عدن – أعلنت السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن عن اعتزامها تنظيم مؤتمر افتراضي لمانحي اليمن يوم الثلاثاء بالشراكة مع الأمم المتحدة.
وأشارت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، الجمعة، إلى صدور توجيهات من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بهذا الصدد.
وتسعى الرياض إلى إطلاق مبادرة للتخفيف من آثار الانقلاب في اليمن وتداعياتها، ومعالجة بعض الاختلالات في عمل الأمم المتحدة التي تشير تقارير إلى فشلها في التعاطي مع الأزمة الإنسانية الصحية في اليمن.
وانتقد سياسيون وإعلاميون وناشطون يمنيون الأمم المتحدة ودور منظماتها في اليمن على خلفية الفشل في إدارة الملف الإنساني والصحي وتضارب البيانات الصادرة عن المنظمات التابعة لها، مع بروز مؤشرات على استشراء حالة الفساد والأجندات السياسية في عملها.
وتداول ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لسيارات إسعاف تابعة لمنظمة الصحة العالمية في اليمن على متنها مسلحون حوثيون، في إشارة إلى الاستخدام الخاطئ لموارد المنظمة الدولية.
وجاءت الانتقادات الموجهة لمكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن بالتزامن مع صدور تقارير إعلامية عن فشل المنظمة في التعاطي مع تفشي فايروس كورونا، وتحذيرها من احتمال تأثير هذا الفايروس على 16 مليون رجل وامرأة وطفل، أي ما يزيد على نسبة 50 في المئة من السكان، بعد أن ظلت طوال الفترة الماضية تعلن خلو اليمن من الفايروس.
وخلال الفترة الماضية وجهت الاتهامات للعديد من برامج هيئات الأمم المتحدة العاملة في اليمن بممارسة الفساد على نطاق واسع، والعمل وفقا لأجندات سياسية، والانحياز إلى الميليشيات الحوثية عبر هيمنة عناصر حوثية على هذه البرامج وتوجيه إمكانياتها لخدمة المشروع الحوثي.
ورصدت تقارير إعلامية عدم وصول المعونات الإغاثية التي يعلن برنامج الأغذية العالمي عن إيصالها إلى الملايين من اليمنيين، في ظل معلومات عن سيطرة جماعة الحوثيين على معظم هذه المساعدات وتوزيعها على أنصارها أو مقاتليها في الجبهات.
وكشفت مصادر إعلامية في وقت سابق عن إنفاق البرنامج مبالغ طائلة على بعثته في اليمن، وتضخم النفقات التشغيلية للقائمين على البرنامج بما لا يتناسب مع حجم الإنجاز على أرض الواقع، إضافة إلى ورود شكاوى من توزيع مواد تموينية وإغاثية فاسدة ومنتهية الصلاحية.
وبات دور الأمم المتحدة في اليمن محصورا في الحديث عن حجم الكارثة الإنسانية والصحية، وطلب المزيد من الأموال، دون أن ينعكس ذلك على أرض الواقع بالتخفيف من معاناة اليمنيين بشكل ملموس وحقيقي، بحسب ناشطين يمنيين.
وأعلن مارك لوكوك منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، الخميس، عن إطلاق حملة لجمع نحو 2.4 مليار دولار الأسبوع المقبل لأكبر عملية إغاثة في العالم.
وقال لوكوك “لا توجد طريقة لوصف هذا الوضع بخلاف أنه مثير للقلق.. هل العالم مستعد ببساطة لمشاهدة اليمن يسقط من حافة الهاوية؟”.
وتابع “هناك عشرات الملايين من الأشخاص الذين أصبحت حياتهم الآن في خطر ما لم نحصل على الأموال وليس التعهدات فحسب”.
ا
وأفاد بأن الأمم المتحدة تلقت تعهدات بـ3.2 مليار دولار العام الماضي لليمن، لكنها حتى الآن في عام 2020 حصلت فقط على 474 مليون دولار، وتعهدت السعودية بتقديم 525 مليون دولار قبل نحو شهرين، وبين لوكوك أنه يأمل في أن تقدم الرياض الأموال قريبا.
وذكر لوكوك أنه من أصل 2.4 مليار دولار مطلوبة لتمويل عملية الإغاثة لبقية العام، هناك 180 مليون دولار لمكافحة تفشي وباء كورونا في اليمن، حيث قالت الأمم المتحدة إنه يتفشى بسرعة.
ويحتاج نحو 80 في المئة من سكان اليمن البالغ عددهم 24 مليون نسمة إلى المساعدة، وتعاني البلاد من صراع منذ أن أطاحت جماعة الحوثي بالحكومة اليمنية من العاصمة صنعاء عام 2014.
وأعلنت الأمم المتحدة أن اليمن يواجه كارثة ثلاثية الأبعاد، أي الحرب وكورونا وانهيار الاقتصاد، فيما قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن عملها في اليمن يقترب من “نقطة الانهيار المحتمل” مع انتشار كورونا.
وجاء ذلك في أعقاب إعلان المنظمة الدولية أن نظام الرعاية الصحية في اليمن “انهار فعليا”. وقال تشارلي ياكسلي المتحدث باسم المفوضية “نحن بصدد الوصول إلى نقطة انهيار محتمل في برامجنا حيث قد يتعين وقف الكثير من برامجنا، خاصة برامجنا المتعلقة بالمساعدة النقدية لليمنيين النازحين داخليا، إذا لم نحصل على تمويل إضافي قريبا”.
وقال مسؤولون من إدارة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية في بيان مشترك “إننا نشعر بالقلق على نحو متزايد بشأن الوضع في اليمن”.
العرب