مصراتة (ليبيا)- أعلن أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين في مدينة مصراتة الليبية، التي لها ثقل عسكري واقتصادي بارز في البلاد، عن استقالتهم الجماعية وحل التنظيم في خطوة يرى مراقبون أنها تندرج في إطار مناورة، حيث سيتسلل هؤلاء إلى المجتمع المدني والعمل من خلاله.
وقال هؤلاء الأعضاء في بيان، دون ذكر أسماءهم، إن ’’هذه الاستقالة جاءت بعد مراجعات داخل الجماعة، بسبب إلصاق ما تمر به البلاد من أحداث بجماعة الإخوان من قبل سدنة النكسة المضادة لثورات الربيع العربي‘‘.
وأضافوا أنه ’’بعد تحاور وتشاور بملء إرادتنا نحن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من أبناء مصراتة نعلن استقالتنا الجماعية وبالتالي حل التنظيم بالمدينة‘‘.
ويرى مراقبون أن هذه الاستقالة لا تعني قيام أعضاء الجماعة بمشاورات خاصة بعد إشارة البيان الذي تم إصداره فجر الخميس إلى أنهم سينتقلون للعمل ضمن المجتمع المدني، ما يعني عزم هؤلاء على نقل أجنداتهم إلى المجتمع المدني.
ولا تُعد هذه الاستقالة الأولى التي تهز أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا، حيث سبقهم في ذلك أعضاء الجماعة بمدينة الزاوية وذلك وسط اتهامات للإسلاميين بتأزيم الوضع في البلد الغارق في أزماته منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي.
هذه الاستقالات لا تعني القطيعة التامة مع التنظيم الدولي وأجنداته، خاصة مع استمرار إسلاميي ليبيا في تلقي الدعم الكامل من تركيا
وتأتي هذه الاستقالة بعد شهرين من انسحاب أعضاء الإخوان فرع مدينة الزاوية غربي العاصمة طرابلس، وإعلانهم حل التنظيم بعد استقالة جماعية. وآنذاك قال هؤلاء إن مرد الاستقالة هو المماطلة في القيام بمراجعات تم إقرارها عام 2015 لتغليب “المصلحة العليا للوطن والمواطن”.
وبدوره قدم رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، استقالته من تنظيم الإخوان في العام الماضي، مؤكدا أنه أقدم على هذه الخطوة “انطلاقا من المقتضيات الوطنية والفكرية والسياسية ومن باب الصدع بالقناعة والوضوح مع المواطن الليبي”، وأشار إلى أنه يحتفظ في المقابل بـ”الود والاحترام لكل أعضاء التنظيم”.
ولكن هذه الاستقالات لا تعني القطيعة التامة مع التنظيم الدولي وأجنداته، وفقا لمراقبين؛ خاصة مع استمرار إسلاميي ليبيا في تلقي الدعم الكامل من تركيا وعلاقات الإخوان الوطيدة بأنقرة حيث يعيش العديد من هؤلاء.
وتحمّل عدة أطراف الإخوان مسؤولية تأزم الأوضاع في ليبيا، خاصة مع عدم قبول الجماعة بنتائج انتخابات 2014 ما أدى إلى انقلاب “فجر ليبيا” الذي أغرق البلاد منذ ذلك الحين في الفوضى.
وتسود البلاد حالة من الهدوء حاليا رغم استمرار تصعيد الإسلاميين إعلاميا ضد الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر، حيث تجري مشاورات مكثفة من أجل بلورة حل للأزمة المستمرة منذ سنوات والتي أدت إلى تدخل قوى إقليمية ودولية، أبرزها تركيا التي كدست في البلاد السلاح والآلاف من المرتزقة لدعم حكومة الوفاق -التي تعد واجهة الإسلاميين- برئاسة فايز السراج.
العرب