طهران ـ في تحد دولي جديد واستمرار لسياستها العدائية تجاه دول المنطقة، أعلنت طهران أن الجيش الإيراني، وهو يستعرض عضلاته ويهدد منافسيه في المنطقة، قال إنه يبنى ما يطلق عليها بـ “مدن صواريخ” في مواقع تحت الأرض في الخليج بحسب ما أفادت وسائل إعلام إيرانية.
وتطلق طهران من حين لآخر تهديدات الكلامية ضد أمن دول الجوار، ويتحدث القادة العسكريون الإيرانيون بشكل روتيني عن إنجازات عسكرية، خاصة فيما يتعلق بالحرس الثوري الإيراني.غير أن معظم مثل هذه التطورات لا تزال سرية، ولا يمكن التثبت من صحتها بشكل مستقل.
ونقلت وسائل الإعلام عن قائد القوات البحرية بالحرس الثوري الإيراني، الأدميرال علي رضا تنجسيري قوله إن “فيلق الحرس الثوري الإسلامي لديه مواقع صواريخ برية وبحرية على السواحل الجنوبية للبلاد.”
وقال تنجسيري إن الحرس الثوري على استعداد لإظهار هذه القوة عند الضرورة، وهدد بإطلاق العنان لـ “كابوس” على منافسين يظهرون نوايا عدوانية عسكرية ، وفقا لما جاء في وكالة أنباء تسنيم الإيرانية الخاصة.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد حث مجلس الأمن الدولي في 30 يونيو الماضي على تمديد حظر الأسلحة على إيران قبل انتهاء العمل به في أكتوبر.
وقال بومبيو في اجتماع افتراضي للمجلس “لا تأخذوا هذا من الولايات المتحدة، استمعوا إلى الدول في المنطقة. من إسرائيل إلى الخليج، دول الشرق الأوسط، الأكثر تعرضا للافتراس الإيراني، تتحدث بصوت واحد (وهو): مددوا حظر السلاح”.
وتقول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يجب ألا يرفع الحظر عن إيران. وينتهي الحظر في منتصف أكتوبر بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية في عام 2015.
وعبرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن قلقها من أن رفع حظر السلاح عن إيران سيكون له تداعيات كبيرة على الأمن والاستقرار الإقليمي لكنها أوضحت أنها لن تؤيد المساعي الأميركية الأحادية لإعادة تفعيل كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران.
وانتهكت إيران بعض بنود الاتفاق النووي ردا على انسحاب الولايات المتحدة منه واتخاذها قرار إعادة فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.
من جهة أخرى، اعترفت طهران بأنّ الحادث الذي وقع الخميس في مبنى بمجمّع نظنز النووي في وسط البلاد خلّف “أضراراً مادية جسيمة” و”قد يبطئ” عملية تصنيع أجهزة طرد مركزي متطوّرة لإنتاج اليورانيوم المخصّب.
ومساء الأحد أعلن المتحدّث باسم منظمة الطاقة النووية الإيرانية بهروز كمالوندي بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية إرنا أنّه “لم يقع ضحايا (…) لكنّ الأضرار المادية جسيمة”، دون أن يحدّد بدقّة طبيعة هذه الأضرار.
وكان كمالوندي قال الخميس إنّ المبنى المتضرر هو “مستودع”، في حين ظهر من صور نشرتها الوكالة والتلفزيون الرسمي أنّه تعرّض إلى حريق.
لكن في تصريحه لإرنا، قال المتحدّث إنّه “كان مقرّراً” أن تنتج هذه المنشأة “المزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطوّرة”، دون أن يوضح ما إذا كانت عملية تجميع هذه الآلات قد بدأت فيها أم لا.
ويقول محللون إن هذه المنشأة تستخدم لتطوير وجمع أجهزة الطرد المركزي في إطار عملية تخصيب اليورانيوم، وهي خطوة مهمة في سبيل تطوير سلاح نووي.
واستأنفت طهران أنشطة إنتاج اليورانيوم المخصّب في نطنز بعد أن كانت قد وافقت على تعليقها بموجب الاتفاق.
كما أعلنت طهران رفع جميع القيود على أنشطة البحث والتطوير بخصوص تخصيب اليورانيوم، وبدء تطوير أجهزة طرد مركزي أكثر كفاءة.
وفي مايو 2018، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الموقع عام 2015، بين إيران ومجموعة “5+1″، وفرضت على طهران عقوبات اقتصادية.
وينص الاتفاق على التزام طهران بالتخلي، لمدة لا تقل عن 10 سنوات، عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي، وتقييده بشكل كبير، بهدف منعها من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية، مقابل رفع عقوبات مفروضة عليها.
وفي 5 يناير الماضي، أعلنت إيران تعليق جميع تعهداتها في إطار الاتفاق النووي، على خلفية مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في غارة جوية أميركية بالعراق.
العرب