حذر قائد منظومة الدفاعات الجوية في سلاح الجو الإسرائيلي العميد ران حوخاف كوتشاف، من احتمال إقدام إيران على مهاجمة أهداف داخل إسرائيل على غرار الهجوم الذي استهدف منشأتين كبيرتين للنفط في السعودية في العام 2019.
وفي إشارة إلى الوجود الإسرائيلي في اليمن بعد تطبيع العلاقات مع الإمارات، واتهامات يمنية للسعودية والإمارات بإدخال إسرائيل إلى جزيرة سقطرى لفصلها عن اليمن، وردا على سؤال المراسل العسكري للموقع الإلكتروني الإسرائيلي “واللا” (www.walla.co.il) أمير بوحبوط حول احتمال أن تشن إيران هجوما على إسرائيل من الأراضي اليمنية، قال كوتشاف “هذه الإمكانية قائمة، ما حدث بالسعودية يمكن أن يحصل في أماكن أخرى، فإيران قادرة على نشر قواتها في مواقع مختلفة، بما في ذلك منطقة هضبة الجولان”.
وتابع قائد منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية “هل من الممكن أن يحدث ذلك معنا؟ من الواضح أن هذا أمر محتمل”، مؤكدا أن المشكلة والتحديات الأساسية التي تواجهها قوات الدفاع الجوي الإسرائيلي تتمثل في مواجهة تهديدات من مواقع وجبهات مختلفة بشكل متزامن، بينها قطاع غزة وسوريا ولبنان وأماكن أبعد، في إشارة إلى إيران.
وقال إن “إسرائيل ستكون مضطرة قريبا لتشغيل جميع الدفاعات الجوية لسلاح الجو في وقت واحد، فالتحديات متشابكة وتتحول لأكثر صعوبة”.
سيناريوهات وتحديات
واستعرض قائد منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية التحديات التي تواجه مختلف المقاتلات الحربية ومنظومات البطاريات الدفاعية، قائلا “فكر للحظة في مجموعة التهديدات المتنوعة. كنت قائدا لكتيبة فولكان (مدفع متعدد الفوهات) في لبنان. ما الذي تعاملت معه؟ ألواح ركوب الأمواج والمروحيات؟”.
ويضيف الضابط الإسرائيلي “اليوم توجد مجموعة متنوعة ومتعددة من التهديدات التي أتعامل معها على عدة جبهات وفي ساحات متنوعة، بحيث إن حماية سماء البلاد تبدأ من احتمال لهجوم بطائرة صغيرة، أو إطلاق قذيفة وصواريخ وطائرات مقاتلة وصواريخ باليستية”.
وتابع “المنظومة الدفاعية تسمح للمهاجم بأن يقرر متى يهاجم.. القبة الحديدية غيرت المفهوم بأكمله. فلو أردنا الهجوم في كل مرة أطلقوا فيها 4 صواريخ كنا سنعود لنحتل غزة، لذلك كان التصور بالاستثمار في المنظومات الدفاعية والقبة الحديدية صائبا على المدى البعيد”.
قدرة ونواقص
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان يعتقد أن الإيرانيين قادرون على الهجوم على أهداف بإسرائيل من اليمن، قال كوتشاف “أولا وقبل كل شيء القدرة موجودة، ما حدث في السعودية يمكن أن يحدث في أماكن أخرى أيضا. يمكنها نشر قوات في أماكن مختلفة، هل يمكن أن يحدث لنا هذا؟ من الواضح أنه يمكن أن يحدث لنا”.
وأضاف “جميعهم يريدون استهدافنا ومهاجمتنا، الكل في دائرة الاستهداف والهجوم، سواء في الجو أو المنظومات الدفاعية، وعليه لا بد من التشبيك ما بين المنظومة الدفاعية والمعدات الهجومية، وهو أمر بالغ الأهمية لنجاح المهمة”.
وتابع “في الحياة الروتينية اليومية وفي المعركة وبين الحروب وفي الحرب حتى، فإن واحدة من المشاكل الرئيسية هي أن منظومة الدفاع الجوية دائما مورد نادر وتعاني من نواقص، فهناك بطاريات ومنظومات دفاعية يتم تجربتها وتحديثها وتطويرها، لذا فإن التحدي المتمثل في مكان وضع البطاريات التشغيلية لمواجهة التهديدات مستمر”.
ثورة وابتكار
ومع ظهور التحسينات التكنولوجية والتصورات الجديدة وزيادة نطاق التدريب، يقول كوتشاف “أصبح نظام الدفاع الجوي على وشك ثورة حقيقية. قريبا سيكون هناك تحويل إلى برنامج بطاريات القبة الحديدية بحيث يمكن لجميع المنظومات الدفاعية التواصل مع بعضها في الوقت ذاته، فحتى الآن يمكن لكل بطارية دفاعية رؤية التهديدات واعتراضها بقرار من مركز إدارة المنظومة الدفاعية”.
وكشف الضابط الإسرائيلي عن تطوير “نظام دفاع وطني مبتكر”، صادق عليه قائد سلاح الجو الإسرائيلي عميكام نوركي ورئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، ويقضي بابتكار منظومة دفاعية مركزية وموحدة لجميع المنظومات الدفاعية التي تعمل في آن واحد وبتنسيق مع المنظومات الهجومية.
المصدر : الصحافة الإسرائيلية