انسحاب أمريكي من سوريا والعراق قبل أعياد الميلاد

انسحاب أمريكي من سوريا والعراق قبل أعياد الميلاد

قالت مصادر ميدانية وناشطون في الحسكة إن القوات الأمريكية سحبت عدداً من آلياتها العسكرية وجنودها من ريف مدينة المالكية في الحسكة إلى العراق، عبر معبر الوليد الحدودي. ولم يتضح بعد إن كانت هذه التحركات جزءاً من الاستعدادات الأمريكية لسحب القوات من شرق سوريا.

وتزامن ذلك مع رسالة لوزير الدفاع الأمريكي الجديد كريستوفر ميلر للجنود الأمريكيين، يعلن فيها قرب سحب الجنود الأمريكيين، قائلًا «حان وقت العودة إلى الوطن، كثيرون تعبوا من الحرب، لكنها المرحلة الحاسمة التي تتحول جهودنا من القيادة إلى الدعم، إنهاء الحروب يتطلب تنازلات وشراكة، واجهنا التحدي وبذلنا كل ما في وسعنا، الآن حان وقت العودة إلى الوطن».

ترامب أقال وزير دفاعه لمعارضته سحب القوات… و«قسد» ستواجه ضغطا للقبول بشروط النظام

لكن مصدراً عسكرياً واسع الاطلاع فضل حجب هويته لـ«القدس العربي» أكد أن التحركات الأمريكية تأتي في إطار تبديل مناوبات الخبراء الأمريكيين لا أكثر». وقال المصدر «خرج رتل مؤلف من 50 خبيراً من قاعدة الشدادي في ريف الحسكة إلى القاعدة الأمريكية في نينوى العراقية».
الباحث السياسي والمختص بشؤون المنطقة الشرقية من سوريا، بدر ملا رشيد قال إنه منذ ما يقارب العقد من الزمن تتحدث الولايات المتحدة عن الانسحاب من الكثير من المناطق في الشرق الأوسط، إلا أننا ما نشهده لا يعدو كونه عمليات إعادة انتشار أو انسحاب مع عودة لاحقة كما حدث في العراق في عهد أوباما، وشرق الفرات في عهد ترامب. واعتبر أن خبر الانسحاب الأمريكي من المنطقة، بدأ يطفو على الواجهة بعد تصريحات وزير الدفاع الأمريكي الجديد بالوكالة، الذي تحدث عن تسريع عملية سحب القوات الامريكية من أفغانستان والشرق الأوسط، وذلك بالتزامن مع تخفيض الولايات المتحدة فعلياً عدد قواتها في الشرق الأوسط.
وقال بدر ملا رشيد ربما قد تشهد المنطقة انسحاباً وتخفيضاً لعدد القوات الأمريكية شمال شرقي سوريا، معتبراً أن حدوث ذلك متعلق بإنهاء شبه كامل لحكم الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية «قسد» (حليفة واشنطن» شرق الفرات، «وهو الحكم الذي تزعزع بشكل جوهري بعد العملية التركية «نبع السلام» أواخر العام 2019.
وقال الباحث السياسي إن أي عملية انسحاب أمريكية من المنطقة، ستؤدي بالضرورة إلى قبول «قسد» بعودة النظام بشروط أقسى فيما يخص مصير قواتها.
ويقابل ذلك وفقاً لرؤية المتحدث، «نشهد عمليات عسكرية لمقاومة عودة النظام في دير الزور والرقة وبعض أجزاء محافظة الحسكة وهو ما من شأنه أن يؤدي لحدوث تغييرات أمنية وعسكرية كبيرة في سوريا».
يأتي ذلك بعد تسريب خاص نشره موقع «أكسوس» الأمريكي، جاء فيه أن عمليات فصل المسؤولين في البنتاغون التي نفذها ترامب والتي جاءت بعد استقالة الوزير إسبر، كانت بسبب إصرار إدارة ترامب على تنفيذ الانسحاب من الشرق الأوسط وأفغانستان، قبل نهاية فترة ترامب الرئاسية في كانون الثاني/يناير المقبل.
وينقل الموقع الأمريكي عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن ترامب الذي تعهد في 2016 بإعادة القوات الأمريكية، محبط بسبب بطء وتيرة سحب القوات من الشرق الأوسط، وأنه أبلغ مستشاريه بأنه يريد عودة القوات من أفغانستان بحلول عيد الميلاد.
وأشار الموقع لشرق سوريا تحديداً، إذ تشير الأنباء إلى أن تعيين الكولونيل دوغلاس ماكريغور كمستشار لوزير الدفاع، وهو المعروف بمواقفه المؤيدة لسحب القوات الأمريكية من شرق سوريا، يعني قرب تنفيذ الانسحاب قبل نهاية العام، إذ قال ماكريغور، في لقاء سابق إنه «يجب سحب القوات الأمريكية من سوريا فوراً، وليس لأمريكا مصلحة وطنية ببقائها» وطالب في حديث لشبكة فوكس نيوز «بالتفاوض مع الإيرانيين وفهم مصالحهم والبحث عن المجالات التي يمكن التعاون فيها معهم». كما طالب ماكريغور بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان بدون حتى التحدث لطالبان، وسحب السفارة الأمريكية في كابول. وماكريغور عسكري أمريكي متقاعد موال لترامب، وسبق أن عمل معلقاً في قناة «فوكس نيوز» وهو معروف باستجواباته لقيادة الجيش عن الاستراتيجيات في العراق وأفغانستان، كما اشتهر بخطابه المتشدد حول قضايا المسلمين والمهاجرين غير الشرعيين.

القدس العربي