أعلنت تركيا رفضها إدانة اللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية لعمليتي «المخلب – النسر» و«المخلب – النمر» اللتين تنفذهما قواتها في إقليم كردستان شمال العراق، وما وقع فيهما من انتهاكات واعتداءات على الإيزيديين والمسيحيين بشكل خاص، معتبرة أن ما تقوله اللجنة «ادعاءات لا أصل لها».
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أكصوي، في بيان، أمس (الأحد)، إن الولايات المتحدة أيضاً تصنف «حزب العمال الكردستاني» على أنه منظمة إرهابية، إلا أن اللجنة التي تدعي الدفاع عن حرية الأديان في العالم تغض الطرف عن ممارسات أذرع المنظمة في العراق وفي سوريا، متمثلة في «وحدات حماية الشعب» الكردية، من ظلم للسكان المحليين، بمن فيهم الأكراد، واتباع أساليب الترهيب وسياسة الانفصال.
وأضاف أكصوي أن «انتقاد مكافحة بلادنا للإرهاب، والتحول لأداة في الدعاية السوداء لـ(حزب العمال الكردستاني)، هي بأقل الأوصاف مدعاة للخجل».
ولفت أكصوي إلى وجود عشرات آلاف الإيزيديين لم يعودوا إلى منازلهم في سنجار في شمال العراق بسبب ممارسات «العمال الكردستاني» الذي استوطنها بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، ومن عاد من الإيزيديين كان عرضة لظلم «العمال الكردستاني»، مؤكداً أن «هذه حقيقة سلط عليها الضوء من قبل المسؤولين المحليين، والإيزيديين أنفسهم». وأوضح أكصوي أن المسيحيين أيضاً يتعرضون لظلم ممنهج من قبل «العمال الكردستاني»، من إغلاق للمدارس وإجبار للأطفال على حمل السلاح.
ومن جانبه، انتقد السفير التركي لدى واشنطن، سردار كليج، موقف اللجنة الأميركية، وقال عبر «تويتر»، رداً على إدانتها للعمليتين العسكريتين التركيتين في شمال العراق، إن اللجنة التي تضم أعضاء جمهوريين وديمقراطيين سارعت إلى إدانة العمليات التركية ضد «العمال الكردستاني»، رغم أنها تأتي في إطار حق الدفاع المشروع عن النفس لتركيا.
وأضاف: «كنتم تعيشون صمت الموتى عندما كانت المنظمة الإرهابية تقتل مئات المدنيين في سوريا؛ يا لها من مقاربة مخجلة!». وانتقد كليج صمت اللجنة عن مقتل مئات المدنيين في تركيا جراء هجمات «العمال الكردستاني»، قائلاً: «أسلوبكم الانتقائي غير أخلاقي؛ أنتم مصدر خجل لكل القيم التي تدعون الدفاع عنها باسم الحريات الدينية».
وبينما تواصل القوات التركية هجماتها ضد مواقع «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق، أعلنت «قوات الدفاع الشعبي» الكردستانية (الجناح العسكري للحزب) مقتل عدد كبير من الجنود الأتراك في عمليتين في حفتانين بإقليم كردستان العراق، وشرناخ داخل تركيا، بالإضافة إلى إصابة مروحيتين من نوع «كوبرا» تابعتين لسلاح الجو التركي.
وقال المركز الإعلامي لـ«قوات الدفاع الشعبي» الكردستانية، في بيان، إن القوات نفذت عملتين نوعيتين ضد القوات التركية في منطقة حفتانين، يومي 18 و19 يونيو (حزيران) الحالي، أديتا إلى مقتل 11 جندياً تركياً.
ولفت البيان إلى تصدي مقاتلي ومقاتلات «قوات الدفاع الشعبي» الكردستانية، المعروفة باسم «الكريلا» لإحدى وحدات الجيش التركي، في 19 يونيو (حزيران)، في منطقة حفتانين، واندلاع اشتباكات ضارية أدت إلى مقتل 11 جندياً تركياً، وإجبار المروحيات التركية على التراجع من المنطقة.
وأضاف البيان أن اشتباكات اندلعت في ناحية أخرى من منطقة حفتانين، حيث أجبرت ضربات قوات «الكريلا» القوات التركية على التراجع، دون التمكن من معرفة أعداد القتلى والجرحى في صفوف القوات التركية.
وتابع البيان أنه في اليوم نفسه، تلقت مروحيتان من نوع «كوبرا» ضربات قوية من قوات «الكريلا» في منطقة حفتانين، دفعت المروحيات التركية إلى التراجع من المنطقة.
وأشار البيان إلى تنفيذ عملية عسكرية نوعية ضد إحدى عربات فرق القوات الخاصة التابعة للقوات التركية، في 18 يونيو (حزيران)، في ولاية شيرناق الحدودية في تركيا، أدت إلى تدمير العربة بالكامل، ومقتل 5 جنود كانوا على متنها.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أشارت إلى العملية دون توضيح، مؤكدة، في بيان، أنها «ستنتقم بهدم مخابئ الإرهابيين فوق رؤوسهم».
سعيد مرزوق
الشرق الأوسط