حذّرت الولايات المتحدة الخميس من أنها لن تتساهل مع الهجمات التي تشنها فصائل موالية لإيران على المصالح الأمريكية في العراق، مهددة بالانتقام، وسط مخاوف الحكومة العراقية من انسحاب أمريكي محتمل.
وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأوسط، ديفيد شنكر «لا يمكننا أن نتسامح مع التهديدات ضد مواطنينا وجيشنا المتمركز في الخارج، ولن نتردد في اتخاذ إجراءات، إذا لزم الأمر لحماية أفرادنا» دون أن يؤكد رسميا التهديد بإغلاق سفارة الولايات المتحدة في بغداد.
دعوات للكشف عن قتلة المتظاهرين في ذكرى «انتفاضة أكتوبر»
وكان شنكر يرد على سؤال حول أنباء عن التهديد بإغلاق سفارة الولايات المتحدة في بغداد، وهو ما لم يؤكده أو ينفِه.
وقال للصحافيين «لا نعلق على المحادثات الدبلوماسية الخاصة لوزير الخارجية» مؤكدا أن الخارجية الأمريكية تعتزم «مواصلة العمل» مع السلطات العراقية «لضمان حماية» المصالح الأمريكية.
وقال «نعمل ونتطلع لمواصلة العمل مع الشركاء العراقيين لضمان سلامة جنودنا ومنشآتنا» .
ومساء الأربعاء، اتهمت السلطات الكردية في العراق فصائل «الحشد الشعبي» باستهداف القوات الأمريكية في كردستان بالصواريخ. وتتكرر مثل هذه الهجمات الصاروخية منذ عدة أشهر في العراق، وخصوصاً باتجاه السفارة الأمريكية.
وزارة الداخلية في إقليم كردستان العراق قالت في بيان صحافي إن «الصواريخ تم إطلاقها من على سيارة بيك أب من منطقة بين قريتي شيخ أمير وترجلة قرب جبل زرتك في منطقة برطلة التي تقع ضمن سيطرة اللواء 30 من الحشد الشعبي، وإن فرقنا المتخصصة بدأت تحرياتها الدقيقة للتوصل إلى معلومات أكثر».
في المقابل قالت قيادة عمليات نينوى في «الحشد» إنها «تابعت التصريحات والمواقف الصادرة بخصوص عملية إطلاق الصواريخ التي استهدفت مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق».
وأضافت: «في الوقت الذي نعرب فيه عن أسفنا واستغرابنا لبعض ردود الأفعال المتسرعة، نود أن نوضح أن المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ باتجاه أربيل تعتبر منطقة فراغ غير مسكونة، وتقع بين مثلث يحيط به الجيش وقوات الحشد الشعبي من أبناء الشبك وقوات البيشمركه».
وأعلن المتحدث الرسمي باسم العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي في تصريح للوكالة الرسمية، أن «هناك حديثاً لوزير الداخلية عثمان الغانمي، أكد فيه إلقاء القبض على أشخاص لهم علاقة بالإعمال الإرهابية التي استهدفت البعثات الدبلوماسية» فيما أكد الجيش العراقي، الخميس، استهداف صاروخ لرتل شاحنات ينقل معدات لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، جنوبي البلاد.
ووفق بيان خلية الإعلام الأمني التابعة للدفاع العراقية، «تعرض رتل شاحنات ينقل معدات للتحالف الدولي إلى هجوم بصاروخ موجه لم ينفجر في منطقة الشوملي بمحافظة الديوانية (جنوب)».
وأضاف أن الهجوم «أسفر عن إلحاق أضرار بإحدى حاويات رتل الشاحنات دون وقوع إصابات».
إلى ذلك، أحيا آلاف المحتجين الذكرى السنوية الأولى لـ«ثورة تشرين» في العاصمة العراقية بغداد، وعموم المدن الأخرى التي شهدت حراكاً احتجاجياً خلّف أكثر من 500 قتيل، وعشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين، وفيما حمل المحتجون صور «شهداء أكتوبر» أعادوا إحياء مطالبهم الأساسية المتمثلة بإجراء انتخابات عادلة، والقصاص من قتلة المتظاهرين، وكشف مصير المختطفين، بالإضافة إلى توفير الخدمات وفرص العمل.
وتجمّع الآلاف في ميدان التحرير وسط العاصمة، مجددين الحياة للحراك الاحتجاجي الذي جُمّد في الأشهر الماضية، بعد تولي مصطفى الكاظمي رئاسة الوزراء.
وحمل المتظاهرون صور الضحايا الذين سقطوا في هذه الساحة التي تعدّ «أيقونة الثورة» في العراق، وسط مطالبات بكشف الجناة ومعرفة مصير الناشطين والمتظاهرين المختطفين، الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً، فضلاً عن المطالبة بإجراء انتخاباتٍ عادلة وتوفير الخدمات.
واشترك المحتجون في بغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق الأخرى بالمطالب ذاتها.
وفي الذكرى الأولى لـ«ثورة تشرين» أكدت منظمة العفو الدولية أن عشرات النشطاء العراقيين ما زالوا يطاردون ويقتلون.
المنظم دعت الحكومة العراقية إلى «تكثيف جهودها من أجل تحقيق العدالة لمئات الضحايا الذين قتلوا أثناء ممارسة حقهم في التجمع السلمي».
أما مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي، الذي تولى المنصب بعد سلفه عادل عبد المهدي الذي قدّم استقالته في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 بضغطٍ من المحجين، فاستغل المناسبة للدعوة إلى الالتزام بسلمية الاحتجاجات، فيما تعهد بـ«استعادة الحقوق من المتورطين بدماء العراقيين».
القدس العربي