حراك أميركي بريطاني في المنطقة لتحريك الجمود السياسي

حراك أميركي بريطاني في المنطقة لتحريك الجمود السياسي

القدس – تشهد منطقة الشرق الأوسط حراكا دبلوماسيا نشطا من الإدارة الأميركية وبريطانيا لتحريك الجمود الحاصل في العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتعميق العلاقات بين إسرائيل وبقية دول المنطقة بعد الاتفاق التاريخي بين أبوظبي وتل أبيب على تطبيع كامل للعلاقات بين البلدين.

والتقى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الاثنين، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مكتبه بالقدس في مستهل جولة بالمنطقة تستمر خمسة أيام سيثير خلالها مسألة تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل والملف الإيراني.

وقال بومبيو إن الولايات المتحدة ستواصل ضمان تفوق إسرائيل عسكريا في منطقة الشرق الأوسط في إطار أي صفقات سلاح أميركية مع الإمارات في المستقبل.

وأضاف للصحافيين بعد اجتماعه مع نتنياهو في القدس “الولايات المتحدة ملتزمة قانونا بضمان التفوق العسكري النوعي. سنظل ملتزمين بذلك”.

كما يجتمع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب مع نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس هذا الأسبوع للضغط من أجل استئناف الحوار من أجل حل الدولتين.

وقال راب في بيان الاثنين “لا تزال المملكة المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل واستقرارها، وكان الإعلان مؤخرا عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات لحظة مهمة للمنطقة”، في إشارة إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية أميركية بين إسرائيل والإمارات على إقامة علاقات كاملة.

وأضاف راب “تعليق إسرائيل لضم أراض هو خطوة أساسية نحو تعزيز السلام في الشرق الأوسط. من المهم البناء على هذه الديناميكية الجديدة، وفي النهاية لا يمكن التفاوض على حل الدولتين اللازم لضمان تحقيق سلام دائم إلا بين حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية”.

كما تأتي جولة وزيري الخارجية الأميركي والبريطاني إلى المنطقة بعد نحو 10 أيام من الإعلان عن الاتفاق التاريخي بين الإمارات وإسرائيل. وكان مقرراً أن يتشاور بومبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي خصوصاً حول الملف الإيراني وتعميق العلاقات بين إسرائيل وبقية دول الشرق الأوسط، كما أكد المتحدث باسمه في واشنطن.

وأكد نتنياهو يوم الأحد أن صديقه بومبيو سيثير معه مسألة “توسيع دائرة السلام في منطقتنا”.

وتسري تكهنات كثيرة بشأن دول أخرى مرشحة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، بينها البحرين وسلطنة عمان وحتى السودان.

وسيزور بومبيو الخرطوم للبحث في العلاقات الإسرائيلية السودانية و”المرحلة الانتقالية” في هذا البلد الذي طوى العام الفائت ثلاثة عقود من حكم عمر حسن البشير، ثم ينتقل إلى البحرين والإمارات، وفق المتحدث باسمه.

وتعتبر الإمارات، الدولة العربية الثالثة التي تتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، إذ سبقتها كل من مصر في العام 1979 والأردن 1994، واللتان كانتا في حالة حرب مع إسرائيل.

وأكّدت الإمارات أنّ الاتّفاق مع إسرائيل والمقرر توقيعه في البيت الأبيض، ينصّ على “وضع حدّ لأيّ ضمّ إضافي” لأراض في الضفة الغربية المحتلة منذ 1967.

واعتبر السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة في رسالة بالعبرية نشرتها صحيفة “يديعوت احرونوت” يوم الجمعة على صفحتها الأولى، أنّ التطبيع “سيُتيح تغيير مسار المنطقة من ماض من العداء والنزاعات إلى أمل آخر بالسلام والازدهار”.

ومنذ الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي برزت تساؤلات حول من هي الدولة التي ستلحق الإمارات في إقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية. وتشير المعطيات إلى كل من البحرين وسلطنة عمان والسودان التي طوت صفحة رئيسها السابق عمر البشير.

وكانت السودان قد أعفت الأسبوع الماضي الناطق باسم وزارة الخارجية السفير حيدر بدوي الصادق من مهام منصبه بعد 24 ساعة من تصريح لم ينف فيه وجود اتصالات مع إسرائيل.

وقالت وزارة الخارجية إن بومبيو سيلتقي خلال جولته برئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك “للتعبير عن دعمه لتعميق العلاقات السودانية الإسرائيلية”.

وأكدت الوزارة أيضا، أن وزير الخارجية الأميركي سيلتقي ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، قبل الاجتماع بوزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان لبحث الاتفاق الإسرائيلي.

العرب