– فيما تواصل المليشيات الحوثية العبث بحياة اليمنيين يتصاعد في المقابل انتشار فايروس كورونا في مختلف المناطق اليمنية، حيث تسود خشية من أن يتسبّب الوباء في كارثة غير مسبوقة نظرا لانعدام قدرات اليمن على مواجهته.
وحذرت ليزا جراندي منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن أن فايروس كورونا أصبح ينتشر في جميع أنحاء البلاد دون وجود رادع أو ما يخفف من حدته، في وقت نشر فيه وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني على حسابه على تويتر، فيديو يكشف ارتفاع عدد الإصابات بفايروس كورونا وهو الأمر الذي تحرص المليشيات الحوثية على اخفائه والتكتم عليه.
وقالت جراندي:”مأساةٌ تتجلي في اليمن. من المستحيل معرفة عدد الأشخاص المصابين بدقة دون قدرات كافية لإجراء الفحوصات، وكل ما نعرفه هو أن المستشفيات أصبحت تُضطر إلى إرجاع المصابين، وأصبح هناك نقص في كل شيء”.
وبحسب البيان، تشير التقارير الأولية من وحدات العناية المركزة إلى أن معدل الوفيات يصل إلى حوالي 20 في المائة للحالات، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 7 بالمئة.
ويكشف الفيديو المسرب من مستشفى الكويت الجامعي بالعاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي عن أن المصابين في المستشفى فقط بلغ ما بين 400 الى 500 مصاب فيما لم تعترف الميليشيات حتى الآن سوى بأربع حالات وسط اتهامات رسمية وشعبية للجماعة بالتكتم عن العدد الحقيقي للضحايا.
وأكد الإرياني، أن ميليشيات الحوثي لا تزال تخفي حقيقة تفشي الفايروس عن الرأي العام والعالم وتتلاعب بالحقائق.
وأضاف أن “ما كشف عنه من أعداد المصابين والمتوفين بكورونا في أحد مستشفيات صنعاء، يعكس حجم الكارثة الوبائية في بقية المستشفيات في العاصمة ومناطق سيطرة الميليشيات الحوثية بسبب ضعف الإجراءات الوقائية والاحترازية واستمرار الميليشيا في إدارة الملف سياسيا للمساومة والابتزاز”.
وحمل وزير الإعلام اليمني، الميليشيات الحوثية المسؤولية الكاملة عن “الانفجار الفيروسي وارتفاع عدد المتوفين بمناطق سيطرتها للمئات وفق المعلومات، بعد أن أدارت ظهرها لكافة التحذيرات”.
وتتوالى التحذيرات الأممية من كارثة صحية جراء الوباء في اليمن، وسط توقعات بأن عدد ضحايا المرض أكبر بكثير من الأرقام المعلنة.
وأردفت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن بالقول: “واجه اليمن قبل عامين أسوأ تفش للكوليرا في التاريخ الحديث. وكانت اليمن في العام الماضي على شفا المجاعة”.
“وفقدت عشرات الآلاف من الأسر هذا العام كل شيء في السيول التي لا تحدث بهذه الشدة سوى مرة واحدة في كل جيل”.
وتابعت :”تمكنا بالعمل سوياً من صد الكوليرا وهزيمة المجاعة، لكننا إذا لم نحصل على التمويل الذي نحتاجه، وإذا لم يتم القيام بالمزيد من العمل لقمع الفيروس، فقد يغُمر فيروس كوفيد19- اليمن بأسرها”.
وذكرت جراندي، أنه من بين 41 برنامجا رئيسيًا للأمم المتحدة في اليمن، سيتم إغلاق 30 برنامجا في الأسابيع القليلة المقبلة.
وذكر البيان، أن 14 الف شخص متطوع ينتشرون في جميع أنحاء البلاد لإبلاغ المجتمعات المحلية عن الفيروس وكيفية انتقاله وما يمكنهم القيام به لحماية أنفسهم.
ومضت بالقول:”ما تزال اليمن تعاني من أسوأ كارثة إنسانية في العالم. يحتاج ما يقرب من 80 في المائة من السكان إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية والحماية”.
ومن المقرر أن تنظم المملكة العربية السعودية بالشراكة مع الأمم المتحدة الثلاثاء المقبل مؤتمر المانحين لليمن 2020 افتراضيًا؛ لجمع نحو 4ر2 مليار دولار.
وأعلنت الأمم المتحدة أن المؤتمر يهدف إلى توفير نفقات أكبر عملية إغاثة في العالم.
العرب