هل يستعد بايدن لإنهاء الحرب التجارية مع الصين؟

هل يستعد بايدن لإنهاء الحرب التجارية مع الصين؟

تعليقا على موقفه من العقوبات المفروضة على الصين وما إذا كان سينتهج سياسة مماثلة لسلفه، صرّح جو بايدن بأن تطبيق نظام العقوبات على الصين ليس محتملا في السياسة الخارجية لواشنطن.

وفي تقرير نشرته صحيفة “إكسبرت” الروسية، قالت آنا كوروليفا، إن جو بايدن يعتقد أنه يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها الاتفاق على القواعد التي يجب على الصين الالتزام بها، معلنا في الوقت ذاته عن تغييرات أخرى في السياسة الخارجية، مثل العودة إلى منظمة الصحة العالمية.

ونقلت الكاتبة عن الخبير الروسي ميخائيل دوروفيف قوله إن تصريحات بايدن الأخيرة لا تشير إلى نهاية المواجهة بين الولايات المتحدة والصين، وإنما تتضمن دعوة للعب وفقًا لقواعد العالم المتحضر.

وبناء على ذلك، من المتوقع أن تنتقل العلاقة بين البلدين من مرحلة المواجهة إلى المنافسة والضغط، وهو ما يتناسب مع الصين التي تركز على تحقيق أهدافها الداخلية الطموحة.

ويضيف دوروفيف أن الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على السلع الصينية قد تصبح محل مساومة، ويرى أن إزالتها ترتبط بمدى تنفيذ الصين الإصلاحات الهيكلية التي فرضتها واشنطن، مثل فتح السوق المحلية للشركات الأجنبية، ووقف التلاعب في سعر الصرف، ودعم الشركات المملوكة للدولة.

قضايا شائكة
ذكرت الكاتبة -نقلا عن دوروفيف- أن القضايا المتعلقة بحماية حقوق الإنسان وخاصة الأقليات القومية والوضع في بحر الصين الجنوبي وهونغ كونغ وتايوان وقضايا التجسس التكنولوجي وحماية الملكية الفكرية، ستبقى حجر عثرة في العلاقات بين البلدين، ولاسيما أنه من غير المحتمل أن يحدث تغيير في هذه الجوانب.

ويعتقد الخبير أن هناك إجماعًا بين المجتمع الأميركي والمؤسسة السياسية على الحاجة إلى الضغط على الصين.

وأوردت الكاتبة أن 70% من رواد الأعمال الذين شملهم الاستطلاع الذي أجرته غرفة التجارة الأميركية في شنغهاي يتوقعون مثل هذا التطور للأحداث، بينما يتوقع 5.6% زيادة إضافية في الرسوم.

بحسب الكاتبة، في عام 2021، قد تكون هناك محاولات لـ “إذابة الجليد” عن العلاقات بين البلدين، مدفوعة بالحاجة إلى التعاون لمكافحة وباء فيروس “كوفيد-19” وظاهرة الاحترار العالمي، وإعادة النظر في العلاقات مع إيران وكوريا الشمالية.

منافس اقتصادي وعلاقات واضحة
وبفضل التحديث التكنولوجي، من المتوقع أن تصبح الصين في غضون 5 أعوام ندا اقتصاديا للولايات المتحدة، لكن من غير المرجح أن تتقبل الولايات المتحدة ذلك، خاصة أن هذا النجاح مبني على إنجازات الشركات الأميركية، تقول الكاتبة.

وفيما يتعلق بهذا الموضوع بالذات، يبدو أن بايدن يسير على نهج ترامب، حيث كانت حملته الانتخابية تحت شعار تشجيع الإنتاج الوطني والحفاظ على الأولوية التكنولوجية.

وحسب المحلل بيتر بوشكاريوف، فإن تصريحات بايدن لم تؤثر على الأسواق، وذلك مفهوم، ولاسيما أنه كان ينظر إلى تصريحات ترامب النارية التي يتوعد فيها بمعاقبة الصين على أنها خطاب طبيعي في السنة الانتخابية.

ويعتقد المحلل -حسب تقرير الكاتبة- أن الإدارة الديمقراطية مستعدة للتغاضي عن جميع الإنجازات الوطنية للولايات المتحدة على مدى السنوات الأربع الماضية مقابل إنشاء علاقة تجارية واضحة مع الصين.

ويرى المحلل أن المحاولات المجحفة والفعالة في الوقت نفسه لفريق ترامب لم تقلب الموازين، لكنها على الأقل تمكنت من تعليق العملية التي أدت إلى توقف النظام المالي القائم على الدولار.

ودون خلق توازن مناسب بين الواردات والصادرات، سيتوقف أمناء الخزينة الأميركيون عن جذب مستثمرين جدد وسوف تتدفق رؤوس الأموال بشكل جماعي خارج البلاد، يقول تقرير صحيفة “إكسبرت” الروسية.

وتضيف الصحيفة أن هذا الاتجاه ظهر في فترة نهاية إدارة أوباما، غير أن الديمقراطيين يخاطرون اليوم بإخراج العملية عن مسارها، مما يجعل تدفق رؤوس الأموال خارج الولايات المتحدة أمرًا لا مفر منه.

المصدر : الصحافة الروسية