طهران – كشف مصدر سياسي عراقي أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد لوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن “وحدة الشيعة فوق أي اعتبار آخر”، بعدما نقل الوزير العراقي قلق بغداد من أن تنفذ الولايات المتحدة تهديدها بإغلاق سفارتها في العراق والتوجه نحو ضرب قادة الجماعات المسلحة والميليشيات التي تدعمها طهران.
وأعاد روحاني كلمة “وحدة الشيعة” التي يكررها المرشد الإيراني علي خامنئي أمام قادة الميليشيات والفصائل والأحزاب الشيعية المتصارعة على النفوذ في العراق.
وقال المصدر المقرب من الوفد المرافق لوزير الخارجية العراقي في زيارته إلى طهران أن كلام روحاني يكشف للمرة الأولى عن تحدث مسؤول إيراني رفيع بشكل علني عن “وحدة الشيعة” بوصفها “أمرا هاما”، بعدما كان خامنئي يتحدث بدلالتها الطائفية أكثر من السياسية في ظل الانقسام العميق بين القوى السياسية الشيعية العراقية حول رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي.
وتقع في هذا الإطار مناورات الرئيس روحاني، الذي قال للوزير العراقي “ما زلنا نعتبر اليوم وحدة الشيعة والتعاطي بين الجماعات المختلفة، بما في ذلك الشيعة والسنة والأكراد في هذا البلد، مبدأ هاما”. وأضاف “نحن نقف مع العراق حكومة وشعبا لدعم وحدة العراق وتلاحمه”.
وقال روحاني لفؤاد حسين إن “العمل لإخراج القوات الأميركية واجب إيران وكل دولة يتواجد فيها الأميركيون”، مضيفا أن بلاده “تعتبر تصويت البرلمان العراقي على انسحاب القوات الأميركية من العراق خطوة إيجابية يحترمها الشعب العراقي وتدعمها إيران”.
وأضاف “الشعب الإيراني وحكومته يعتبران العراق صديقا لهما، وأنهما وقفا إلى جانب العراق حكومة وشعبا لتقديم الدعم له في مختلف المراحل”.
لكن روحاني شدد في الوقت نفسه على أن “طهران لا تتدخل في الشؤون العراقية الداخلية وفي العلاقات بين الفصائل العراقية”، في نفي غير مباشر لصلتها بأنشطة الميليشيات مؤخرا.
ويقول مراقبون إن إيران لن تقول إنها غير مسؤولة عن الميليشيات وأعمالها، لاسيما ضد الولايات المتحدة، لأن ذلك سيخسرها ورقة ضغط مؤثرة، لكنها في الوقت نفسه لا يمكنها تحمل عبء المسؤولية التي يفرضها التبني العلني لأنشطة هذه الميليشيات.
ولا يعول الكاظمي على دور إيراني إيجابي في العراق، لاحتواء خطر الميليشيات على البعثات الدبلوماسية وقوات التحالف الدولي الموجودة بهدف القضاء على فلول تنظيم داعش، لكن الحكومة العراقية تريد إحاطة نظيرتها الإيرانية بأن استمرار العبث الأمني في العراق قد يضع مصالح طهران في دائرة الاستهداف الأميركي.
ويقول مراقبون إن الولايات المتحدة لا تريد دفع حكومة الكاظمي إلى مواجهة مفتوحة مع إيران وأتباعها في العراق، لكنها في المقابل لا تستطيع أن تواصل الفرجة على بعثتها في بغداد وهي تتعرض لقصف شبه يومي، بأدوات حرب بدائية يُشْعِلها عابثون يمكن سحقهم وقتل قياداتهم عبر عدد من الضغطات على بعض الأزرار، كما حصل مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ومساعده أبومهدي المهندس، نائب رئيس قوات الحشد الشعبي.
ونقل وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني قلق بغداد من أن تنفذ الولايات المتحدة تهديدها بإغلاق سفارتها في العراق والتوجه نحو ضرب قادة الجماعات المسلحة والميليشيات التي تدعمها طهران.
وحمل الوزير العراقي رسائل من الرئيس برهم صالح ورئيس الحكومة مصطفى الكاظمي إلى القيادة الإيرانية تشرح مستوى التوتر الأمني الناجم عن استمرار الميليشيات العراقية التي تحركها طهران في استهداف سفارة الولايات المتحدة في بغداد.
وأبلغ حسين نظيره الإيراني محمد جواد ظريف والرئيس روحاني بأن استمرار الاعتداءات على مبنى السفارة الأميركية والبعثات الغربية الأخرى، فضلا عن المعسكرات التي تستضيف قوات التحالف الدولي، قد يفجر مواجهة واسعة، مؤكدا لهما أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يعد بمقدورهم الصمت أمام هذه الاعتداءات.
ومؤخرا ازدادت الهجمات الصاروخية ضد السفارة الأميركية في بغداد، بينما تتصاعد عمليات استهداف أرتال التحالف الدولي في المناطق الشيعية من العراق، ما يشكل مقدمة متطابقة مع مقدمات تدمير المناطق السنية قبل أعوام مضت.
وقالت مصادر سياسية إن واشنطن لوحت بأنها قد تغلق سفارتها في بغداد، كي تتفرغ لمطاردة ممثلي النفوذ الإيراني في العراق، وهم في الغالب زعماء ميليشيات وساسة متورطون في قضايا فساد وسرقة المال العام. وتريد إيران طرد القوات الأميركية من العراق بأي ثمن، وهو ما عبر عنه روحاني بوضوح خلال حواره مع وزير الخارجية العراقي.
العرب