بريطانيا أول دولة توافق على استخدام لقاح شركتي فايزر وبيونتك ضدّ كورونا

بريطانيا أول دولة توافق على استخدام لقاح شركتي فايزر وبيونتك ضدّ كورونا

لندن – أصبحت بريطانيا الأربعاء أول دولة توافق على استخدام لقاح أميركي – ألماني محتمل لمكافحة فايروس كورونا المستجدّ.

وأعلنت السلطات البريطانية أنها توافق على الاستخدام الواسع للقاح كورونا الذي طورته شركتا “فايزر” الأميركية، و”بيونتك” الألمانية التي شارك في تأسيسها العالم التركي أوغور شاهين.

وقالت الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة، إن اللقاح المحتمل “BNT162b2” آمن للاستخدام على نطاق واسع، وسيتم توفيره في جميع أنحاء المملكة اعتبارا من الأسبوع المقبل.

وتعطي هذه الخطوة الرسمية البريطانيين الضوء الأخضر للحصول على اللقاح في وقت أقرب من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وأعلنت الشركتان الأربعاء أنه من المتوقع وصول الشحنات الأولى إلى المملكة المتحدة في غضون أيام قليلة. وقالت الشركتان في بيان “أول موافقة طارئة على لقاح كوفيد – 19 تعد نقلة نوعية علمية رائدة”.

وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية توقعت الاثنين أن يكون العاملون في القطاع الصحي أول من سيحصلون على التطعيم، على الرغم من أن التوجيه المؤقت من اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين أعطى الأولوية للمقيمين في دور الرعاية الأكبر سنا على العاملين الصحيين.

وذكرت أنه في “مقدور الأطباء استلام أول دفعة من اللقاح الذي ابتكرته شركتا فايزر وبيونتك في السابع أو الثامن من ديسمبر الجاري، مع توقع حصوله على الموافقة التنظيمية اللازمة خلال أيام”.

وطلبت بريطانيا الحصول على 40 مليون جرعة من اللقاح الذي أثبتت التجارب فاعليته بنسبة 95 في المئة في الوقاية من كوفيد – 19 الذي أودى بحياة أكثر من 1.4 مليون شخص في أنحاء العالم وأصاب الاقتصاد العالمي بالشلل، إضافة إلى مطالبتها بالحصول على 100 مليون جرعة من اللقاح الذي تطوره شركة أسترازينيكا وجامعة أوكسفورد وتسعى للبدء في استخدامه قبل عيد الميلاد.

وبالنسبة للقاح بيونتك – فايزر، أظهرت سلسلة واسعة من الاختبارات فاعليته بنسبة 95 في المئة ضد كورونا. وقالت الشركتان عقب اختتام التحليلات الأخيرة إن اللقاح عمل بشكل جيد على نحو مماثل في جميع الفئات العمرية والاختلافات الديموغرافية الأخرى، ولم تظهر عمليا أي آثار جانبية خطيرة.

وتبلغ نسبة الحماية التي يوفرها التطعيم للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما أكثر من 94 في المئة. وتتعلق هذه النتائج الإيجابية بالوقاية من مرض كوفيد – 19، ولم يتضح بعد إلى أي مدى يحمي اللقاح أيضا من العدوى ومن إمكانية انتقال الفايروس.

وتعتزم وكالة الأدوية الأوروبية “إيما” أيضا اتخاذ قرار بشأن توصية الموافقة على لقاح كورونا لبيونتك وفايزر في ديسمبر الجاري، مشيرة إلى أن نتائج المراجعة ستكون متاحة بحلول 29 ديسمبر على أبعد تقدير.

والأحد، أفادت وسائل إعلام أميركية بوصول الشحنة الأولى من لقاح فايزر المضاد لكوفيد – 19، أحد أول اللقاحات التي ثبتت فاعليتها إلى جانب لقاح موديرنا، من مختبرات مجموعة الأدوية في بلجيكا.

وتسيّر فايزر رحلات جوية لتخزين اللقاحات استعدادا لتوزيعها بعد موافقة السلطات الأميركية المتوقّع أن تصدر بحدود العاشر من ديسمبر، وفق ما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال ووسائل إعلام أخرى.

وتسبب فايروس كورونا المستجد حتى الثلاثاء في وفاة مليون و468 ألفا و873 شخصا في العالم منذ أُبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في نهاية ديسمبر.

وأصيب أكثر من 63 مليونا و227 ألفا و470 شخصا في العالم بالفايروس، تعافى منهم 40 مليونا و255 ألفا و800 على الأقل.

وفي بريطانيا، ارتفع إجمالي عدد الإصابات المؤكدة بفايروس كورونا المستجد إلى نحو 1.63 مليون حالة. وأظهرت بيانات رسمية أن إجمالي الوفيات في البلاد جراء الإصابة بمرض كوفيد – 19 وصل إلى 58 ألفا و545 حالة، فيما تعافى 3570 شخصا من المصابين حتى الثلاثاء.

وتم الإعلان عن تسجيل أول حالة إصابة بفايروس كورونا في بريطانيا في يناير 2020، واعتمد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في البداية سياسة “مناعة القطيع”، ثم اضطر إلى إقرار الإغلاق العام بعدما بلغت حصيلة الوباء في المملكة المتّحدة 6650 مصابا توفي منهم 335 شخصا، وهي إجراءات اعتبرها بريطانيون الأشدّ قسوة في تاريخ بلادهم في زمن السلم.

ودخل الاقتصاد البريطاني مرحلة ركود حاد في الربع الثاني من عام 2020 جرّاء الإغلاق، مع تسجيل الناتج المحلي الإجمالي للبلاد انكماشين متتالين، مدفوعا بالضربات القوية التي تعرضت لها مختلف القطاعات جراء تفشي الوباء.

وتسببت قيود الإغلاق في تخطي الدين العام البريطاني عتبة تريليوني جنيه إسترليني، في سابقة تاريخية تعكس وطأة وباء كوفيد – 19 على الاقتصاد.

وكشف تقرير صادر عن لجنة المقاييس الاجتماعية في بريطانيا عن تعميق التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا نسب الفقر في البلاد، مشيرا إلى وجود 14.4 مليون بريطاني يعيشون في حالة فقر، بينهم 4.5 مليون من الأطفال، وهو أعلى مستوى منذ عامين.

العرب