لندن- يعتبر حسن بلارك رجل إيران الجديد في العراق ويحيط الرجل الكثير من الغموض حول أدواره في تنفيذ أجندة نظام ولاية الفقيه، بيد أن هناك عدة معلومات تشير إلى أنه تقلد العديد من المناصب القيادية منذ إسقاط الشاه في 1979، ويرجح أن تكون له علاقات وثيقة بسياسيين عراقيين يساعدونه في ذلك.
ومنح المرشد الإيراني علي خامنئي العام الماضي، لجنة إعادة إعمار المراقد المقدسة، التي تم إنشاؤها في العام 2003، مهمة التحايل على العقوبات الأميركية وذلك بعدما نقل إدارة المؤسسة إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي كان على رأسه قاسم سليماني الذي قتل في يناير الماضي بعد خروجه من مطار بغداد.
وكان سليماني قد كلف حسن بلارك مديرا ماليا ومشرفا على مشاريع اللجنة ومستشار له أيضا وطلب منه مساعدة اللجنة الاقتصادية للفيلق على تجاوز العقوبات الأميركية، ولكن الضابط الإيراني البالغ من العمر 59 عاما، والذي شارك في قمع التظاهرات بالبلاد بات ذراع إيران في العراق لتمرير أجندتها.
ويملك بلارك مؤسسة الكوثر إلى جانب اثنين آخرين على الأقل من المسؤولين الذين تربطهم صلات بالحرس الثوري ومنهم أحد قادة فيلق القدس يعمل انطلاقا من مدينة النجف المقدسة في جنوب العراق وفقا لما تقوله وزارة الخزانة الأميركية.
وتنفذ مؤسسة الكوثر أعمال تطوير العتبات لحساب لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة باستخدام عدد من الشركات الإيرانية المتخصصة. وقال ضياء الأسدي النائب السابق الذي تربطه صلة وثيقة برجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المولود في النجف “إيران عينها على العتبات منذ سقوط النظام العراقي في 2003”.
وتشير المعلومات حول بلارك أنه شارك في حرب الثماني سنوات بين إيران والعراق، بصفته مسؤول التجهيز والدعم جنوب شرق البلاد وبعد نهاية الحرب تولى أيضا قيادة هيئة الدعم شرق البلاد من عام 1993 وحتى العام 1997 وهي نفس الفترة التي تولى فيها سليماني قيادة شرق البلاد.
ومنذ العام 1997 انتقل بلارك إلى فيلق القدس بالتزامن مع تولى سليماني القيادة، وكان له دور قيادي داخل هذا الفيلق وقد تولى القيام بأنشطة مشبوهة مستغلا موقعه وذلك حتى 2009.
ولكن في ذلك العام وبناء على قرار من خامنئي، تولى رئاسة هيئة إعادة إعمار العتبات المقدسة وخلال تلك الفترة تولى العديد من المناصب في الشركات والمؤسسات الاقتصادية التابعة لقوات الحرس الثوري.
وكان بلارك قد قال بعد مقتل سليماني وقائد الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس في مقابلة له مع وكالة أنباء فارس في التاسع من فبراير الماضي، إنه منذ فبراير 1980 حتى العام 2019، أي لمدة أربعين عاما، كان من بين قادة قوات الحرس المقربين من سليماني.
وتقول مصادر إيرانية إن مؤسسة الكوثر التي يشرف عليها بلارك تتلقى جانبا كبيرا من المال من خزائن الدولة الإيرانية، فمشروع مثل العتبة الحسينية في كربلاء، على سبيل المثال، لا يمكن أن يتحقق بالتبرعات دون التمويل من السلطات في طهران.
وتحصل مشروعات العتبات على وضع خاص بمقتضى القانون العراقي أي أنها تخضع لإشراف مؤسسات العتبات ولا تخضع لإشراف الدولة، وتسري إعفاءات جمركية على كل المواد الواردة من إيران والخارج للمشروعات الدينية الممولة بالتبرعات.
ويعتقد الكثيرون أن هذا الوضع كان نتيجة ضغوط إيرانية كبيرة على الحكومات العراقية المتعاقبة من أجل الحصول على امتيازات وبالتالي الالتفاف على العقوبات الأميركية للتغول أكثر في المزارات الشيعية ومن هنا يفهم لماذا أسند هذا الدور لبلارك، الذي سيكون تحت رقابة الاستخبارات الأميركية.
العرب