مشهد (إيران) – عقد فيلق فاطميون الأفغاني شبه العسكري، التابع للحرس الثوري الإيراني، مؤتمره الدولي الأول الجمعة، بحضور قادة المجاميع التي تعمل كوكلاء للنظام الإيراني في دول المنطقة.
ونظم الفيلق تجمعه في مرقد الإمام الرضا في مشهد، وهي مؤسسة بمليارات الدولارات تشرف على الضريح وتتبع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
وللمرة الأولى، عرض الفيلق صورة قائده الرئيسي، رغم أن وجهه كان غير واضح ولم يذكر اسمه لأسباب قال إنها أمنية.
وقال القائد الجديد لمركز فاطميون الإعلامي إنه “يجب بذل كل جهودنا لإجبار الولايات المتحدة على مغادرة المنطقة”، وهو ما سيكون “انتقامًا كبيرًا” لقتل الولايات المتحدة قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. ولم يتضح بعد متى تم تعيينه في هذا المنصب.
وفي يناير 2019، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية إدراج فيلقي فاطميون وزينبيون إلى قائمة العقوبات الأميركية.
ويتكون فيلق فاطميون من مهاجرين أفغان، وفيلق زينبيون من عناصر ميليشيات باكستانية لجأوا إلى إيران.
ويقوم الحرس الثوري الإيراني بتجنيدهم وزجّهم في مقدمة الاشتباكات الدائرة في سوريا إلى جانب قوات النظام السوري.
واستدعت طهران الكثير منهم للمشاركة في قمع احتجاجات نوفمبر الماضي، كما نقلت قسما آخر إلى داخل أفغانستان لتنفيذ أجندة الحرس الثوري هناك.
إيران تعتبر ميليشيا حزب الله اللبناني عنصر قوة بالقرب من إسرائيل، ويتم تطوير فيلق فاطميون على أساس هذه الأفكار
وتشير العديد من التقارير إلى أن الجمهورية الإسلامية استغلت مشاكل المعيشة لدى المهاجرين الأفغان، وقطعت وعوداً لهم بحلها، وجذبت مواطني هذه الدولة للانضمام إلى القوات العسكرية بالوكالة التي تديرها، وقطعت وعوداً بإيجاد فرص عمل ومساعدات مالية، وحل مشاكل الإقامة حتى تشجع عدداً ضخماً من المهاجرين الأفغان المقيمين في إيران على الانضمام إلى عضوية فيلق فاطميون.
و تأسس فيلق فاطميون عل يد علي رضا توسلي المعروف بأبوحامد في عام 2014 لقتال المعارضة السورية. وفي مارس 2015، أعلنت وكالة أنباء فارس عن مقتل علي رضا توسلي في تل قرين بمحافظة درعا خلال معارك مع المعارضة السورية.
ويُقدر تعداد الفيلق بحوالي 3000 مقاتل، إلا أن المصادر الإيرانية تقول إن عددهم يصل إلى 15 ألف مقاتل، وهذا ما ادعاه نائب قائد فيلق فاطميون سيد حسن حسيني المعروف أكثر بسيد حكيم.
ويصف المسؤولون السياسيون والعسكريون الإيرانيون تأسيس ورعاية قوات شبه عسكرية للقتال بالوكالة بأنها تطوير للقوة الإقليمية الإيرانية، فعلى سبيل المثال، اعتبر مؤخراً وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف جماعة مثل حزب الله اللبناني “عنصر قوة لإيران” بالقرب من إسرائيل، ويتم تطوير فيلق فاطميون على أساس هذه الأفكار.
وجاء المؤتمر وسط تساؤلات حول مواصلة فيلق فاطميون الانتشار في سوريا والإعلان عن وجوده بعد الانسحاب في أواخر عام 2017 إثر انتهاء هجوم كبير في شرق سوريا ضد تنظيم داعش.
وفي المؤتمر، كررت جماعة فاطميون وغيرها من الجماعات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، أهداف تدمير إسرائيل والانتقام لمقتل سليماني، وكلاهما أهداف أيديولوجية للحرس الثوري الإيراني والجمهورية الإسلامية.
وقال النائب الثقافي في ميليشيا حزب الله اللبناني، حجة الإسلام أكرم بركات “في أي وقت أنظر إلى وجوه مجاهدي فاطميون، أتذكر الوجه الجميل للقائد الشهيد سليماني”.
وذكر المتحدث باسم حركة النجباء العراقية، نصر الشمري، أمام المؤتمر أن “القوات الأميركية تشهد كل يوم أحداثا من ‘الانتقام الشديد’ من قبل إخوانكم في المقاومة العراقية”. وكان يشير إلى مزاعم بشن هجمات ضد قوافل لوجستية ومتعاقدين عراقيين لصالح الولايات المتحدة ومضايقات ذات صلة للقوات الأميركية في العراق.
وأضاف الشمري أن “النجباء وفاطميون سيقاتلان إلى جانب بعضهما البعض حتى تتشكل حكومة المهدي، وتدمير إسرائيل، وطرد القوات الأميركية من المنطقة”.
وأعلن من تم وصفه بزعيم الحركة الإسلامية البحرينية، عيسى قاسم، أن “مجاهدي فاطميون أذلوا العدو الصهيوني وأذلوا كبرياء أميركا”.
وقال قاسم في كلمته إن “فاطميون لعبوا دورًا مهمًا في المقاومة ضد المخططات التي تهدف إلى تشتيت الأمة واحتلال الأرض وتشويه هويتها وتغيير معتقداتها”.
كما بعث خالد البطش، مسؤول في جماعة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، برسالة مسجلة يمدح فيها فاطميون، فيما مدح رجل الدين الإيراني آية الله ناصر مكارم شيرازي، وهو حليف للمرشد الأعلى خامنئي، الجماعة الأفغانية في رسالة تمت تلاوتها بصوت عالٍ.
وكان من المقرر أن يتحدث حسن مغنية، نجل قائد ميليشيا حزب الله البارز عماد مغنية، في هذا الحدث، لكن ورد أنه لم يحضر.
العرب