نفط إيران يقحم حكومة مادورو في التوتر بين واشنطن وطهران

نفط إيران يقحم حكومة مادورو في التوتر بين واشنطن وطهران

كراكاس ـ وصول أول ناقلة إلى فنزويلا من بين خمس ناقلات إيرانية تحمل الوقود إلى كاراكاس قد ينهي حالة السخط الموجودة في الشارع الفنزويلي بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، إلا أنها لن تمنع من تأجج العلاقات مع واشطن، كما قد يقحم كراكاس في وسط العلاقات الخلافية القائمة بين إيران والولايات المتحدة منذ أكثر من أربعين عاماً بحسب مراقبين.

وتأتي تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورجان أورتاغوس لتؤكد هذا التوتر في العلاقات، حيث اعتبرت أن “هذه تذكرة محزنة لسوء إدارة مادورو اليائسة”، مضيفة أن “فنزويلا بحاجة لانتخابات رئاسية حرة ونزيهة تؤدي إلى الديمقراطية والانتعاش الاقتصادي وليس لصفقات مادورو الباهظة التكاليف مع دولة أخرى منبوذة”.

وصرّح رئيس القيادة الأميركية الجنوبية في منقطة الكاريبي الأدميرال كريغ فالر أن واشنطن تتابع “بقلق” أعمال إيران المتعلقة بفنزويلا، من دون ذكر ناقلات النفط الإيرانية.

ويرى المحلل خوسيه تورو هاردي، الرئيس السابق لشركة النفط الحكومية في فنزويلا، أن في خضمّ المناوشات الكلامية، تجد فنزويلا نفسها “متورطة” في “مشكلة جيوسياسية”.

وبحسب الصحافة المحلية، سيصل أسطول مؤلف من خمس ناقلات نفط إيرانية إلى فنزويلا خلال الأيام المقبلة، حاملا في المجمل 1,5 مليون برميل من المحروقات، في حين أن هذا البلد بأمس الحاجة إلى الوقود الذي بات مقطوعا منذ أكثر من شهرين مع انهيار إنتاجه النفطي وتوقف مصافيه عن العمل.

وترزح فنزويلا وإيران تحت عقوبات اقتصادية أميركية تضرب قطاع إنتاج النفط في البلدين.

وتقول الخبيرة في العلاقات الدولية جيوفانا دو ميشال إن إرسال السفن الإيرانية إلى فنزويلا قد يعرض البلدين “لمزيد من العقوبات”، وتتابع أن في نظر الولايات المتحدة، فإن فنزويلا هي “دولة فارّة” من وجه العدالة.

وتؤكد الإدارة الأميركية أن مادورو يستضيف خلايا من حزب الله اللبناني، حليف إيران الذي تصنّفه واشنطن منظمة إرهابية، وأن أن وزير النفط الفنزويلي طارق العيسمي يقيم علاقات وثيقة مع الحزب، الأمر الذي تنفيه كراكاس.

ويضرب الحظر الأميركي على النفط الفنزويلي بقوة قطاعاً كان ينهار أصلاً. ولم تعد فنزويلا تنتج سوى 620 ألف برميل في اليوم مقابل ثلاثة ملايين برميل منذ عشر سنوات، وفق منظمة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).

ويتمسك مادورو بالنفط الإيراني كطوق نجاة للخروج من أزمته الاقتصادية، غير أن ذلك سيكون لفترة مؤقتة، ويرى المحلل لويس أوليفيروس أن المحروقات الإيرانية ستعطي “متنفسا” لنيكولاس مادورو “لمدة شهر”، لكنها “لن توجد حلا (للأزمة) الخطيرة جداً”.

فقبل العزل الذي فُرض في منتصف مارس بسبب تفشي فايروس كورونا المتسجدّ، كانت فنزويلا تستهلك بين 70 و80 ألف برميل يومياً، وفق خوسيه تورو هاردي، الرئيس السابق لشركة النفط الحكومية في فنزويلا، غير أن العرض في الوقت الراهن تراجع إلى خمس الكمية المذكورة وفق لويس أوليفيروس.

وبالتالي فإن فنزويلا عالقة في حلقة مفرغة، وبما أن خزائنها فارغة بسبب انهيار انتاجها النفطي، ليس لديها المال لاستيراد المحروقات. ومن دون محروقات فأن نشاطها الاقتصادي متعثّر.

ويتساءل محللون كيف ستدفع كراكاس ثمن المحروقات وخزائنها فارغة، فالحكومة الفنزويلية لم تعلن أي شيء بهذا الشأن. لكن المعارض خوان غوايدو يتهم نيكولاس مادورو بشراء الوقود الإيراني بواسطة الذهب المستخرج بشكل غير شرعي من المناطق الغنية بالمعادن في جنوب البلاد وهي اتهامات تدعمها واشنطن.

العرب