصعد البنزين والغازات الخفيفة.

وهناك عدة أنواع من النفط الخام تختلف حسب كثافتها ومكوناتها الكيميائية بحسب مكان استخراجها. ومحطات التكرير مستعدة لتعديل عملياتها بحسب نوع النفط.

يتكون النفط الخام من خليط من الهيدروكربونات التي يجب أن تخضع لعمليات معالجة لفصل مكوناتها والحصول على منتجات جديدة، وعملية الفصل هذه تتم عبر التقطير التجزيئي بناء على عمليتي التسخين والضغط. وكل برميل من خام برنت يحتوي على 159 لترا.

بحسب بيانات منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط (أوبك)، فإن 94.5 مليون برميل من النفط يتم تداولها كل يوم على نطاق العالم، وحوالي 50% من هذا الخام يستخدم لتصنيع البنزين والديزل ومشتقات أخرى، وهي مواد تستخدم لتوفير الطاقة لأكثر من 1.1 مليار مركبة تعمل بالمشتقات النفطية حول العالم.

نزين وديزل
من كل برميل من النفط الخام، يتم استخراج كمية وقود تجاري تتراوح بين 56.7 و66.2 لترا، ويتم تحويل 46.1% من محتويات برميل النفط الخام إلى مادة الديزل، وذلك من خلال عملية التقطير الجوي للنفط في حرارة تتراوح بين 200 و380 درجة مئوية، وهذه المادة أثقل من الكيروسين (الكاز)، والديزل يستخدم كوقود للتسخين وفي محركات الديزل.

البيتومين
يتحول 11.2% من محتويات برميل النفط إلى مادة البيتومين، وهي تستخدم لإنتاج الإسفلت الذي يدخل ضمن عملية تغليف الأسطح لمنع التسرب، وفي مختلف أنواع المباني والمشاريع.

ويستخرج من البرميل أيضا 10.8% من البنزين، وهو خليط من الهيدروكربونات غير المستقرة التي يتم تحسين جودتها بإضافة مواد أخرى، ويتم استخدام هذا الوقود في محركات الاحتراق.

مادة النفثا
تمثل مادة النفثا 10% من محتويات البرميل، وهي تستخرج من خلال التقطير المباشر للنفط الخام في حرارة بين 35 و175 درجة مئوية، وتدخل هذه المادة غالبا في تصنيع نوع من البنزين يستخدم كمذيب صناعي.

الكيروسين
يستخرج أيضا بنسبة 6.1%، وهو وقود للطبخ والإضاءة ومعدات التبريد والمحركات، وبعد خضوعه لعملية تكرير خاصة، يستخدم أيضا في الطائرات والمحركات التوربينية.

زيت الوقود
يستخرج زيت الوقود من برميل النفط بنسبة 3.1%، ويتضمن كل المواد الثقيلة، وهذا يتم حرقه لتوفير الطاقة للمراجل ومنشآت توليد الطاقة والسفن. وتستخرج الغازات بنسبة 1.8%، وهي تذهب نحو الاستهلاك المنزلي في المطابخ والتدفئة، كما تستغل على نطاق واسع في عدة عمليات صناعية.

مواد التشحيم
تستخزج مواد التشحيم بنسبة 0.5%، وتلعب دورا مهما في منع الاحتكاك المتواصل بين أجزاء المحرك للحفاظ على سلامته.

وهناك مواد أخرى تستخرج من برميل النفط بنسبة 10.4%، وتستخدم لصنع مادة البلاستيك والأسمدة الكيميائية، إلى جانب بعض الأغذية والمواد الطبية، وفي صناعة النسيج.

ما هو برميل برنت؟
هذا النوع من النفط هو الأكثر شهرة في أوروبا، ويأتي من الحقول النفطية التي تحمل نفس هذا الاسم والموجودة في بحر الشمال، وقد أطلقت عليها هذه التسمية تيمنا بنوع من الإوز الداكن اللون يسمى باللغة الإنجليزية “برنت”.

وتقع هذه الحقول النفطية قرب جزر شتلاند التابعة لأسكتلندا، وكانت تنتج في ثمانينيات القرن الماضي ما يصل إلى 400 ألف برميل يوميا، ولكن هذا الإنتاج انخفض حاليا إلى ألف برميل في اليوم.

وغم محدودية إنتاج هذا النوع من النفط، فإن له أهمية كبرى على الصعيد العالمي، لأنه يستخدم كمعيار لتسعير باقي أنواع النفط التي تأتي من الشرق الأوسط وأفريقيا.

المصدر : الصحافة الإسبانية