بروكسل – فرض الاتحاد الأوروبي الخميس عقوبات على ستة أفراد ومنظمة واحدة في روسيا مقرّبين من الرئيس فلاديمير بوتين، بينهم شخص يعرف بأنه طباخه، على خلفية عملية تسميم زعيم المعارضة أليكسي نافالني وتدخل الكرملين في الحرب الليبية.
وأفاد الاتحاد أن يفغيني بريغوجين، الذي يطلق عليه لقب “طباخ بوتين” نظرا إلى أن شركة المطاعم التي يديرها عملت لحساب الكرملين، يقوّض السلم في ليبيا عبر دعمه شركة “فاغنر” الخاصة التي تقوم بأنشطة عسكرية.
وسارعت روسيا إلى التحذير من أن الاتحاد الأوروبي أضر بعلاقاته مع موسكو بفرضه عقوبات على مقرّبين من الرئيس فلاديمير بوتين.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن “الاتحاد الأوروبي أضر عبر هذه الخطوة بالعلاقات مع بلادنا”، واصفا إجراءات التكتل بأنها “خطوة غير ودية” من جهة الاتحاد الأوروبي ومتعهدا بأن روسيا سترد.
وأشار إلى أن الخطوة غير منطقية، معربا عن أسفه حيال قرار “يضع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وموسكو على المحك من أجل شخص تعتقد أوروبا أنه زعيم معارضة ما”.
وفُرضت عقوبات على ستة أشخاص آخرين، بينهم رئيس جهاز الأمن الفدرالي الروسي (الاستخبارات) على خلفية محاولة قتل نافالني باستخدام مادة نوفيتشوك التي تؤثر على الأعصاب.
ويخضع بريغوجين، رجل الأعمال الثري المقرب من بوتين، لعقوبات أميركية على خلفية ارتباطه بمجموعة “فاغنر” المتهمة بنشر مرتزقة للتدخل في نزاعات عديدة في أنحاء إفريقيا، وعلى رأسها الأزمة الليبية.
وجاء في إعلان الاتحاد الأوروبي الرسمي أن بريغوجين يرتبط “بعلاقات قوية، بما فيها مادية، بشركة الأنشطة العسكرية الخاصة فاغنر”، مشيرا إلى أنه “بهذه الطريقة، فإن بريغوجين منخرط في ويقدم الدعم لأنشطة مجموعة فاغنر في ليبيا، التي تهدد السلم والاستقرار والأمن في البلاد”.
وأفاد الاتحاد الأوروبي أن “فاغنر” ارتكبت “خروقات عديدة ومتكررة” لحظر السلاح الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا، حيث تدعم روسيا المشير خليفة حفتر الذي تقاتل قواته حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة.
ويعني القرار حظر بريغوجين من السفر إلى الاتحاد الأوروبي وتجميد أي أصول تابعة له في التكتل. كما يمنع المواطنين والشركات الأوروبية من تزويده بالأموال.
وتنطبق العقوبات ذاتها على ستة أشخاص أدرجوا على خلفية عملية تسميم نافالني، وبينهم رئيس جهاز الأمن الفدرالي ألكساندر بورتنيكوف والعضوان البارزان في مكتب الرئاسة التنفيذي سيرغي كيرينو وأندريه يارين.
وأفاد الاتحاد الأوروبي أنه “من المنطقي استنتاج أن تسميم أليكسي نافالني ما كان ممكنا لولا موافقة مكتب الرئاسة التنفيذية”، مشيرا إلى أن يارين كان ضمن قوة خاصة أوكلت مهمة مواجهة نفوذ نافالني عبر تشويه سمعته.
كما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على معهد الأبحاث العلمية للكيمياء الحيوية التكنولوجيا التابع للدولة الروسية والذي من المفترض أنه المسؤول عن تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية التي ورثتها روسيا عن الاتحاد السوفياتي.
وجاء الاتفاق على فرض العقوبات خلال اجتماع لسفراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، بعد قرار اتخذه وزراء خارجية الاتحاد الاثنين للبدء في الإعداد لعقوبات جديدة.
وكان نافالني، وهو من أقوى معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والناشط البارز في مجال مكافحة الفساد، سقط مغشيا عليه على متن رحلة جوية داخلية في سيبيريا في 20 أغسطس، وتم نقله وهو في حالة غيبوبة إلى ألمانيا للعلاج، واستعاد وعيه لاحقا.
وكشفت الحكومة الألمانية في سبتمبر الماضي أن الفحوص الطبية التي أُجريت للمعارض الروسي أليكسي نافالني في مختبر تابع للجيش الألماني أظهرت “بالدليل القاطع” أنه كان ضحية تسميم بـ”غاز نوفيتشوك”.
وسارع مدير صندوق مكافحة الفساد الذي أسسه نافالني إلى التأكيد بأن “وحدها الدولة الروسية قادرة على استخدام غاز أعصاب من نوع نوفيتشوك.
و”نوفيتشوك” أو “الوافد الجديد” هو غاز للأعصاب شديد السمية، تم تطويره في الاتحاد السوفيتي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ويعتقد أن موسكو لم تكشف عنه لـمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، التي تشرف على معاهدة تحظر استخدامه.
وانضمت بريطانيا إلى عقوبات الاتحاد الأوروبي بإعلانها الخميس أنها ستطبق العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على مقرّبين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأفاد بيان لوزراة الخارجية البريطانية أن لندن “ستطبق العقوبات التي أعلنها الاتحاد الأوروبي ضد ستة أفراد وكيان على صلة بتسميم ومحاولة قتل السيد نافالني بموجب نظام الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات على استخدام الأسلحة الكيميائية”.
العرب