ترأس مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين أمس الثلاثاء وصباح اليوم اجتماعات للمجلس للتعامل مع الاختراق الإلكتروني “الكبير” الذي استهدف مؤسسات حساسة ومنها وزارتا الدفاع والخزانة. وعلى الجانب الآخر قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده لم تتلق أي طلب من واشنطن بشأن الاتهامات لبلاده بالوقوف وراء الهجوم الإلكتروني الأخير.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول رفيع بالإدارة الأميركية، قوله إن مستشار الأمن القومي قطع زيارة إلى أوروبا للعودة وعاد لواشنطن، وذلك لتنسيق الردّ على الاختراق الإلكتروني الذي استهدف مؤسسات عدة في الولايات المتحدة هذا الأسبوع.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) عن مصادر أن بعض أقسام وزارة الدفاع الأميركية كانت من بين الوكالات التي نجح قراصنة الإنترنت في اختراقها.
وبدوره، نسب موقع ذا هيل (The Hill) إلى المتحدث باسم وزارة الدفاع قوله إن البنتاغون على علم بهذه التقارير، ويقوم حاليا بتقييم الأضرار.
وكانت “واشنطن بوست” (Washington Post) ذكرت أن وزارة الخارجية والمعاهد الوطنية للصحة باتت أحدث الوكالات الفدرالية التي تعرضت لعملية تجسس متطورة. وقالت الصحيفة إن من المتوقع أن تزداد قائمة ضحايا التجسس الإلكتروني التي تضم أيضا وزارات الخزانة والتجارة والأمن الداخلي، وشركات خاصة.
قراصنة روس
وكانت مصادر أمنية أميركية قالت -في وقت سابق- إن مجموعات من القراصنة الروس، تابعة للأجهزة الأمنية الروسية، هي المسؤولة عن عملية اختراق واسعة النطاق ضد أهداف أميركية.
وذكرت وكالة رويترز أن مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري وجهوا رسالة إلى كل من مديري مكتب التحقيق الفدرالي ” إف بي آي” (FBI)، ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية التابعة لوزارة الداخلية، وطلب المشرعون في الرسالة تقريرا بنطاق الهجوم الإلكتروني الواسع التي تعرضت لها مؤسسات حكومية وخاصة.
من جهته، حمّل مارك وورنر كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، روسيا، مسؤولية الهجمات الإلكترونية الأخيرة التي تعرض لها عدد من المؤسسات الأميركية.
اعلان
وأشاد وورنر -أثناء مقابلة مع شبكة “سي إن إن” (CNN)- بمدير وكالة الأمن السيبراني المقال كريس كريبس، كما عبر عن قلقه من عدم تنديد الرئيس دونالد ترامب بما وصفها “الأفعال الروسية”.
ومن جانبه أكّد وزير الخارجية مايك بومبيو أن استخدام روسيا الهجمات السيبرانية ضد الولايات المتحدة هو أمر ثابت ومتكرر. وقال في مقابلة إذاعية إن روسيا حاولت التدخل بالانتخابات الأعوام 2008 و2012 و2016. وأشار إلى أن بلاده عملت على صدها عام 2020، وحثتها على التوقف عن القيام بهذه الأنشطة “الخبيثة” وأضاف أن هذا الأمر يشكل تحديا حقيقيا.
هجمات متطورة
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون إن الهجمات الإلكترونية، التي استهدفت وكالات فدرالية مختلفة الآونة الأخيرة، يبدو أنها كانت متطورة وناجحة للغاية. وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن” أضاف أن الجهات المعنية لن تكشف للعامة مدى الضرر الذي ألحقته الهجمات بتلك الوكالات، كما أشار إلى أن ما حصل يمثل تحديا لإدارة (الرئيس جو) بايدن المقبلة.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) قالت إن أنظمة الحاسوب في عدد كبير من الوكالات الحكومية الأميركية تعرضت لعمليات اختراق، مضيفة أن القراصنة زرعوا فيروسا إلكترونيا في أحد حواسيب شركة “سولار ويندوز” (SolarWindows) المتخصصة في إدارة الشبكات.
ومن بين زبائن هذه الشركة إدارات فدرالية بالغة الحساسية، مثل مصلحة “الأمن السري” المكلفة بحماية الرئيس الأميركي، ووزارة الدفاع “البنتاغون”، و”بنك الاحتياط الفدرالي”، وشركة “لوكهيد مارتن” للصناعات العسكرية، و”وكالة الأمن القومي”.
وعقب حدوث هذا الاختراق الكبير، أصدرت الوكالة الأميركية للأمن المعلوماتي توجيها عاجلا، لجميع المؤسسات الفدرالية، بقطع التيار الكهربائي عن جميع حواسيب شركة “سولار ويندوز”.
الرد الروسي
بالمقابل، قال وزير الخارجية الروسي إن بلاده لم تتلق أي طلب رسمي من واشنطن بشأن الاتهامات بالوقوف وراء هجمات القرصنة الإلكترونية الأخيرة. واعتبر في مؤتمر صحفي بالعاصمة الكرواتية زغرب أن اختيار بعض الدول الغربية توجيه الاتهامات بهذا الشكل إلى بلاده، عبر وسائل الأعلام، دليل على غياب المعايير الأخلاقية ومهارات العمل الدبلوماسي لديها، وفق تعبيره.
وسبق للمتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف أن نفى الاتهامات الأميركية بالوقوف وراء الهجمات الإلكترونية الأخيرة. وقال إن الأميركيين يستمرون في توجيه الاتهامات للروس في كل الأعمال التي تستهدفهم.
المصدر : الجزيرة + وكالات