في مجتمع استهلاكي بالأساس، نشتري العديد من الأغراض باستمرار ونبحث عن العروض المتاحة ووسائل الترفيه، لكننا لا ندرك مقدار المال الذي ننفقه وكيف ننفقه على أشياء لا نحتاجها، ونندم فيما بعد على هدر المال عليها، لكن السؤال الأهم: لماذا نفعل ذلك؟ وما الذي يدفعنا إلى الإفراط في الإنفاق؟
قال الكاتب أوسكار كاستييرو ميمينزا، في تقرير نشرته مجلة “بسيكولوخيا إي منتي” (psicologiaymente) الإسبانية إن هناك العديد من الفخاخ العقلية التي تجعلنا ننفق المال بشكل مبالغ فيه، وتستغل مختلف الإستراتيجيات الإعلانية لكبرى العلامات التجارية بعض الفخاخ العقلية للتأثير علينا، وفيما يلي بعض الفخاخ العقلية التي دائما ما توقع بنا.
شعور المعاملة بالمثل
إن التفاعل بين المشتري والبائع، خاصة عندما يقدم الثاني تنازلا أو يستخدم العاطفة للإقناع، يولد لدى الأول الإحساس بالحاجة إلى التجاوب معه بنفقات أكبر، إن هذا العنصر حاضر بكثرة في القطاع التجاري حيث يكون التفاعل مع العملاء مباشرا، ونحن نفترض أن ما يفعله الشخص الآخر هو محاولة تقديم النصائح لنا كصديق، وبذلك تتلاشى الخلفية التجارية للتفاعل.
الرغبة في الاتساق
يستغل القطاع التجاري رغبة الناس في أن يكونوا متسقين مع آرائهم وأفعالهم السابقة، ويجعلنا هذا الفخ العقلي مخلصين لعلامة تجارية معينة دون غيرها، رغم توفر بدائل أخرى ذات جودة مساوية أو أفضل منها وبسعر أقل.
مواكبة صيحات الموضة من المصائد العقلية التي تدفعنا إلى إنفاق أموال أكثر مما ينبغي (غيتي إيميجز)
الاحتفالات والمناسبات
نميل عادة إلى إنفاق الكثير من المال على الحفلات الكبيرة والمناسبات الخاصة والأعياد، ظنا منا أنه يمكننا تحمل النفقات الإضافية التي قد تتجاوز أحيانا حدود ما خططنا له، ويشمل هذا الأمر أيضا الأيام التي تخصصها العلامات التجارية والمحلات التجارية لتحفيز النزعة الاستهلاكية لدى المتسوقين، مثل ما يحدث في فترة التخفيضات الموسمية والجمعة السوداء.
التوفر المحدود
يبدو أن كل منتج متوفر لوقت وبكميات محدودة يجذب الاهتمام ويجعل الإنفاق أسهل، لأن عدم القيام بذلك سيشعرك بأنك تضيع فرصة قد لا تسنح مرة أخرى، إنها إستراتيجية تجارية لدفع الشخص إلى الشراء الفوري دون تفكير.
استخدام بطاقة الائتمان
توصلت دراسات مختلفة إلى أننا نميل إلى الإنفاق أكثر بكثير عند استخدام بطاقة الائتمان مقارنة بالدفع نقدا، ويرجع ذلك إلى أن الدفع نقدا يجعلنا نقارن بين ما ندفع وما نملك، في المقابل، يقتصر استخدام بطاقة الائتمان على تمريرها في الجهاز وكتابة رقم التعريف الشخصي، وهذا الأمر يزيد من احتمال إنفاق المزيد من المال دون وعي.
العروض والصفقات
بعض العروض الترويجية، مثل شراء وحدتين من المنتج بخصم 50% على الثانية، من بين الطرق الأكثر شيوعا التي من شأنها أن تدفعك إلى إجراء عملية الشراء، ومجرد التفكير في أنك ستحصل على منتج مجانا أو بشكل إضافي أو اقتناء الوحدة الثانية بثمن أقل، يجعلك تنفق المال على شيء ربما لست بحاجة إليه أو لم تكن تبحث عنه في المقام الأول.
العروض الترويجية ستجعلك تنفق المال على شيء ربما لست بحاجة إليه (غيتي إيميجز)
المحاسبة الذهنية
إن تحديد مداخيلنا ونفقاتنا بدقة أمر أساسي لحسن التصرف في أموالنا والتحكم في الإنفاق. لكن بهذه الطريقة، قد يعني الحصول على أموال إضافية بشكل غير منتظر إنفاقها دون تخطيط. فعلى سبيل المثال، لو عثرت على 20 يورو في الطريق، أو حصلت على مبلغ من المال بطريقة غير متوقعة، قد لا تستطيع الحفاظ عليها والتحكم في إنفاقها مثلما تفعل مع راتبك الشهري.
مواكبة صيحات الموضة
إن مواكبة صيحات الموضة من المصائد العقلية التي تدفعنا إلى إنفاق أموال أكثر مما ينبغي، قد تكون الحاجة إلى الشعور بالتقدير والإعجاب والشعور بالانتماء إلى مجموعتنا الاجتماعية من الأسباب التي تدفعنا إلى الإنفاق.
العملة المواتية
هناك جانب يقودنا أيضا إلى إنفاق أموال أكثر بكثير مما نتخيل، وذلك عندما نسافر إلى بلد آخر يكون فيه فارق صرف العملة كبيرا، عموما نحن لا نأخذ بعين الاعتبار سعر الصرف، وإنما نهتم أكثر بقيمة عملتنا المرتفعة، الذي يعني التمتع بقدرة شرائية أكبر، وافتراض أن ما نشتريه سيكون رخيصا نسبيا وعدم تقدير المال يجعلنا ننفق المزيد، في المقابل، إذا حدث العكس، فذلك سيدفعك في الغالب إلى التحكم في نفقاتك.
المصدر : الصحافة الإسبانية