كشفت مصادر عربية تتابع الوضع السوري أنّ إسرائيل تابعت السبت قصفها لأهداف عسكرية في حلب ومحيطها. وأوضحت أن الهدف من القصف الإسرائيلي شبه اليومي توجيه رسالة إلى إيران فحواها أن المطلوب منها الخروج من كلّ سوريا وليس من الجنوب السوري فقط، أي من المناطق القريبة من خط وقف إطلاق النار السوري – الإسرائيلي.
ووصفت المصادر ذاتها القصف الإسرائيلي لأهداف معظمها إيرانية أو تابعة لميليشيات تعمل لمصلحة طهران بأنّه صار “أمرا روتينيا”، خصوصا بعدما بدأت إيران في تحويل مناطق قرب حلب إلى مخازن أسلحة لها بعدما كانت طائراتها تحط في مطار دمشق أو قواعد قريبة منه.
وأشارت إلى أنّ القصف الإسرائيلي الأخير استهدف مواقع عسكرية في منطقة الراموسة، وهي منطقة تابعة لمؤسسات معامل الدفاع في الجيش السوري وكليّة المدفعية.
وتوجد في هذه المنطقة ذات المساحة الشاسعة مخازن عسكرية كبيرة. وقبل العديد من الأشهر تحولت تلك المنطقة إلى منطقة تخزين للحرس الثوري الإيراني.
واختيرت تلك المنطقة بسبب بُعدها عن إسرائيل التي وجدت طريقة تسمح لطائراتها بقصف أهداف في محيط حلب. وركزت هذه المصادر على أن الحكومة الجديدة في إسرائيل، حيث الجنرال بني غانتس في موقع وزير الدفاع والجنرال غابي أشكنازي في موقع وزير الخارجية، ستعمل على متابعة سياسية تقوم على إنهاء الوجود الإيراني في سوريا. وأشارت في هذا المجال إلى أن أشكنازي، الذي كان رئيسا للأركان بين عامي 2007 و2011، قبل أن يخلفه غانتس، يفتخر أن من بين أهمّ الأعمال التي قام بها كان قصف مصنع “الكبر” في منطقة دير الزور، وهو المصنع الذي كان النظام في سوريا يستخدمه، بالتعاون مع إيران، لبناء مفاعل نووي.
وكان نفتالي بينيت، وزير الدفاع الإسرائيلي، في الحكومة المتخلية، أعلن أنّ بلاده ستواصل عملياتها في سوريا حتى “رحيل” إيران منها.
وقال بينيت في مقابلة مع قناة “كان11” التلفزيونية الإسرائيلية إنّ “إيران لا شأن لها في سوريا.. ولن نتوقّف قبل أن يغادروا (الإيرانيون) سوريا”.وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني.
وتشارك إيران وميليشيات شيعية من جنسيات مختلفة موالية لها في القتال في سوريا منذ العام 2013، دعما لحليفها نظام الأسد، مستغلة في الآن ذاته الأزمة لتعزيز نفوذها في المنطقة وضمان منفذ يصلها بالبحر المتوسط.
من جهة أخرى أعلنت مصادر سورية أن عملية تبادل للأسرى جرت بين جبهة النصرة والنظام. وشملت هذه العملية إطلاق ضابطين سوريين برتبة عقيد كانا محتجزين لدى النصرة التي تعتبر فصيلا إسلاميا متطرفا على علاقة بقطر وتركيا.
كذلك، بات معروفا أن النصرة تمتلك خطوطا مع الإيرانيين، وهو أمر سهّل على النظام إجراء عملية تبادل الأسرى التي كانت تهمّه كثيرا نظرا إلى أن الضابطين المعنيين بالعملية وهما عبدالكريم يوسف سليمان وعبدالهادي سليمان الديب ينتميان إلى الطائفة العلوية.
ونفذت النصرة وفصائل المعارضة العديد من عمليات التبادل مع القوات الحكومية السورية في ريف حلب الشرقي والشمالي، كان آخرها الشهر الماضي حيث تمت مبادلة عناصر من حزب الله اللبناني مقابل معتقلين من فصائل المعارضة في سجون النظام السوري وتمت مبادلة العشرات من المعتقلين بين الجانبين خلال العام الماضي بينهم نساء.
صحيفة العرب