أعلنت الولايات المتحدة أنها ستنسحب من اتفاقية السماوات المفتوحة، التي تضم 35 بلدا، وتسمح بعمليات استطلاع جوية بطائرات غير مسلحة في أجواء الدول المشاركة فيها، وذلك في أحدث تحرك لإدارة الرئيس دونالد ترامب لإخراج بلاده من اتفاقية دولية كبيرة.
وقالت إدارة ترامب إن روسيا انتهكت بنود الاتفاقية مرارا. وأوضح مسؤولون كبار أن الانسحاب سيتم رسميا في غضون ستة أشهر، لكن ترامب أبقى على احتمال أن تمتثل روسيا للاتفاقية.
وقال ترامب للصحفيين أمس الخميس “أعتقد أن علاقاتنا جيدة جدا مع روسيا، وقد عملنا معا على حل مشكلة النفط، لكن روسيا لم تمتثل للاتفاقية، وإلى أن تمتثل سننسحب نحن”. وتحدث الرئيس الأميركي عن وجود فرصة لإبرام اتفاق جديد يضم الصين أيضا.
وصرح قائلا “هناك فرصة جيدة لإبرام اتفاق جديد أو فعل شيء لإصلاح تلك المعاهدة (…) قد نتوصل إلى صفقة مع روسيا، وقد تكون الصين طرفا فيها”.
وقالت وسائل إعلام أميركية إن إدارة ترامب اتخذت هذه الخطوة لتفادي وقوع حرب عن طريق الخطأ مع روسيا، بالسماح لطائرات الاستطلاع بالتحليق في أجواء البلدين.
في المقابل، قال ألكسندر غروشكو نائب وزير الخارجية الروسي إن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية السماوات المفتوحة سيؤثر على مصالح كل المشاركين فيها الذين هم أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) أيضا.
ورأى غروشكو أن روسيا لم تخرق الاتفاقية، وأنه لا شيء يمنع متابعة المناقشات بشأن القضايا الفنية التي تعتبرها الولايات المتحدة خرقا من الجانب الروسي، وأكد أن الخطوة الأميركية ضربة لأمن أوروبا.
ومارست دول حلف شمال الأطلسي ودول أخرى مثل أوكرانيا ضغوطا على واشنطن لثنيها عن الانسحاب من اتفاقية السماوات المفتوحة، التي تهدف رحلاتها غير المسلحة إلى تعزيز الثقة، وتمنح الدول الأعضاء تحذيرا مسبقا من أي هجمات عسكرية مفاجئة.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إنه قلق بشأن ما وصفه بتآكل النظام الأميركي الروسي للحد من التسلح.
وأضاف أنه لا يستطيع أن يشدد بما يكفي على أن نظام الحد من التسلح هذا قد وفر فوائد أمنية للمجتمع الدولي بأسره من خلال تقييد المنافسة الإستراتيجية في التسلح. وأكد أن إنهاء مثل هذه الاتفاقات من دون أي بديل يمكن أن يؤدي إلى أنشطة مزعزعة للاستقرار.
ووقعت اتفاقية السماوات المفتوحة عام 1992، ودخلت حيز التنفيذ عام 2002. وهي من بنات أفكار الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور عام 1955.
ويزيد قرار ترامب الشكوك بشأن إذا كانت واشنطن ستسعى إلى تمديد معاهدة “نيو ستارت 2010″، التي تفرض القيود الأخيرة المتبقية على نشر الولايات المتحدة وروسيا أسلحة نووية إستراتيجية لا تزيد على 1500 لكل منهما، وتنتهي المعاهدة في فبراير/شباط المقبل.
وفي العام الماضي، أخرجت إدارة ترامب الولايات المتحدة من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى مع روسيا.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن المسؤولين الأميركيين بدؤوا في الأيام القليلة الماضية محادثات مع مسؤولين روس حول جولة جديدة لمفاوضات الأسلحة النووية “لبدء صياغة الجيل القادم من إجراءات كبح الأسلحة النووية”.
المصدر : الجزيرة + وكالات