سببت مختلف الأمراض المنتشرة بمدينة عدن خلال الأيام الستة بين الخميس والثلاثاء الماضيين في وفاة 383 شخصا، في وقت تجددت فيه الاشتباكات العسكرية بين القوى السياسية المتصارعة هناك.
وقال اللواء سند جميل إن الوفيات الكثيرة توزعت على جميع مديريات محافظة عدن، وسجل يوم الثلاثاء وحده 76 وفاة.
مزيد من الانتشار لكورونا
وأعلنت اللجنة العليا للطوارئ لمواجهة وباء كورونا المستجد (كوفيد-19) التابعة للحكومة الشرعية اليمنية أن الوباء امتد إلى ثلاث محافظات جنوبية جديدة، وهي شبوة وأبين والمهرة، بعد عدن ولحج.
وسجلت اللجنة تسع إصابات جديدة بكورونا يوم الثلاثاء؛ واحدة بشبوة “توفيت”، وثانية بالمهرة، وثالثة بأبين، وأربعا بعدن، وحالتين بلحج، وبذلك تصبح جملة الإصابات بكورونا بجنوب اليمن 65 حالة، منها 39 بعدن وحدها، وعشر وفيات بجميع المحافظات المذكورة منذ ظهور الوباء أول مرة في العاشر من الشهر الماضي.
وأشارت المتحدثة باسم اللجنة الدكتورة إشراق السباعي إلى أن إعلان عدن مدينة موبوءة الاثنين الماضي جاء نتيجة للارتفاع الكبير في أعداد المصابين بالفيروس في المدينة، في حين ما زالت العديد من الحالات الأخرى في انتظار نتيجة الفحص المخبري حتى يتم التأكد من إصابتها.
أوبئة عديدة قاتلة
وأضافت السباعي -في تصريح للجزيرة نت- أن الارتفاع في عدد الإصابات رافقه انتشار أوبئة أخرى قاتلة؛ كالضنك والملاريا والتشيكونغونيا، بسبب تدهور الوضع البيئي وكثرة المستنقعات التي خلفتها السيول والكوارث، مما قد يفاقم إصابات جائحة كورونا، ويصبح من الصعب السيطرة على الأمر، خاصة في ظل قدرات الدولة المحدودة، وعدم امتلاك المجتمع الأدوات والأجهزة الكافية من سعة سريرية ونقص المحاليل المختبرية.
وتابعت السباعي أن لديهم مكانين للعزل في عدن؛ أحدهما “محجر الأمل” في البريقة (غربي المدينة) بسعة سبعين سريرا وسبعة أجهزة للتنفس الصناعي، وتديره إداريا وماليا منظمة “أطباء بلا حدود”، بالإضافة إلى محجر مستشفى الجمهورية (شرقي المدينة) بسعة خمسين سريرا وخمسة أجهزة للتنفس للصناعي، مؤكدة أن أكبر مشكلة تعاني منها الفرق الطبية في المدينة تتمثل في نقص مواد السلامة المهنية وضعف التدخلات من قبل المنظمات غير الحكومية والدولية، خاصة منظمة الصحة العالمية، التي دعمت بـ61 جهازا فقط، وُزعت على جميع المحافظات “المحررة”، وكان نصيب عدن منها في حدود 12 جهازا.
توقعات مخيفة
وتقول منظمة الصحة العالمية إن فيروس كورونا ينتشر على مستوى المجتمع في اليمن، مع احتمال تأثيره على 16 مليون شخص، بما يزيد على نصف السكان، وأكدت المنظمة أن النظام الصحي المتعثر يشكل تهديدا كبيرا للشعب اليمني.
وفي ظل سريان هذه الأوبئة، تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية المعترف بها دوليا وقوات المجلس الانتقالي المدعومة إماراتيا أمس الثلاثاء؛ الأمر الذي يزيد المخاوف من تدهور الأوضاع الصحية.
الصراع العسكري
ويقول رئيس تحرير “كريتر سكاي” ماهر درهم للجزيرة نت إن الصراع بين الشرعية والانتقالي في السنوات الأخيرة زاد من تدهور القطاع الصحي في وقت تضرب فيه الأوبئة عدن بشكل لم يسبق له مثيل، حيث أغلقت المستشفيات أبوابها في وجه المرضى؛ مما تسبب في وفاة العشرات، مضيفا أنه وبدل توحيد الجهود بين الشرعية والانتقالي تم تفجير صراع جديد ليزيد الاحتقان.
وشهدت مدينة عدن موجة شديدة من الحميات القاتلة عقب تعرض المدينة لسيول جارفة في 21 أبريل/نيسان الماضي، نتج عنها وفاة ثمانية أشخاص وإصابة خمسة آخرين وأضرار جزئية في العشرات من المنازل والمحلات التجارية وتهدم منزل بشكل كامل وانقطاع خدمات المياه والكهرباء، كما تراكمت المياه الموبوءة في البرك لأيام.
المصدر : الجزيرة