اجتمع زعماء العالم افتراضيا يوم الاثنين للاحتفال بالذكرى الخامسة والسعبين لتأسيس الأمم المتحدة في الوقت الذي يشكل فيه وباء فيروس كورونا المميت والتوترات بين الولايات المتحدة والصين تحديات لفعالية وتماسك المنظمة التي تتألف من 193 عضوا.
وأجبر انتشار كوفيد-19 في أنحاء العالم في أوائل العام الجاري الملايين على البقاء في منازلهم ودمر اقتصادات وأجبر الدول على إغلاق حدودها. ويقول دبلوماسيون إن الأمم المتحدة تكافح لتأكيد نفسها.
ووصلت التوترات المستمرة منذ فترة طويلة بين الولايات المتحدة والصين إلى نقطة الغليان فيما يتعلق بالوباء مع التركيز على محاولة بكين أن يكون لها تأثير أكبر متعدد الأطراف في تحد للزعامة التقليدية لواشنطن.
وظهر فيروس كورونا في الصين أواخر العام الماضي، واتهمت واشنطن بكين بالافتقار إلى الشفافية التي تسببت في تفاقم التفشي. وتنفي الصين ذلك.
وفي انتقاد واضح للولايات المتحدة، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الاثنين “لا توجد دولة لها الحق في الهيمنة على الشؤون العالمية، أو السيطرة على مصير الآخرين، أو الاحتفاظ بمزايا التطوير لنفسها”.
ولم يتضمن مقطع فيديو صوره شيء للاجتماع هذه التصريحات. لكنها جاءت ضمن بيان أطول قالت البعثة الصينية للأمم المتحدة إنها سلمته للمنظمة الدولية.
وصورت الصين نفسها على أنها المشجع الرئيسي للتعددية مع تجاهل الرئيس دونالد ترامب للتعاون الدولي والذي أدى إلى انسحاب واشنطن من اتفاقيات عالمية حول المناخ وإيران والانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.
وقالت شيريث نورمان شاليه نائبة السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة إن المنظمة برهنت بسبل كثيرة على أنها “تجربة ناجحة” لكن “هناك أسباب تدعو للقلق”.
وجاء انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية بعدما اتهم ترامب المنظمة بأنها دمية للصين، وهو ادعاء نفته المنظمة.
“هم ونحن”
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: “أنهكت خطوط التقسيم العالم، تقسيم الدول إلى هم ونحن. إن العالم يتطلب زيادة المساعدة والتعاون متعددي الأطراف”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الوباء كشف هشاشة العالم. وأضاف: “اليوم، لدينا فائض من التحديات متعددة الأطراف وعجز في الحلول متعددة الأطراف”.
وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن المصالح الفردية للدول الأعضاء أجبرت “في كثير من الأحيان” الأمم المتحدة على التخلف عن مُثلها العليا.
وقالت أمام الجمعية العامة “أولئك الذين يعتقدون أنهم يستطيعون أن يكونوا أفضل بمفردهم مخطئون. إن رفاهيتنا شيء نتشاركه.. ومعاناتنا أيضا. فنحن عالم واحد”.
وطالب الكثير من الزعماء بإصلاح الأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا، حيث يرون إنه من غير المنصف أن تحصل الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا على سلطات حق النقض.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “هيكل المجلس الذي يترك مصير أكثر من سبعة مليارات إنسان تحت رحمة خمس دول ليس عادلا أو مستداما”.
ويأتي الحدث الخاص يوم الاثنين والذي استمر لمدة يوم واحد قبيل الاجتماع السنوي لزعماء العالم في الأمم المتحدة والذي من المقرر أن يبدأ اليوم الثلاثاء بدون الحضور الفعلي لأي رئيس أو رئيس وزراء في نيويورك. وتم تسجيل الكلمات وسيتم بثها في قاعة الجمعية العامة.
وتأسست الأمم المتحدة عندما اجتمعت دول معا بعد الحرب العالمية الثانية لمنع حدوث مثل هذه الحرب. وعلى الرغم من عدم اندلاع حرب عالمية ثالثة إلا أن الزعماء تبنوا بيانا يوم الاثنين يعترف بوجود “لحظات من الإحباط”.
وأضاف البيان: “كل هذا يدعو إلى تحرك أكبر وليس أصغر”.
(رويترز)