بغداد – خرج أتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى الشوارع في بغداد وعدد من المدن العراقية لإيصال رسالة بشأن المشاركة الواسعة في الانتخابات البرلمانية المبكرة منتصف العام المقبل.
ودعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أنصاره لتحقيق أغلبية كبيرة في البرلمان العراقي الجديد تمكنه من تشكيل الحكومة المقبلة.
وقال الصدر في كلمته التي تليت في خطبة صلاة الجمعة أمام أتباعه في ساحة التحرير “إننا لسنا طامعين بالحكم لكننا ملتزمون بالدفاع عن العراق من خلال أغلبية صدرية في البرلمان مضحية بنفسها من أجل الإصلاح لأننا نريد رئاسة الوزراء حتى نحمي العراق من سلطة الأحزاب الفاسدة”.
وأضاف “سندافع بكل سلمية بعيدا عن العنف والقتل لأننا ملتزمون بالدفاع عن العراق أمام الفاسدين وأن مشروع الإصلاح أمانة في أعناقنا”.
وهتف أنصار الصدر بشعارات لدعم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وتوجهاته لخوض الانتخابات العراقية بكثافة وتحقيق أغلبية كبيرة في البرلمان تتيح تشكيل حكومة جديدة يقودها الصدريون للسنوات الأربع المقبلة.
ويحاول الصدر الساعي منذ سنة 2003 إلى الحصول على موقع قيادي في تجربة الحكم التي تقودها الأحزاب الدينية، فرض نوع من الوصاية على العراقيين عارضا نفسه كزعيم إصلاحي.
ورغم مشاركة تياره في تجربة الحكم الفاشلة والمتميّزة بقدر كبير من الفساد، فإن مقتدى الصدر شخصيا عانى نوعا من التهميش من قبل كبار قادة ورموز البيت السياسي الشيعي الموالين لإيران والمدعومين من قبلها، فلم يحصل على الموقع القيادي الذي ظل يحلم به معتبرا أنّه استحقاق له ولأسرته ذات المكانة الكبيرة في مجال التديّن الشيعي في العراق.
ويرى مراقبون عراقيون أنّ أي تغيير في الوجوه المتصدّرة لتجربة الحكم الفاشلة، كأن يحقّق مقتدى الصدر حلمه في الإمساك بزمام السلطة التنفيذية على حساب خصومه القدامى من رموز وقادة العائلة السياسية الشيعية، لن يكون مؤثّرا في سياق الإصلاح الشامل المطلوب لأوضاع الدولة العراقية.
ويدرك الشارع العراقي الذي خبر مناورات الصدر أن الأخير لا يشكل سوى ورقة إيرانية محروقة وأنه لم يعد من الممكن خداع الشارع مرة أخرى، فضلا عن أن العراقيين باتوا عارفين الآن أن الصدر هو ذراع من أذرع إيران.
وخلال الاحتجاجات التي اندلعت شرارتها العام الماضي حاول الصدر اتباع أسلوبه التقليدي في إخماد فورات الغضب الشعبي من خلال اختراق الحركات الاحتجاجية من الداخل عن طريق أتباعه والاستيلاء عليها وتبريدها تدريجيا، لكنّه فشل بعد أن أصبحت لعبته مكشوفة للشارع الغاضب والعازم على التغيير بأي ثمن.
وانضم التيار الصدري بأمر من زعيمه إلى موجة الاحتجاجات غير المسبوقة وسجّل حضوره إلى جانب المحتجّين في ساحات الاعتصام والتظاهر بمدن جنوب ووسط العراق.
إلاّ أن الصدر انقلب فجأة على المتظاهرين وسحب أنصاره من الساحات وانضم إلى القوات الأمنية في قمعهم باستخدام ذراع جديدة أنشأها للغرض تحت مسمّى القبعات الزرق.
العرب