اتفاق سلام تاريخي بين الإمارات والبحرين وإسرائيل

اتفاق سلام تاريخي بين الإمارات والبحرين وإسرائيل

واشنطن – وقعت الإمارات والبحرين وإسرائيل اتفاق سلام تاريخيًّا، وذلك بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حفل وصفه مراقبون بأنه اختراق كبير لحالة العداء العربي الإسرائيلي، وأن أجواء التفاؤل التي سادته قد تفتح الطريق أمام اتفاقيات أخرى.

وقال الرئيس الأميركي في كلمة قبل بدء مراسم التوقيع إن خمس أو ست دول أخرى قد تنضم إلى اتفاقيات مماثلة مع إسرائيل، دون تسمية هذه الدول، متحدثا عن فجر جديد للشرق الأوسط بفضل شجاعة الدول الثلاث.

وكشف ترامب أن إسرائيل والإمارات والبحرين ستتبادل السفراء وستتعاون فيما بينها كدول صديقة، وأن الاتفاق يقضي بالسماح للمسلمين حول العالم بالصلاة في المسجد الأقصى.

ووعد بأن ينضم الفلسطينيون إلى السلام في الوقت المناسب. كما قال إن إيران تعاني واقتصادها في وضع صعب، وهي ترغب في اتفاق “وطلبت منهم الانتظار حتى نهاية الانتخابات”.

وقال ترامب خلال استقباله وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد “إن الإمارات دولة ممتازة يمكن القول إنها بوابة خلفية لكنني أصفها بالبوابة الذكية”.

وأضاف “أجريت مباحثات مع العاهل السعودي (الملك سلمان بن عبدالعزيز) ومع ولي العهد (الأمير محمد بن سلمان) ولديهما عقل منفتح وسينضمان إلى السلام”.

وقال وزير الخارجية الإماراتي إن إقامة علاقات اعتيادية بين بلاده وإسرائيل إنجاز تاريخي وعلامة مفعمة بالأمل لمنطقة الشرق الأوسط.

من جانبه، قال بنيامين نتنياهو إن اتفاق السلام مع الإمارات والبحرين قد ينهي الصراع العربي الإسرائيلي، موجها الشكر إلى “كل أصدقائنا في الشرق الأوسط الذين انضموا إلينا الآن أو الذين سينضمون لاحقا”.

ووصل وزيرا خارجية البحرين والإمارات ورئيس الوزراء الإسرائيلي، كل على حدة، إلى البيت الأبيض. وكان في استقبالهم الرئيس ترامب.

ورُفعت أعلام الدول الأربع المشاركة في مراسم الاتفاق فوق مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية.

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكينازي، على تويتر، إنه “يوم تاريخي لإسرائيل والإمارات والبحرين والمنطقة بأسرها… شكرا للرئيس ترامب على دورك في إيجاد واقع جديد في الشرق الأوسط”.

وكان وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد، قد نشر مقالا في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، تحدث فيه عن أولويات السلام، تزامنا مع توقيع الإمارات والبحرين وإسرائيل اتفاقَ سلام.

واعتبر الشيخ عبدالله بن زايد أن التوقيع على معاهدة السلام استجابة أمينة، وتذكير بأن الإماراتيين والإسرائيليين وكل شعوب الشرق الأوسط، قد تعبوا من الصراع، وأن “الأولوية الآن هي الاستمرار في تحديث مجتمعاتنا وتأمين استقرار الحدود في المنطقة”.

وأضاف أن الأولوية الأكثر إلحاحا هي تقليل حدة التوترات والبدء في حوار إقليمي حول السلام والأمن، وتابع “نحن نريد جيرانا طبيعيين”.

أما الأولوية الثانية، وفق الوزير الإماراتي، فهي “توسيع مجتمع التعايش السلمي”، إذ اعتبر أن المخاصمة المتواصلة والتطرف الطائفي أديا إلى “انتشار جائحة مميتة من الفوضى والنزاع على مدى عقود. وفي الإمارات، نحاول أن نثبت نموذجا مختلفا”.

وأكد أن “الأولوية الثالثة هي بناء محرك قوي من أجل التبادل الاقتصادي والثقافي، بما يولّد الفرص والتفاهم بين جميع أنحاء المنطقة، من الخليج إلى البحر الأحمر إلى قناة السويس إلى شرقي البحر الأبيض المتوسط فشبه الجزيرة العربية الممتدة هي ملتقى طرق العالم”.

واعتبر الشيخ عبدالله بن زايد أنه ما كان لهذا التقدم أن يحدث “لولا تأثير الدبلوماسية الأميركية وإعادة التأكيد على التزاماتها الأمنية، وفي الوقت نفسه، فإن هناك مكاسب للولايات المتحدة، نقل مزيد من الأعباء المتعلقة بالاستقرار الإقليمي إلى فريق أقوى من الشركاء الذين يملكون الرغبة ويمكن الاعتماد عليهم”.

وسيطرت حالة من الإيجابية في المواقف قبل التوقيع على اتفاق السلام، حيث حسم الرئيس الأميركي التردد بشأن بيع طائرات إف ـ 35 للإمارات، وأعلن أن “لا مشكلة” لديه في بيع مقاتلات أميركية من طراز إف – 35 للإمارات رغم معارضة إسرائيل.

وقال ترامب متحدثا لشبكة فوكس نيوز “شخصيا، لن أجد مشكلة في ذلك، لن أجد مشكلة في بيعهم طائرات إف – 35”، مشيرا إلى أن ذلك سيؤمن “الكثير من الوظائف” في الولايات المتحدة.

وأعلنت إسرائيل والإمارات في 13 أغسطس التوصل، برعاية الولايات المتحدة، إلى اتفاق تاريخي للتطبيع بينهما. لكن خلافا أول نشأ بشأن طائرات الشبح الأميركية التي تريد الإمارات شراءها منذ وقت طويل.

والأسبوع الفائت، قال جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي وصهره “إنه أمر نناقشه، إنها مرحلة المشاورات”، مؤكدا أن واشنطن ستحترم مبدأ التفوق العسكري الإسرائيلي.

لكنه تدارك قائلا إن “للإمارات العربية المتحدة جيشا كبيرا شريكا لأميركا. إنهم على الحدود مع إيران ويواجهون تهديدات فعلية”، ولفت إلى أن بيع المقاتلات يناقش “بشكل جدي جدا”.

وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش قال، الثلاثاء، إن بلاده تريد تحديث جيشها وأن طلبها طائرات حربية أميركية من طراز إف – 35 كان مطروحا للنقاش قبل اتفاق التطبيع مع إسرائيل ولا يزال مطروحا للنقاش.

وأضاف قرقاش للصحافيين أن الاتفاق يجب أن يبدد “أي ذرة من الشك” حول سبب حصول الإمارات على مقاتلات إف – 35 من الولايات المتحدة.

وقال “الإمارات تسعى مثل أي دولة تهتم بجيشها إلى تحديثه دائما، ومن ثم فإن طلبها للطائرات إف – 35 وأنظمة أخرى يسبق هذا الاتفاق”.

العرب