أظهرت بيانات أمس الثلاثاء أن أرباح البنوك الأميركية هوت بنسبة تقارب 70% لتصل إلى 18.5 مليار دولار في الربع الأول من 2020، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، مع تضرر البنوك من التداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس كورونا.
وقالت المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع إن “تدهور النشاط الاقتصادي” دفع البنوك إلى شطب ديون متعثرة، وتخصيص مليارات الدولارات لتغطية الخسائر في المستقبل.
وأعلن أكثر من نصف البنوك الأميركية عن انخفاض في الأرباح، بينما لم تسجل 7.3% من البنوك أرباحا.
ويظهر التقرير الجديد -وهو أول مسح حكومي للقطاع المصرفي منذ بداية الجائحة- أن البنوك قامت بتجنيب 38.8 مليار دولار لتغطية خسائر القروض المحتملة في المستقبل، بزيادة حوالي 280% عن الربع الأول من العام السابق.
ومع إقبال الكثير من المستثمرين على مبيعات لجني الأرباح في سوق الأسهم، شهدت البنوك الأميركية قفزة قدرها 1.2 تريليون دولار (أو 8.5%) في الودائع خلال الربع الأول مقارنة مع الأشهر الثلاثة السابقة.
تحذير
جاءت هذه النتائج السلبية في وقت حذر فيه رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي جيروم باول الثلاثاء، من استمرار حالة الغموض الكبير الذي يحيط بمدى ووتيرة تعافي الاقتصاد الأميركي من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أن سعر الفائدة الرئيسية في الولايات المتحدة سيظل قريبا من 0% حتى تتلاشى الغيوم من سماء الاقتصاد.
وقال باول في كلمة مكتوبة مسبقا ألقاها أمام لجنة البنوك في مجلس الشيوخ الأميركي إن “مستويات ناتج الاقتصاد والتوظيف ما زالت أقل كثيرا منها قبل الجائحة، وما زال الغموض الكبير يحيط بتوقيت وقوة التعافي”.
وأضاف باول أن “من غير المحتمل حدوث التعافي الكامل للاقتصاد قبل استعادة ثقة الناس في احتواء المرض”.
وحذر من أن الفئات ذات الدخل الضعيف بالإضافة إلى الأميركيين ذوي الأصل الأفريقي والأصول اللاتينية والنساء، هي الأشد تضررا من التراجع الاقتصادي، مما يزيد من مخاطر الانقسامات في المجتمع.
كما حذر باول من المخاطر التي تهدد تعافي الشركات الصغيرة التي تمثل جزءا كبيرا من سوق العمل في الولايات المتحدة.
وجاءت شهادة رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي في الوقت الذي يناقش فيه الكونغرس حزمة التحفيز الإضافية للاقتصاد الأميركي، بعدما تم تخصيص حوالي ثلاثة تريليونات بالفعل لتحفيز الاقتصاد منذ تفجر جائحة فيروس كورونا المستجد.
المصدر : الألمانية + رويترز