نيويورك – أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن بلاده تريد من النظام الإيراني مغادرة سوريا، ويأتي ذلك ضمن استراتيجية أميركية تهدف بالأساس إلى تضييق الخناق على إيران لكبح نفوذ نظام ولاية الفقيه في المنطقة.
وأشار إلى أن سياسة ممارسة أقصى الضغوط على طهران كانت فعالة، وساعدت في منع النظام الإيراني من امتلاك الموارد لمواصلة الإرهاب في جميع أنحاء العالم.
وأضاف “نأمل أن يتخذ النظام الإيراني القرار الذكي، وأن يخرج من سوريا ويتوقف عن إرهابه، الذي تسبب في جعل 6 ملايين شخص لاجئين وقتل عشرات آلاف الأشخاص”. وأعرب عن أمله بأن يختار الشعب الإيراني “قيادة تغير وجه النظام الحالي”.
وجاء طلب واشنطن بضرورة مغادرة إيران لسوريا مع بداية تشكل تحالف ثلاثي جديد حيال ملف الأزمة السورية يقصي الوجود الإيراني، ويضع وبات نفوذ طهران على المحك.
”
ودخلت الأزمة السورية منعرجا جديدا وحاسما لجهة معالجة كبرى القضايا الخلافية بين القوى الكبرى المتصارعة على هذه الساحة وهي الوجود الإيراني، في ظل تسريبات تتحدث عن اتفاق روسي أميركي ضمني يقضي بالتحرك سلما أو حربا لحسم هذه القضية تمهيدا لتسوية نهائية طال انتظارها.
ولا يخفى أن روسيا التي تقاتل في ذات الخندق مع إيران في سوريا دعما لنظام الرئيس بشار الأسد بدأت تظهر في الآونة الأخيرة تغيرا في سياساتها خصوصا مع سيطرة الأخير على جل المساحة السورية، وأصبحت موسكو تنظر إلى الوجود الإيراني على أنه عبء ثقيل ليس فقط لجهة أنه يحول دون توافق مع المجتمع الدولي للتوصل إلى تسوية للأزمة بل وأيضا لأن إيران منافس مقلق يرنو إلى التهام جانب كبير من الكعكة السورية.
ويقول محللون إن الفتور السائد بين موسكو والأسد الذي كشفت عنه وسائل إعلام روسية مؤخرا من أسبابه الرئيسية هو تمسك الأخير بالوجود الإيراني.
وتشير المصادر ذاتها إلى أن توجه روسيا نحو إبرام اتفاق مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي واقعي، في ظل التعاطي الروسي مع الهجمات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية، حيث أنها نادرا ما علقت على تلك الهجمات لاسيما في الأشهر الأخيرة.
ومن شأن التغيرات الجديدة في خريطة التحالفات أن يضيق الخناق على إيران ويجعل قدرتها على البقاء في سوريا أمرا مستحيلا، ولئن لا تبدو حتى اللحظة أنها على وشك رمي المنديل بيد أن هذا الأمر آت لا محالة.
العرب