قدم وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين شكره للناتو؛ نظراً للدعم الذي يقدمه الحلف في إطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة تنظيم «داعش».
وكان الوزير العراقي بحث أمس (الخميس) في بروكسل آخر المستجدات بشأن اتفاق الشراكة المبرم بين الجانبين. وأعرب حسين عن شكره لحلف الناتو لدعمه العراق في هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي. وقال بيان لوزارة الخارجية العراقية، إن وزير الخارجية أكد «أهمية الدور الذي يضطلع به المجتمع الدولي، وحلف الناتو بشكل خاص في مجال تدريب القوات الأمنية العراقية، وتطوير قدراتها العسكرية؛ من أجل تحقيق النصر النهائي والناجز على فلول تنظيم (داعش) الإرهابي»، والقضاء على خلاياه. وأضف البيان، أن الجانبين «اتفقا على أهمية استمرار الحوار السياسي والعسكري بينهما».
كما ناقش حسين مع الأمين العام للحلف «استعداد الحلف لتقديم المساعدات بحسب احتياجات الجانب العراقي»، مشيداً «بالتضحيات التي قدمها العراق في حربه على الإرهاب، والقضاء على تنظيم (داعش) الإرهابي الذي يشكل تهديدا للعالم كله». وفي السياق نفسه، فقد طالب العراق من الاتحاد الأوروبي بشطب اسم العراق من قائمة تمويل الإرهاب وغسل الأموال. وكانت المفوضية الأوروبية أدرجت العراق مع دول أخرى، من بينها سوريا، وأفغانستان، وباكستان، واليمن ضمن القائمة السوداء للدول التي تشكل مخاطر مالية على الاتحاد الأوروبي بسبب مؤشرات وجود غسل الأموال وتمويل الإرهاب فيها، معتبرة أنها تمثل تهديداً للنظام المالي للاتحاد.
وذكر بيان صدر عن وزارة الخارجية العراقية، أن الطلب جاء خلال لقاء وزير الخارجية فؤاد حسين مع جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للسياسة الخارجة والأمن في الاتحاد الأوروبي بمقر المفوضية الأوروبية في بروكسل، حيث تطرقا إلى قرار الحكومة بإجراء انتخابات مبكرة في شهر يونيو (حزيران) المقبل، وتطلعها إلى التعاون مع الجهات الدولية المهتمة بهذا الشأن. وأضاف البيان أن الوزير حسين ثمن مواقف الاتحاد الأوروبي الداعمة للعراق في المجالات التنموية المختلفة، وفي مجال المساعدات الإنسانية، مشيداً بحرص الاتحاد على تقديم الدعم السياسي والاقتصادي للعراق، ولا سيما مساعدته في مجال مواجهة جائحة كورونا والحد من انتشارها. كما تطرق الجانبان إلى اجتماعات اللجنة المشترَكة لحقوق الإنسان والديمقراطية التي عقدت بين الجانبين.
وأكد الوزير حسين أهمية اتفاق الشراكة والتعاون المبرم بين العراق ودول الاتحاد الأوروبي، باعتباره يمثل الإطار الاستراتيجي للعلاقة بين الجانبين. كما أكد الوزير «التزام العراق بمبدأ احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية»، معرباً عن رفضه المطلق أن يتحول العراق إلى ساحة للصراع بين الأطراف المتنافسة، أو منطلق للاعتداء على أي دولة أخرى.
وشدد الوزير حسين على ضرورة دعم جهود العراق ليكون عامل استقرار وتوافق في المنطقة والعالم، موجهاً الدعوة إلى بوريل لزيارة العراق في أقرب فرصة ممكنة للتباحث في سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين.
وتأتي مباحثات العراق في بروكسل مع الاتحاد الأوروبي في وقت أجرى العراق مباحثات مع الولايات المتحدة الأميركية على مدى الشهور الماضية بشأن طبيعة الوجود الأميركي في العراق، كانت آخرها زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال شهر أغسطس (آب) الماضي إلى الولايات المتحدة الأميركية ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وفي حين تطالب قوى عراقية بانسحاب الأميركيين من العراق تواصل الفصائل المسلحة القريبة من إيران إطلاق صواريخ الكاتيوشا على السفارة الأميركية في العراق. وكان الرئيس الأميركي ترمب أعلن عن بدء تخفيض الوجود الأميركي في العراق إلى أقل من ثلاثة آلاف عسكري أميركي ضمن إطار التحالف الدولي، في حين انسحب الأميركان من قاعدتي التاجي وبسماية، حيث تسلمها الجانب العراقي.
في سياق ذلك، يواصل العراق تعاونه مع التحالف الدولي في استهداف تنظيم «داعش» في مناطق مختلفة من العراق. وفي هذا السياق، أعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق عن قيام التحالف الدولي بتنفيذ ضربات جوية عدة لأوكار «داعش» في جبال حمرين.
وقالت الوكالة في بيان لها أمس، إنه «بأمر من قيادة العمليات المشتركة نفذ طيران التحالف الدولي ضربة جوية في جبال حمرين، وقد شرعت قوة من المقر المتقدم لقيادة العمليات المشتركة بتفتيش مكان هذه الضربة». وأضاف البيان، أن «الضربة أسفرت عن تدمير أربعة أوكار تحتوي على تجهيزات ومواد غذائية، فضلاً عن تدمير دراجة نارية ومولدة، كما عثرت على أشلاء جثة إرهابي».
من جهته، أعلن الحشد الشعبي عن قيامه بصد هجوم وصفه بـ«الغادر» جنوب غربي محافظة كركوك. وقال إعلام الحشد في بيان له، إن «قوات اللواء 16 بالحشد الشعبي تصدت لهجوم غادر شنته فلول (داعش) الإرهابي على قرية سامي عاصي جنوب غربي كركوك».
وأضاف البيان، أن «قوات اللواء تمكنت من قتل أحد عناصر (داعش) المهاجمين وإصابة اثنين آخرين». ولا يزال تنظيم «داعش» ينشط في المحافظات الغربية والشمالية الغربية من البلاد نتيجة وجود حواضن للتنظيم، بالإضافة إلى عمليات التسلل عبر الحدود. وبشأن عمليات التسلل عبر الحدود من وإلى العراق، يقول الدكتور معتز محيي الدين، رئيس المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية والأمنية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «عمليات التسلل القادمة من دول الجوار سواء تركيا وسوريا مستمرة على الأقل منذ عام نتيجة وجود طرق قديمة أنشأتها مجاميع إرهابية بعيداً عن يد القوات الأمنية»، مبيناً أن «عمليات التسلل هذه مستمرة رغم إعلان العراق القضاء على تنظيم (داعش) والانتصار عليه عسكرياً». وأضاف محيي الدين، أن «(داعش) عاد منذ نحو سنتين من مرحلة التقاط الأنفاس إلى إعادة الهيكلة وإعادة الظهور».
وأوضح، أن «مسألة بقاء القوات الأميركية من عدمها في العراق أتوقع بقاء القوات الأميركية في المنطقة رغم أن ترمب يحاول عبر الحملة الانتخابية أن يعطي انطباعاً بأن الجنود الأميركان سوف ينسحبون، وقد ذكر الأعداد التي هي بحدود ألفي جندي»، مؤكداً أن «القواعد الأميركية باقية، وهناك قواعد تم تحصينها لفترات طويلة من الزمن وليست مرحلية؛ لأن ذلك جزء من الاستراتيجية الأميركية حيال المنطقة».