تخفيض عديد القوات الأميركية في الخارج جزء من حملة ترامب الانتخابية

تخفيض عديد القوات الأميركية في الخارج جزء من حملة ترامب الانتخابية

واشنطن – أعلن قائد القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال كينيث ماكينزي الأربعاء أن الولايات المتحدة قررت تخفّيض عدد قواتها في العراق من 5200 إلى 3000 جندي.

وقال الجنرال في بغداد “بعد الاعتراف بالتقدم الكبير الذي أحرزته القوات العراقية والتشاور والتنسيق مع الحكومة العراقية وشركائنا في التحالف، قررت الولايات المتحدة تخفيض وجودها العسكري في العراق من حوالى 5200 إلى 3000 جندي خلال شهر سبتمبر”.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية، الأربعاء، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعلن الأربعاء عن سحب المزيد من قواته من العراق وأفغانستان.

وأكدت الولايات المتحدة نيتها خفض عدد الجنود الأميركيين الموجودين على الأراضي العراقية، لكن مع عدم التخلّي عن دورها في مواجهة تنظيم داعش وبناء القدرات العسكرية في هذا البلد.

وسبق وأعلن الرئيس دونالد ترامب المرشح لولاية ثانية في نوفمبر، والذي يواجه منافسة شرسة من غريمه الديمقراطي جو بايدن، أنه يريد سحب الجنود المتمركزين في العراق. وخلال لقاء في أغسطس مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أشار إلى هذا الإعلان لكن بدون تحديد موعد.

وتأتي الخطوة حسب مراقبين استكمالا للخطة التي وضعتها إدارة ترامب بالتقليص من عدد الجنود الأميركيين خارج البلاد لإقناع الناخبين بأن المرشح الجمهوري يفي بالوعود التي قطعها على نفسه في حملته الانتخابية السابقة.

ولكن خفض عدد الجنود الأميركيين على أرض العراق لا يعني الانسحاب كليا، حيث عملت إدارة الرئيس دونالد ترامب على التأسيس لوجود عسكري أميركي على أرض العراق، طويل الأمد لكّنه محدود عدديا وآمن يتيح للولايات المتّحدة مراقبة غريمتها إيران عن قرب وخصوصا تحرّكاتها على محور طهران دمشق بيروت مرورا بالأراضي العراقية. ولا يهمل في نفس الوقت الحرص على تجنّب وقوع خسائر بشرية في صفوف القوات الأميركية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، حيث يعلم ترامب مدى حساسية هذا العامل لدى الناخب الأميركي.

وتدرك الولايات المتّحدة تماما وجود إيران في خلفية التحريض على إخراج القوات الأميركية من العراق، ليس فقط بالضغط عن طريق حلفائها من السياسيين العراقيين، ولكن أيضا باستخدام الميليشيات التابعة لها هناك في إقلاق راحة الوجود العسكري الأميركي وحتى الدبلوماسي على الأراضي العراقية عن طريق استهداف السفارة الأميركية في بغداد وبعض المواقع التي يوجد فيها جنود أميركيون.

وتعرضت في الأيام الأخيرة قوافل إمداد للقوات الأميركية، التابعة للتحالف الدولي، للاستهداف أكثر من مرة آخرها تفجير رتل، الثلاثاء، أسفر عن مقتل عنصر أمن وإصابة اثنين آخرين.

ويعتبر هذا الهجوم الخامس على إمدادات التحالف خلال أسبوع، إذ استهدف تفجير، الاثنين، رتلا في منطقة التاجي شمالي بغداد، وقبلها بيوم، استهدف تفجير رتلا شمال غربي بغداد، والجمعة، استهدف تفجير رتلا آخر بمحافظة بابل (جنوب)، فيما استهدف تفجير آخر، الخميس، رتلا بين محافظتي ذي قار والمثنى.

وباتت مثل هذه الهجمات تتكرر منذ يوليو الماضي، لتضاف إلى أخرى صاروخية تستهدف سفارة واشنطن، وقواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أميركيين منذ أشهر طويلة.

ويُعتقد أن الجماعات المسلّحة المنفّذة لتلك العمليات هي ذاتها الميليشيات الشيعية العراقية التي ترفع راية “مقاومة” الوجود العسكري الأميركي في العراق، وإن بدأت تتخفّى تحت مسمّيات غير معروفة في السابق، في محاولة لتجنّب الردّ الأميركي الذي يمكن أن يكون مؤلما ولا يستثني كبار قادة تلك الميليشيات.

وانسحب الجيش الأميركي من العراق في نهاية 2011 وترك مهمة صغيرة فقط ملحقة بالسفارة الأميركية. لكن قوات أميركية أخرى نشرت في البلاد بعد سنوات بهدف دعم القوات العراقية في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي شن هجوما كبيرا صيف عام 2014.

ومن جهة أخرى أعلن البنتاغون نيته خفض عدد العسكريين في أفغانستان إلى أقل من خمسة آلاف جندي على خلفية محادثات السلام بين الأطراف الأفغانية. وتنشر الولايات المتحدة حاليا 8600 عسكري في أفغانستان.

وينص اتفاق وقع في فبراير في الدوحة بين واشنطن وحركة طالبان، على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان عام 2021 مقابل تعهد طالبان في سبيل السلام.

العرب