انتقدت الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء استئناف تركيا عمليات التنقيب شرقي المتوسط بعد إرسالها سفينة عروج ريس، في الوقت الذي طالبت فيه أنقرة الاتحاد الأوروبي بالتخلي عن “ازدواجية المعايير”.
واستنكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس، في بيان، تجديد تركيا عمليات المسح في المناطق التي تفرض اليونان سلطتها القضائية عليها في شرق المتوسط، معتبرة الإعلان التركي من جانب واحد يثير التوترات في المنطقة، وأنه يعقد عن عمد استئناف المحادثات الاستكشافية بين اليونان وتركيا.
وكانت أنقرة قد أعلنت أمس أن سفينة المسح التركية عروج ريس استأنفت عمليات التنقيب عن الغاز شرقي المتوسط وستستمر مهمتها 10 أيام. وقال وزير الطاقة التركي إن بلاده ستواصل حماية حقوقها وإيجادَ أي موارد محتملة في المنطقة.
ودعت الخارجية الأميركية أنقرة إلى إنهاء ما وصفته بالاستفزاز، والشروع الفوري في محادثات استكشافية مع أثينا، مؤكدة أن الإكراه والتهديد والترهيب والنشاط العسكري لن يحل التوترات، وأن الإجراءات الأحادية لا يمكن أن تبني الثقة ولن تنتج حلولا دائمة.
كما عبّرت فرنسا أيضا عن قلقها بعد انطلاق السفينة في رحلتها، ووصفت وزارة الخارجية اليونانية الخطوة بأنها “تصعيد كبير” و”تهديد مباشر للأمن في المنطقة”.
في غضون ذلك بدأ وزير الخارجية الألماني هايكو ماس زيارة إلى اليونان وقبرص لبحث التوتر شرقي المتوسط. وقالت الخارجية الألمانية إن ماس سيتعهد لليونان وقبرص بالتضامن الكامل من جانب ألمانيا والاتحاد الأوروبي.
ودعت برلين جميع الأطراف إلى العمل على أساس حسن الجوار، مضيفة أن تركيا ستبقى جارة لليونان وقبرص. كما ناشدت الخارجية الألمانية تركيا عدم القيام بخطوات أحادية من شأنها عرقلة الحوار مع اليونان.
وكان ماس قد طالب تركيا بالكف عما وصفه بالاستفزاز في النزاع على الغاز شرق البحر المتوسط.
من جانبه، دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي مع نظيرته السويدية، الاتحاد الأوروبي للتخلي عما سماها ازدواجية المعايير التي يستخدمها في العديد من القضايا، ومنها شرقي المتوسط والدعم الذي يقدمه لليونان فقط لأنها عضو فيه.
من جهة أخرى، أعلنت اليونان أنها لن تشارك في محادثات استكشافية مع تركيا بشأن خفض التصعيد شرقي المتوسط، إذا بقيت سفينة التنقيب التركية فيما قالت إنها مياه الجرف القاري للبلاد.
وكانت الخارجية اليونانية قد وصفت استئناف تركيا أنشطة البحث والتنقيب شرقي المتوسط بغير القانوني، وبأنه تصعيد خطير وتهديد للسلام في المنطقة. ودعت الخارجية اليونانية أنقرة إلى إنهاء أعمال المسح والتنقيب فورا.
وتراجع التوتر بعدما سحبت تركيا السفينة ووافقت على إجراء محادثات تمهيدية مع اليونان، لكن البحرية التركية قالت إن سفينة عروج ريس ستستأنف أنشطتها في المنطقة، مما أثار غضب اليونان التي رفضت إجراء محادثات قبل سحب السفينة.
المصدر : الجزيرة + وكالات