يبدو أن الحوار الاستراتيجي، المنتظر أن ينطلق منتصف الشهر بالحالي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، لن يقتصر على بغداد وواشنطن، بعد تأكيد السفير الأميركي في العراق، ماثيو تولر، أن إقليم كردستان سيكون مشاركا في الحوار، وذلك خلال لقائه برئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني في أربيل.
وقال بيان لمكتب بارزاني إن الجانبين ناقشا آخر تطورات الأوضاع في العراق والمنطقة، وسبل تعزيز العلاقات بين إقليم كردستان والولايات المتحدة.
ونقل البيان عن السفير الأميركي تشديده على أهمية الحوار بين بلاده والعراق، والمقرر أن ينطلق الشهر الجاري، مضيفا أن “إقليم كردستان سيشارك فيه، وسيكون جزءاً منه”.
وتابع تولر “نبذل كل ما في وسعنا من أجل مساعدة العراق وإقليم كردستان، وخصوصاً في تجاوز الظرف الاقتصادي العصيب الحالي نتيجة تبعات فيروس كورونا”.
من جهته، أكد رئيس حكومة إقليم كردستان وجود أهمية لمشاركة إقليم كوردستان في الحوار الاستراتيجي المزمع بين العراق وأميركا، مشددا على ضرورة “أن تصب نتائجه في المصلحة العامة لمكونات العراق كافة”.
وفي السياق، قال مسؤول حكومي في كردستان لـ”العربي الجديد” إن الإقليم معني بشكل مباشر بأي حوار عراقي مع الولايات المتحدة الأميركية لأسباب عدة، أهمها أن كردستان ليس بعيداً عن التهديدات الإرهابية لتنظيم “داعش” الذي تتطلب مواجهته دعماً عسكرياً دولياً، فضلاً عن وجود تعاون عسكري وثيق بين سلطات الإقليم والولايات المتحدة التي ما تزال تقدم دعما لقوات “البشمركة” الكردية، مستدركاً “إلا أن أية تفاهمات كردية مع واشنطن أو أية دولة أخرى لا يمكن أن تتم دون التنسيق مع بغداد، كون مثل هذه القضايا تعد من الأمور التي يتطلب المضي فيها موافقات من قبل الحكومة والبرلمان الاتحاديين”.
يشار إلى أن الجنود الأميركيين ما زالوا يقدمون الدعم لقوات “البشمركة” الكردية، كما أن بعضهم يتمركز في قاعدة “حرير” بمحافظة أربيل (عاصمة إقليم كردستان) التي نشروا فيها في مارس/ آذار الماضي بطاريات دفاعية “باتريوت”، تحسبا لأية هجمات من قبل الفصائل المسلحة المدعومة من إيران التي دخلت في مناوشات مع القوات الأميركية في العراق منذ مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، ونائب رئيس “هيئة الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس بضربة جوية أميركية ببغداد مطلع العام الحالي.
في المقابل، دعا النائب في البرلمان العراقي عبد الأمير تعيبان إلى ما وصفه إبعاد المجاملين للجانب الأميركي من مفاوضات الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن.
وقال تعيبان في تغريدة على موقع “تويتر”، إن على البرلمان، وبالتحديد لجنة الأمن والدفاع أن يكون لها حضور ودور وقرار في المفاوضات المزمع عقدها بين القائد العام للقوات المسلحة والجانب الأميركي، وأضاف أنه “يجب ألا يكون هناك مجال واستفراد لمن يجامل الجانب الأميركي على حساب سيادة العراق أرضا وسماء وماء”.
وتحدثت عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، آلا الطالباني، لـ”العربي الجديد”، في وقت سابق، عن 5 ملفات ستُطرح من قبل الجانب العراقي في الحوار مع واشنطن، موضحة أن هذه الملفات هي التنسيق العسكري والأمني، ومستقبل الوجود الأميركي في العراق، وتسليح وتدريب الجيش العراقي، والجانب الاقتصادي، فضلاً عن القضايا الثقافية.
براء الشمري
العربي الجديد