مركز لوجستي.. نواة لقاعدة عسكرية روسية في السودان

مركز لوجستي.. نواة لقاعدة عسكرية روسية في السودان

الخرطوم – نشرت الحكومة الروسية الأربعاء مسودة اتفاق يظهر عزم موسكو تأسيس مركز لوجستي للبحرية التابعة لها في السودان يستوعب ما يصل إلى 300 جندي وموظف.

وينص الاتفاق على أن المركز المقترح سيكون قادرا على استيعاب ما لا يزيد عن أربع سفن بما في ذلك السفن المزودة بتجهيزات نووية.

وقال المحلل السياسي عصام دكين إن تدشين المركز اللوجيستي الروسي يأتي ضمن اتفاق قديم وقعه الرئيس المعزول عمر حسن البشير مع موسكو، يتضمن إقامة علاقات اقتصادية وعسكرية متطورة بين البلدين، وكان من بين نتائجه تسلم الجيش السوداني 300 دبابة روسية قبل سقوط البشير بعد نحو عام من توقيع الاتفاق.

وأضاف دكين لـ”العرب”، أن السلطة الانتقالية، وعلى رأسها المكون العسكري قررت استكمال باقي بنود البروتوكول الموقع سابقا، وكان من نتائجه تسلم الخرطوم سفينة تدريب عسكرية، أهدتها موسكو إلى القوات البحرية السودانية في 11 أكتوبر الماضي، وستكون الأيام المقبلة شاهدة على “بدء تدشين المركز اللوجيستي والذي قد يتطور ليكون قاعدة عسكرية روسية في البحر الأحمر بالقرب من شرق السودان”.

وأشار مكين، وهو قريب من المكون العسكري في السلطة الانتقالية، إلى أن الخرطوم تسعى إلى تنويع علاقاتها مع أطراف مختلفة بما يصب في خدمة البلاد، وعدم التعويل على الولايات المتحدة فقط، خاصة أن ملف شطب اسم السودان مع على لائحة الدول الراعية للإرهاب لا يزال أمامه شوط لإقراره من الكونغرس.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في أكتوبر الماضي عن قرار بشطب السودان من لائحة الإرهاب بعد أن استجابت الخرطوم لمطالب دفع تعويضات لأهالي ضحايا أميركيين لقوا حتفهم في تفجيرات سابقة متورط فيها نظام البشير.

ومن الواضح أن السلطة الانتقالية في السودان وخاصة المكون العسكري لا يريد أن يضع كل بيضه في السلة الأميركية في غياب الثقة بين الطرفين، ويريد الحفاظ على العلاقات مع الجانب الروسي ولم لا تدعيمها على المستوى الدفاعي.

وتنص مسودة الاتفاق التي يعود تاريخها إلى السادس من نوفمبر وتحمل توقيع رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين على تطوير التعاون العسكري بين البلدين وفقا لقوانينهما ومبادئ وقواعد القانون الدولي والمعاهدات التي تكون روسيا والسودان طرفين فيها.

كما تنص حسب ما جاء على موقع بوابة المعلومات القانونية الروسي على “السماح بدخول السفن الحربية بعد الإخطار بذلك في موعد لا يتجاوز 7 أيام عمل قبل تاريخ الدخول”.

وبموجب الاتفاقية يتبادل الطرفان الآراء والمعلومات حول القضايا العسكرية والسياسية، وتعزيز الثقة المتبادلة والأمن الدولي، وتطوير العلاقات في مجال التدريب العسكري المشترك للقوات، والتدريب الهندسي، والتعليم العسكري، والطب العسكري، والتاريخ العسكري، والتضاريس العسكرية، والهيدروغرافيا العسكرية، والرياضة والثقافة.

وسبق أن صرح رئيس لجنة الدفاع والأمن بالبرلمان السوداني، اللواء الهادي آدم، أن موافقة روسيا على اتفاقية لتسهيل إجراءات دخول السفن الحربية الروسية والسودانية إلى موانئ البلدين، يمكن تطويرها مستقبلا لبناء قاعدة روسية في المياه الإقليمية للسودان على البحر الأحمر.

وتتطلع موسكو إلى زيادة نفوذها في أفريقيا التي تتمتع بثروة معدنية كبيرة ولديها أسواق مربحة محتملة للأسلحة روسية الصنع. واستضافت السلطات الروسية في 2019 أول قمة بين روسيا وأفريقيا والتي عقدت في سوتشي.

وكشفت صحيفة بيلد الألمانية نقلا عن تقرير سري تم تسريبه من وزارة الخارجية الألمانية قبل فترة أن موسكو تعمل على بناء قواعد عسكرية في ست دول أفريقية من بينها السودان.

ويشير التقرير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جعل من “أفريقيا على رأس أولوياته”، وأن هذه القواعد العسكرية هي جزء من الطموح الروسي في القارة السمراء، لمزاحمة النفوذ الأميركي والصيني.

ويلفت التقرير إلى محاولات روسية منذ فترة طويلة لإنشاء قاعدة لوجستية في إريتريا، حيث يحتل ميناء مصوع وعصب نقاطا استراتيجية على طول البحر الأحمر.

العرب