الموقف من حظر السلاح على إيران يعيد بعض النبض لمجلس التعاون

الموقف من حظر السلاح على إيران يعيد بعض النبض لمجلس التعاون

طهران – هاجمت إيران الموقف الجماعي الخليجي من قضية تمديد حظر السلاح المفروض عليها من قبل الأمم المتّحدة، والمعبّر عنه في إطار مجلس التعاون، الهيكل الجامع لدول الخليج الستّ التي لا تخلو مواقفها من تباينات توسّعت خلال السنوات الماضية، بما في ذلك الموقف من إيران والعلاقة معها.

وقال التلفزيون الإيراني، الاثنين، إنّ طهران ترفض دعوة مجلس التعاون الخليجي “غير الواقعية” للأمم المتحدة إلى تمديد حظر الأسلحة على إيران الذي ينتهي في أكتوبر القادم.

وجاء ذلك بعد أن قالت الأمانة العامة للمجلس الذي يضم كلاّ من السعودية والإمارات وعُمان والكويت والبحرين، الأحد في بيان، إن تدخل إيران المستمر في شؤون دول الجوار يجعل تمديد الحظر ضروريا.

ونظر متابعون للشأن الخليجي إلى موقف المجلس المعبّر عن الإرادة الجماعية لدول الخليج من زاويتين متقابلتين تماما. حيث رأى البعض في حالة الوفاق بشأن قضيّة تتعلّق بإيران الجارة المثيرة للتوتّرات بأنّه علامة صحية تظهر أنّ مجلس التعاون ما يزال ينبض بالحياة رغم التباينات الكبيرة أحيانا بين مكوّناته على غرار الخلافات الحادّة بين قطر من جهة، وكل من السعودية والإمارات والبحرين من جهة مقابلة، فضلا عن اختلافات واضحة في مواقف دول المجلس مثل التمايز الذي طبع لفترة طويلة مواقف سلطنة عمان من العلاقة مع إيران وأيضا من الأحداث الجارية في سوريا منذ بداية العقد الحالي، حيث حافظت مسقط على علاقات طبيعية مع طهران ودمشق عندما كانت علاقة العاصمتين في أسوأ حالاتها مع معظم عواصم الخليج الأخرى.

وبالنسبة للمتفائلين بمستقبل مجلس التعاون فإن الوفاق حول قضية حظر السلاح على إيران، تظهر قدرة الخليجيين على تجزئة خلافاتهم وتجاوز تبايناتهم عندما يتعلّق الأمر بقضايا الأمن القومي والتهديدات الخارجية له.

لكنّ موقف بلدان التعاون الأخير لم يسلم من وجود منتقدين له، على أساس أنّه موقف شكلي اتّخذ أساسا تحت طائلة الإلحاح الشديد من قبل الولايات المتّحدة التي تريد جمع أكبر عدد ممكن من المؤيدين لمشروع القرار الذي تعتزم طرحه على مجلس الأمن الدولي بشأن تمديد حظر السلاح على إيران.

ويقول أصحاب هذا الرأي إنّ تفرّغ مجلس التعاون لإصدار المواقف الشكلية يقرّبه من الحالة التي أصبحت عليها جامعة الدول العربية التي افتقدت بشكل شبه كامل للقرارات التنفيذية وأصبحت مجرّد تجمّع لإطلاق التصريحات والمواقف النظرية في عملية أقرب إلى “الفضفضة”.

ومن المقرر أن ينتهي حظر الأسلحة المفروض على إيران حاليا في 18 أكتوبر القادم بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع قوى عالمية في 2015 وانسحبت منه واشنطن في 2018.

وقال عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في مؤتمر صحافي تلفزيوني إن مجلس التعاون الخليجي “في ذروة فشله واختلافاته الداخلية وسياساته غير الواقعية التي أدت إلى عقمه”.

وأضاف أن المجلس “قد تحول إلى متحدث باسم بعض ضيقي الأفق داخل المجلس وخارج المنطقة، حيث أصبحت أمانته العامة وبسبب تأثرها بالسياسات والتصرفات الخاطئة والهدامة لبعض الأعضاء، بوقا للمعادين لإيران”.

العرب