ضريح لسليماني في مطار بغداد جديد “عراق الأضرحة”

ضريح لسليماني في مطار بغداد جديد “عراق الأضرحة”

يبدو أن إيران عدلت عن فكرة تحويل موقع اغتيال قاسم سليماني إلى #حائط_مبكى واستبدلته بضريح أو مجسم، بموازاة استنفار إلكتروني لتحويل سليماني إلى “بطل شعبي” في المخيال العراقي كمقدمة للرضا ببناء ضريح له في أرض مطار بغداد.

بغداد- كشف مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في العراق سعي هيئة الحشد الشعبي في العراق، لانتزاع عشرين دونمًا (الدونم الواحد يعادل 2500 متر مربع) من أرض مطار بغداد لإقامة “ضريح” لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

وقتل سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس، في غارة أميركية بمطار بغداد الدولي في يناير الماضي.

وتحيط المطار، 106 دونمات، أغلبها غير مستغلة، وبعضها مملوكة للدولة العراقية، والأخرى للمواطنين، وفق سندات قديمة تعود للدولة العثمانية، وكثيرا ما أثير الجدل حولها، بشأن عزم الحكومة استثمارها، وبناء منشآت سياحية ومراكز تجارية.

وأكد صحافيون الأنباء في وقت نفاها القيادي في الهيئة، معين الكاظمي، في تصريح لوكالة “شفق نيوز” الإخبارية، والتي “تحدثت عن وجود ضغوط على رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، من أجل انتزاع عشرين دونمًا من أرض مطار بغداد لإقامة مزار لقائد الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني”.

وبيّن الكاظمي؛ أن “أهالي منطقة كرمان في إيران (مسقط رأس سليماني) يرفضون نقل جثمان سليماني إلى أي منطقة أخرى، وقد رفضوا بأن يدفن في النجف؛ عندما كان جثمانه في العراق”، مشددًا أنه “لا يوجد أي توجه لإقامة قبر رمزي له قرب مطار بغداد الدولي”.

واتهم من وصفهم بـ“نفسيات مريضة ولها عقد وأحقاد، هي من تقف خلف تلك الشائعات”، مشيرًا إلى أنها “تحاول أن تقدم فروض الطاعة للسفارة الأميركية، من خلال بث هكذا شائعات لا صحة لها من الأساس”.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بدا أن الجيوش الإلكترونية مستنفرة ومهمتها الأساسية الترويج لهاشتاغ #قاسم_سليماني الذي يضج بصوره مبتسما وضاحكا بمناسبة مرور 44 أسبوعا على اغتياله.

والهاشتاغ ضمن خطة إلكترونية محكمة لتصوير سليماني، مهندس انتشار الفساد والطائفية بالعراق، في صورة بطل ضمن المخيال الشعبي العراقي خاصة بين الشباب الذين يستخدمون مواقع التوصل بكثافة وتمثل نسبتهم أكثر من 60 في المئة من العراقيين.

ويبدو أن الجيوش الإلكترونية من منطلق معرفتها بنفسية المجتمع العراقي ومكامن تأثره تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات عاطفية لتغييب العقل العراقي.

ومن طريقة كتابة المنشورات وعرضها يبدو أن محترفين يقفون وراءها. وقد كان لافتا إضفاء الصبغة القدسية على سليماني “البشري”. وهذا الخطاب مألوف في العراق أين يكثر الدجل باسم الدين لتغييب وعي الشعب؛ لأن الشعب المغيب وعيه سهل القيادة.

ويطالب عراقيون باستعادة “عراق خال من الاضرحة” ، مؤكدين أن إيران جعلت الشعب العراقي يقدس الأضرحة أكثر من الوطن. وغرد الكاتب العراقي غيث التميمي:

وسبق أن أثارت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق تظهر موقع قاسم سليماني على طريق مطار بغداد الدولي محاطا بسياج من الزجاج، غضبا واسعا. وقال عراقيون إن إيران تريد تحويل موقع اغتيال قائد ميليشيا الحرس الثوري إلى حائط مبكى عراقي. وأظهرت مقاطع الفيديو طلقات القصف على الجدران كما هي، ولافتة دونت عليها عبارة “هنا عملية اغتيال قادة النصر”.

من جانب آخر، ذكرت مصادر سياسية في العاصمة بغداد أن تحركات قيادات من الميليشيات للاستحواذ على قطعة الأرض مستمرة، برغم معارضة رئيس الحكومة مصطفى
الكاظمي.

ويصر قادة ميليشيات ولائية مدعومة من إيران على تنفيذ المشروع والضغط على الكاظمي بالموافقة على منحهم الأرض. وعبرت المصادر عن توقعها بأن يتم تشييد نصب وليس ضريحا لقاسم سليماني وآخر لأبومهدي المهندس.

وطالب ناشطون وصحافيون عراقيون، الكاظمي، بعدم الموافقة على منح تلك الأراضي،إلى أطراف متنفذة في الحشد الشعبي. وبحسب ناشطين، فإن الهدف الحقيقي من إنشاء الضريح أو النصب، وانتزاع تلك الأراضي، هو إنشاء قاعدة للحرس الثوري الإيراني، في تلك المنطقة، لأهميتها الاستراتيجية. وقال الصحافي معن الجيزاني في تغريدة:

وأكد الصحافي عدنان الطائي على تويتر:

adnanaltia@

ضغط كبير على حكومة الكاظمي لانتزاع عشرين دونم من أرض المطار لاقامة قبر سليماني عليها.. الكاظمي قام بتشكيل لجنة تبحث الموضوع والاجابة عليه..

وأشار حساب:

r2020alz@

الآن أصبحنا على قناعة بأن 90 في المئة من الأضرحة والمزارات في بلدنا زورت هويتها بأسماء صحابة وآل بيت، وهي في حقيقتها تشبه قصة بناء قبر لسليماني.

العرب