لاتزال اسعار النفط تعيش حالة من التراجع الى ان وصلت في الآونة الاخيرة الى ادنى مستوياتها منذ 6 اعوام وهو مؤشر على شدة الازمة التي تعيشها اسعار النفط هذه الايام .
وهنا قد تؤدي بعض العوامل الى اطالة عمر الازمة خصوصا مع حجم المعروض الهائل وتجدد نشاط صناعة النفط الصخري وعودتها من جديد لتكون أحد ابرز اللاعبين في مسألة انخفاض اسعار النفط .
لكن كما هو معلوم لكل شيء سبب وهنا نورد بعض الاسباب التي فاقمت انهيار اسعار النفط الى هذا المستوى :.
• تذبذب الاقتصاد الصيني ،ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فإن هناك تساؤلات حول الطلب حاليا وخصوصا مع مواجهة الرينمنبي الصيني لأكبر انحسار له منذ عقود.
• تخمة المعروض في الأسواق العالمية حيث فاق حجم الطلب على النفط ادى الى تراجع الاسعار الى هذا المستوى .
• اصرار منظمة اوبك على ابقاء حجم الانتاج مرتفعا ودون اي تغيير على سياستها الانتاجية .
• عودة صناعة النفط الصخري الى الواجهة بفضل التكنولوجيا وارتفاع الطلب.
• تسجيل سلطنة عمان معدل إنتاج قياسيا تجاوز المليون برميل يوميا في تموز / يوليو الماضي ولأول مرة بتاريخ البلاد .
• ارتفاع عدد حفارات النفط الصخري بالرغم من تراجع اسعار النفط .
• عودة النفط الايراني مجددا مع رفع العقوبات عن طهران .
وكان استطلاع سابق لرويترز مع المحللين أظهر أن يبلغ متوسط سعر برنت 60.60 دولار للبرميل في عام 2015، و69 دولارا في عام 2017، وكانت وكالة الطاقة الدولية قالت إنها تتوقع أن يتعافى السعر إلى 73 دولارا في عام 2020 مع انحسار تخمة المعروض ولكن ببطء.
اذن هناك العديد من الاسباب التي ادت الى تراجع اسعار النفط بشكل كبير وهي كذلك تحدد مستقبله بناء على بقاء الاسباب الموجبة لهذه الازمة .
الدول النفطية اليوم تعيش حالة من الصراع، فهي من جهة تسعى الى تحقيق اهدافها من الابقاء على مستويات الانتاج والاسعار باعادة التوازن وتحجيم صناعة النفط الصخري ، ومن جهة اخرى تعاني من تبعات انخفاض اسعار النفط ولما في ذلك من خسائر على موازنات تلك الدول وخصوصا مع لجوء بعض هذه الدول للسحب من صناديقها السيادية ، ولجوء بعضها الى رفع اسعار المشتقات النفطية و رفع لبعض الدعمي الحكومي على المحروقات .
وهنا يمكن القول ان اسعار النفط مرهونة في الفترة الحالية بحالة الاقتصادي الصيني والتي يقول بعض المحللين بأنها قد تهوي بأسعار النفط الى مستوى 20 دولاراً للبرميل ، وحجم المعروض وغياب توازن السوق وهي كلها عوامل ستحدد مسار اسعار النفط صعودا او هبوطا ، وهنا ليس علينا سوى انتظار ما ستتمخض عنه الايام المقبلة .
عامر العمران
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية