مقاربة مغربية طموحة تمكّن الشباب من مواجهة جائحة كورونا

مقاربة مغربية طموحة تمكّن الشباب من مواجهة جائحة كورونا

الرباط – أكد رئيس الحكومة المغربية سعدالدين العثماني خلال مداخلته في جلسة شهرية بمجلس النواب بالرباط، والتي خصصت لسياسة الحكومة الموجهة للشباب، أن العناية بهذه الفئة تحتل الأولوية في جميع الاستراتيجيات الوطنية للبلاد في إطار مقاربة شمولية تعتمد على إدماجهم في جميع القطاعات الحيوية باعتبارها تشكل رافعة أساسية للتنمية الشاملة ورصيدا وخزانا للابتكار والإبداع.

واعتبر العثماني، في تصريحات أورتها وكالة المغرب العربي للأنباء، أن مقاربة قضية الشباب تحتاج لبوصلة واضحة في موضوع العناية بهم ومواكبتهم.

وأضاف رئيس الحكومة المغربية أن مختلف المؤسسات والقطاعات العمومية كل في مجال تخصصه حريص على تنزيل إجراءات عملية دعم الشباب خاصة في سياق مواجهة كورونا، خاصة وأن الشباب من أكثر الفئات التي تضررت من الجائحة.

وشدد رئيس الحكومة، في هذا السياق، على الحرص على دمج مقاربة الشباب في جميع الاستراتيجيات والسياسات، على غرار ما تم على صعيد إدماج مقاربة النوع الاجتماعي.

وأكد العثماني أنه في مجال التشغيل، استفاد حوالي مليوني شاب تقريبا من أصل 5.5 مليون شخص في المهن الحرة والقطاع غير المهيكل، من الدعم الذي تم منحه من صندوق تدبير كوفيد – 19.

وسيتم إطلاق برامج خاصة لدعم إدماج الشباب ومواكبتهم للحصول على الشغل في مرحلة ما بعد كورونا، تساهم فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة، وأيضا الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات المختصة في الوساطة في التشغيل، والتي زادت برامج مواكبتها، في مرحلة كورونا، بحوالي 120 في المائة.

أما في مجال التربية والتكوين، أشار سعدالدين العثماني إلى أن هذا القطاع يمثل حجر الزاوية لكل سياسة موجهة للشباب على اعتبار أن منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي تستوعب حوالي 10 ملايين متعلم، مشيرا إلى أن هناك عددا من البرامج وجهت للشباب ولدعمهم خاصة في مجال التكوين المهني.

وفي مجال التكوين المهني، سجل العثماني أنه تم إيلاء عناية خاصة لهذا القطاع، الذي يروم تأطير خمسة ملايين مستفيد على مدى سنوات معدودة، كما سيتم إحداث 123 مؤسسة تكوينية جديدة، من ضمنها 120 بمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، ومنها 52 متخصصة موجهة للقطاعات الواعدة، مشيرا إلى أن الحكومة شرعت في تنفيذ ورش إحداث 12 مدينة “للمهن والكفاءات” بكل جهات البلاد، وأنه تم البدء في أشغال بناء ثلاث مدن ابتداء من يناير 2020، على أن يتم الافتتاح التدريجي لهذه البنيات انطلاقا من الدخول المهني 2021.

ومن أجل تشجيع الشباب على التوجه نحو التكوين المهني، يقول العثماني، مكنت الحكومة، لأول مرة بالمغرب، المتكونين في مجال التكوين المهني من الاستفادة من المنح الدراسية، لافتا إلى أنه تم أيضا الاهتمام بالدعم الاجتماعي لفئة الطلبة.

فبالإضافة إلى توسيع قاعدة الممنوحين، كان هناك تفعيل نظام التغطية الصحية الإجبارية للطلبة، إذ بلغ عدد الطلبة المستفيدين من هذا النظام خلال موسم 2019- 2020، حوالي 116 ألف طالب، مضيفا “نهدف في السنة المقبلة بلوغ 200 ألف طالب مستفيد”.

كما استعرض رئيس الحكومة أيضا البرامج التي تمت بلورتها في المجال الثقافي والرياضي، مبرزا أن الوزارة المعنية أعدت برامج خاصة بمرحلة كورونا وما بعدها، تعطي أهمية كبيرة للاستعمال الرقمي سواء من خلال إطلاق حملة رقمية وطنية موجهة لفائدة اليافعين والشباب عبر وسائط التواصل الاجتماعي بشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، أو إنجاز بحث وطني حول ظروف الأطفال واليافعين والشباب خلال فترة الحجر الصحي، من أجل الوقوف على انتظاراتهم ومُتطلباتهم خلال فترة ما بعد الحجر الصحي، والبرنامج الوطني للأوراش التطوعية بالمجالين الحضري والقروي، فضلا عن المشاريع التنشيطية لفائدة الجمعيات الشبابية، وكذا تنظيم جامعات الشباب خلال شتنبر المقبل.

وبعد أن أشار إلى الاهتمام الخاص الذي يتم إيلاؤه لبرامج المساعدة الاجتماعية للشباب، تناول العثماني البرامج المنجزة في المجال الصحي، والمهن الجديدة والتحول الرقمي، خصوصا في ظل ظرفية جائحة كورونا.

وخلص إلى حرص الحكومة على إدراج بعد الشباب في جميع السياسات والاستراتيجيات والبرامج الحكومية، ورفع درجة ونوعية التحفيزات المخصصة في البرامج للشباب.

من جهة أخرى، جدد رئيس الحكومة دعوته إلى الالتزام بالتدابير الاحترازية في مواجهة كوفيد – 19 وتوخي المزيد من الحذر واليقظة لتمر مناسبة عيد الأضحى في ظروف جيدة، مشددا على أن نجاح المرحلة الثالثة من عملية تخفيف الحجر الصحي رهين بالانخراط الجماعي لكافة المتدخلين.

العرب