قالت مصادر سياسية عراقية رفيعة في بغداد لـ”العربي الجديد”، اليوم الأربعاء، إن زعيم “فيلق القدس” الإيراني، إسماعيل قاآني، وصل إلى بغداد ضمن وفد رسمي إيراني رفيع المستوى يزور العراق برئاسة وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان، مؤكدة أن زيارة قاآني الثانية لبغداد منذ توليه المنصب بعد اغتيال زعيمه السابق قاسم سليماني، مطلع العام الحالي، تهدف إلى توحيد المواقف السياسية لدى الكتل الحليفة لطهران، في ما يتعلق بالحوار الاستراتيجي الأميركي العراقي، الذي ينطلق، منتصف الشهر الحالي، في بغداد، ورؤية طهران للحوار.
وبحسب المصادر ذاتها، سيجري قاآني لقاءات مع قادة كتل وزعامات سياسية وفصائل مسلحة، تتركز على موضوع الحوار الأميركي العراقي، الذي تعتبره إيران موجهاً ضدها بشكل رئيس من قبل الأميركيين، فضلاً عن ملفات أخرى تتعلق بالخلافات السياسية بين القوى السياسية العربية الشيعية.
وأضافت المصادر أن “قائد فيلق القدس وصل إلى العراق بتأشيرة دخول رسمية مثل باقي المسؤولين الإيرانيين الموجودين ضمن الوفد الرسمي الزائر للعراق”.
”
ستنطلق منتصف هذا الشهر حوارات هي الأولى من نوعها بين البلدين منذ الانسحاب الأميركي
“وكان مستشار الحكومة العراقية هشام داود، قد أكد، في تصريحات صحافية، أن “المفاوضات مع الولايات المتحدة ستبدأ في 10 يونيو/ حزيران الحالي، وقد تكون بمستوى وزير خارجية أو أدنى”، مرجحاً “ألا تكون مشاركة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي فيها قريبة”.
وبيّن داود أن “الحوار المرتقب سيؤكد السيادة الوطنية، من دون التطرق مباشرةً إلى انسحاب القوات الأميركية، وهناك مجالات كثيرة للتعاون مع الولايات المتحدة، ليست مقتصرة على الجانب الأمني الذي قد نحتاجه مستقبلاً من معلومات وتدريب”.
من جانبه، قال النائب عن “تحالف الفتح” كريم المحمداوي، في اتصال هاتفي مع “العربي الجديد”: “إننا سنراقب من كثب الحوار بين بغداد وواشنطن، وما هي أهم النقاط والمحاور التي ستجري فيه، وسيكون لنا موقف ورأي تجاهه”.
وأكد المحمداوي، قائلاً: “إننا أبلغنا حكومة مصطفى الكاظمي، بضرورة استغلال هذا الحوار، من أجل إخراج القوات الأميركية من العراق، وفق قرار البرلمان العراقي، خصوصاً أن هذا المطلب يُعدّ من أبرز الشروط التي على أساسها صُوِّت للكاظمي وحكومته، فهو ملزم بتطبيق قرار البرلمان المؤيد والمدعوم من قبل الشعب العراقي”.
وحذّر النائب عن “تحالف الفتح” من أنه “إذا استُغلّ هذا الحوار لغرض التمدد الأميركي أو إعطائه شرعية للبقاء، تحت أي ذريعة أو عنوان كان، سيكون لنا موقف، وستكون كل الخيارات متاحة أمامنا”، بحسب قوله.
ومن المنتظر أن تنطلق، منتصف يونيو/ حزيران الحالي، حوارات هي الأولى من نوعها بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، منذ انسحاب الأخيرة من العراق نهائياً عام 2011، بحسب ما أعلنه مسؤولون عراقيون بارزون أخيراً.
وأكّد المسؤولون العراقيون أنّ هذه الحوارات التي وصفوها بـ”الشاملة”، جاءت بعرض أميركي، اعتبروه مشروعاً، لوضع خريطة طريق للعلاقة بين البلدين، يجري التوصل في ضوئها إلى سياسة ثابتة ومحكومة باتفاقيات عدة، بما في ذلك مسألة الوجود العسكري الأميركي، والدعم المقدم للعراق أمنياً واقتصادياً، وضمانات الانتقال الديمقراطي للسلطة في العراق، مرجحين كذلك أن يكون ملف إيران على رأس ما سيُناقَش.
عادل النواب
العربي الجديد