تابع كثير من المشاهدين الإسرائيليين على مدار شهرين التلفزيون كل ليلة مع إصدار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحذيرات وإعلانه التطورات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد وإجراءات العزل العام المفروضة.
وعندما تراجع عدد الإصابات، ألقى نتنياهو كلمة نقلها التلفزيون يوم 26 مايو/أيار ليتباهى بنجاحه، وقال “استمتعوا”، وهو بالضبط ما فعله كثير من الإسرائيليين.
لكن حالات الإصابة بالفيروس ارتفعت في وقت لاحق، وأظهرت استطلاعات الرأي تراجع الثقة في نتنياهو، وهو يواجه الآن احتجاجات في أنحاء إسرائيل بسبب حالة الاقتصاد المتضرر من الجائحة.
مطالبات بالاستقالة
والآن -وخارج مقر إقامته في القدس- يلوح متظاهرون بلافتات ويقودهم الشباب الذين لا يكادون يتذكرون زعيما آخر غير نتنياهو الذي يتولى رئاسة الوزراء منذ 2009، لكنهم يريدون منه أن يستقيل.
ويقول كوستا بلاك (30 عاما)، الذي اعتُقل خلال الاحتجاجات وخسر عمله في أحد المطاعم بسبب تأثير الجائحة على الاقتصاد، “جيلنا فقد ثقته بالكامل في النظام، لقد توقف قادتنا عن خدمتنا، إنهم لا يبالون بنا”.
ووجد استطلاع للرأي أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية في 12 يوليو/تموز أن 29.5% يثقون في طريقة تعامل رئيس الوزراء الذي يبلغ من العمر 70 عاما مع الأزمة، انخفاضا من 57.5% في أبريل/نيسان و47% في يونيو/حزيران، الماضيين.
لكن منتقدين يقولون إن نتنياهو، الذي يتلقى الإشادة عادة بفضل سياساته الاقتصادية، فقد الاهتمام على ما يبدو بإدارة الأزمة وأخفق في إعداد إستراتيجية واضحة للخروج بعد إجراءات العزل الأولى.
كما تقول شركات إن المساعدات المالية التي حصلوا على وعد بها تأخرت في الوصول وعرقلتها البيروقراطية.
ويعتقد بعض الإسرائيليين أن خطط ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة أدت لتشتيت انتباه نتنياهو، ويقول آخرون إن اهتمامه تحول إلى قضية فساد مرفوعة ضده، والتي ينفي فيها ارتكاب أي مخالفات.
ويرفض نتنياهو الانتقادات، وكتب هذا الأسبوع على فيسبوك معلقا على التأخيرات في تقديم المساعدات المالية “المال في الطريق، وسنواصل الاعتناء بجميع المواطنين الإسرائيليين وسنضع مزيدا من الخطط قريبا”.
كما وبّخ نتنياهو المحتجين وكتب على تويتر “لا تجرُّوا البلاد نحو الفوضى والعنف والهجمات على الشرطة”.
لكن مسحا أجرته دائرة الإحصاء المركزية أظهر أن 55% من الإسرائيليين يخشون من مواجهة صعوبات في دفع فواتيرهم، ارتفاعا من 46% خلال العزل العام في مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين.
شعور بالفشل
وقال رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية يوهانان بليسنر “لقد تفهَّم الإسرائيليون في البداية أن الوضع صعب وكانوا مستعدين لقبوله لأنهم شعروا بأن الحكومة تبذل قصارى جهدها”، مضيفا أن الشعور السائد الآن هو أن الحكومة لم تعد تدير الأمر من الناحيتين الاقتصادية والصحية.
وأوضح أن التداعيات طويلة الأمد بالنسبة لنتنياهو لم تتضح بعد، لكن أحدث استطلاع للرأي يمنح حزبه، ليكود، 31 فقط من مقاعد الكنيست المؤلف من 120 مقعدا، بانخفاض خمسة مقاعد، ويتوقع أن تحسّن أحزاب يمينية أخرى مراكزها.
ومع أن الاحتجاجات لم تبلغ مستويات عام 2011، عندما خرج مئات الآلاف إلى الشوارع بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، فإنها آخذة في التصاعد.
وقالت ستاف شافير -وهي عضو سابق بالكنيست وزعيمة للاحتجاجات في 2011- الذين كبروا في عهد نتنياهو، يتساءلون لماذا لا توجد أموال للاعتناء باقتصادنا الآن خلال أكبر أزمة عرفناها؟
وسجلت السلطات الإسرائيلية 68 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا، و497 وفاة. وهي الآن على “القائمة الحمراء” المحظور على مواطنيها دخول الاتحاد الأوروبي.
ورُفعت قيود كثيرة لإنعاش النشاط الاقتصادي، لكن البطالة تحوم عند 21.5%، ومن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 6% في 2020.
المصدر : رويترز