قال موقع بوليتيكو إن إدارة ترامب قررت سحب نصف الدبلوماسيين الأميركيين تقريبا من السفارة الأميركية في بغداد، في حين رفع الجيش الأميركي درجة التنسيق مع الجيش الإسرائيلي تحسبا لرد إيراني على اغتيال العالم النووي فخري زاده، وسط حديث إسرائيلي عن بحث إيران عن أهداف توقع خسائر محدودة.
وأضاف الموقع، نقلا عن مسؤولين أميركيين، أنه من المفترض أن يكون سحب الدبلوماسيين مؤقتا، لكن التوتر بين إيران والولايات المتحدة يضفي ضبابية على موعد عودتهم.
من جانبه، رفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ردا على استفسار من قناة الجزيرة، تأكيد خبر سحب الدبلوماسيين. وأكد أن سلامة موظفي الحكومة الأميركية والمواطنين الأميركيين وأمن المنشآت التابعة لها، يبقى على رأس أولويات الوزارة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين عراقيين كبيرين أن خفض الولايات المتحدة عدد دبلوماسييها العاملين في سفارتها ببغداد “إجراء أمني مؤقت”. واستهدفت السفارة ومواقع عسكرية أميركية أخرى في العراق بعشرات الصواريخ خلال العام الحالي.
وعزا مسؤول عراقي كبير قرار خفض عدد الطاقم الدبلوماسي الأميركي إلى مخاوف أمنية، وقال “إنّه خفض بسيط بناءً على تحفّظات أمنية من الجانب الأميركي. يمكن أن يعودوا، إنّه إجراء أمني مؤقّت، هذا ليس قطعاً للروابط الدبلوماسية”.
وأكّد مسؤول عراقي كبير آخر أنّ الإجراء الأميركي يهدف إلى “تقليص المخاطر”. ولم يحدّد أيّ من المسؤولَين العراقيَين عدد المعنيين بقرار سحبهم من بغداد، علماً بأنّ مئات الدبلوماسيين الأميركيين يعملون في السفارة.
وتأتي هذه التطورات قبيل الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية في الثالث من يناير/كانون الثاني الماضي، وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وقتها إن تلك الضربة أتت بأمر من الرئيس دونالد ترامب بهدف “ردع أي خطط إيرانية لشن هجمات في المستقبل”.
كما تأتي في ظل احتقان في المنطقة بعد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، في هجوم على سيارته قرب العاصمة طهران، الجمعة، حيث تعهدت إيران بالرد على قتله.
ونقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) قوله إن الوزارة قررت تحريك حاملة الطائرات “يو إس إس نيميتز” (USS Nimitz) إلى منطقة الخليج مع سفن حربية أخرى.
تنسيق عسكري
ورفع الجيشان الإسرائيلي والأميركي مستوى التنسيق بينهما، تحسبا لاحتمال أن ترد إيران على اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده.
فقد أعيد النظر في تنسيق التعليمات الخاصة المتعلقة بتفعيل أنظمة الإنذار المبكر المشتركة، والقادرة على رصد أي إطلاق للصواريخ باتجاه إسرائيل، أو المواقع الأميركية في الشرق الأوسط.
وقالت صحيفة هآرتس إن إسرائيل أدخلت تعديلات طفيفة على أنظمتها الدفاعية ضد الصواريخ، لكنها لم تضطر إلى استدعاء الاحتياط لتفعيل هذه الأنظمة.
من جانب آخر، نقلت رويترز عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن إيران تبحث عن أهداف مهيبة كحقول الغاز لضربها ردا على اغتيال فخري زاده
وتسلّمت إسرائيل الأربعاء أولى بوارجها الجديدة، في خطوة اعتبر قائد رفيع في سلاح البحرية في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية أنها تندرج في إطار تحديث الأسطول وتعزز “بشكل كبير” قدرة البلاد على التصدي لخصوم إقليميين، بينهم إيران.
وتحيط بصفقة شراء 4 بوارج و3 غواصات من العملاق الألماني “تيسنكروب”، شبهات فساد تشمل تحقيقاتها مقرّبين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
لكن بعيدا من شبهات الفساد، تشكّل البوارج حجر أساس على صعيد تحديث أسطول سلاح البحرية الإسرائيلي، وفق تصريحات أدلى بها قائد العمليات البحرية الإسرائيلية الأدميرال إيال هاريل في مقابلة أجريت معه الأسبوع الماضي.
وقال هاريل إن الأسطول الجديد من شأنه أن يعزز قدرة سلاح البحرية على حماية منشآت الدولة العبرية لاستخراج الغاز الطبيعي، من خصوم مثل حزب الله اللبناني المدعوم من إيران.
وتنتشر قبالة السواحل الإسرائيلية منشآت لاستخراج المواد النفطية من حقول بحرية تدر على الدولة العبرية أرباحا متزايدة.
وقال هاريل إن منشآت استخراج الموارد النفطية قبالة السواحل الإسرائيلية “هي الهدف الأساس على بنك أهداف حزب الله للعام المقبل”.
وتابع أن السفن الحربية، وهي من فئة ساعر-6، مجهّزة بـ”رادار هو الأكثر تطورا مقارنة بأي سفينة حربية في العالم”. ووصلت البارجة “آي إن إس ماغن” إلى ميناء حيفا الأربعاء، وهي الأولى من فئة “ساعر-6”.
المصدر : الجزيرة + وكالات