القدس – فتح مسار السلام بين إسرائيل ودول خليجية الباب لتعاون أوسع ووفّر فرصا لاستفادة خليجية من القدرات الإسرائيلية في المجال العسكري لإقامة توازن مع إيران وتركيا، قد يكون من بينها الحصول على نظام القبة الحديدية الذي يعد الأكثر فاعلية في مواجهة المسيّرات والصواريخ الإيرانية التي يعتمد عليها الحوثيون في الهجمات على السعودية، والتي باتت تعتمدها أنقرة في مواقع مختلفة أهمها ليبيا وإقليم ناغورني قره باغ.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير، الثلاثاء، إن إسرائيل قد تكون مستعدة للتعاون مستقبلا في مجال الدفاع الصاروخي مع دول خليجية عربية تشاركها مخاوفها إزاء إيران.
لكن المسؤول موشيه باتيل، رئيس منظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية التابعة لوزارة الدفاع، قال أيضا إنّ الوقت لم يحن بعد للسعي وراء إبرام أيّ من هذه الاتفاقات وإنّ موافقة واشنطن ستكون لازمة في حال استخدام منظومات إسرائيلية دخلت تكنولوجيا أميركية في تطويرها.
وأضاف باتيل للصحافيين ردا على سؤال عمّا إذا كان أيّ من الأنظمة قد يتم تقديمه لشركاء إسرائيل الجدد في الخليج أو يعمل بالتزامن مع أنظمة مماثلة هناك “هذه أمور يمكن حدوثها، ربما في المستقبل”.
وأوضح “من وجهة نظر هندسية، هناك بالطبع مزايا كثيرة. من الممكن تبادل هذه المعلومات، مثل أجهزة الاستشعار التي يمكن نشرها في كلا البلدين لأن لنا نفس الأعداء”.
ويقول خبراء إن الصواريخ الإسرائيلية قصيرة المدى هي الشيء الوحيد الفعال ضد المسيّرات قياسا بما تم الاعتماد عليه إلى حد الآن.
وباتت المسيّرات تهدّد الخليج برمّته سواء تلك التي تنطلق من اليمن أو العراق أو إيران، وسيكون خطرها أشدّ خصوصا مع عجز واضح للمنظومات الصاروخية الأميركية المكلفة، مثل باتريوت، عن التصدي إليها مثلما أثبت ذلك الهجوم المدمر على منشآت أرامكو في السعودية والذي نفذه الحوثيون بمسيّرات حصلوا عليها من إيران.
وكانت المخاوف بخصوص إيران دافعا وراء إبرام اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة في الخامس عشر من سبتمبر لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين. كما شجعت واشنطن السعودية على التقارب مع إسرائيل، لكن الأمر لا يبدو قريبا في ظل رغبة الرياض في أن يكون هذا التقارب ضمن حزمة شروط من بينها تزامنه مع تطبيع تام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ضمن حل قابل للاستمرار.
ويسعى الخليجيون للحصول على نظام القبة الحديدية لحماية المنشآت النفطية بالدرجة الأولى، كما يعطي فرصا لدولة مثل السعودية لمواجهة التحديات العسكرية في حرب اليمن والاستهداف الحوثي المستمر بصواريخ وطائرات مسيّرة إيرانية لأهداف مدنية سعودية.
وتتحسب الرياض للدور التركي المتعاظم في الملفات الإقليمية وسط تقارير عن حصول إخوان اليمن على مسيّرات تركية يعتمدون عليها في الصراع مع المجلس الانتقالي الجنوبي في سياق معارك تثبيت النفوذ قبل الانتهاء من تنفيذ اتفاق الرياض.
وفيما كان للمسيّرات التركية في ليبيا دور واضح في تغيير مجريات المعركة، فإن هناك مخاوف من أن تصل هذه المسيّرات إلى الصومال ودول أخرى في القرن الأفريقي، ما يهدّد أمن المعابر المائية الحيوية، وبالنتيجة أمن دول الخليج ومصالحهم.
ولا يمثل الانتقال إلى نظام القبة الحديدية أيّ مشاكل للدول الخليجية التي ستعتمده خاصة في ظل استعداد الولايات المتحدة لاعتماده والمساهمة في ترويجه كعنصر فعال في مواجهة المسيّرات لتعويض نظام باتريوت المكلف.
وعقد باتيل المؤتمر الصحافي لإعلان ما قال إنها تجربة ناجحة لنظام دفاع صاروخي إسرائيلي متعدد المستويات يمكنه ضرب أهداف تحلق على ارتفاعات مختلفة ويسمح بمعاودة التعامل مع أهداف أُخطئت إصابتها بادئ الأمر.
والمستوى الأدنى مكوّن من القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، والتي تقول إسرائيل إنها أسقطت أيضا صواريخ كروز وطائرات مسيّرة. كما كانت فعّالة في التصدّي للصواريخ التقليدية التي دأبت على إطلاقها حركة حماس وفصائل فلسطينية موالية لطهران.
وقال باتيل إن الجيش الأميركي حصل على إحدى بطاريات القبة الحديدية من إسرائيل وطلب واحدة أخرى.
وطلب الجيش الأميركي من الكونغرس عام 2018 ميزانية قدرها 373 مليون دولار لشراء البطاريات من شركة “رفائيل” الإسرائيلية، وهي الجهة المعنية بتطوير الأسلحة والتقنية العسكرية في إسرائيل.
وتشغّل إسرائيل القبة الحديدية إلى جانب نظام مقلاع داود لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى وكذلك منظومة آرو القادرة على إسقاط الصواريخ الباليستية في الفضاء أيضا.
ويقوم نظام القبة الحديدية باكتشاف مجموعة متنوعة من الأهداف قصيرة المدى وتقييمها واعتراضها، مثل الصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون، إضافة إلى اعتراض الطائرات المسيّرة.
ويشير الخبراء إلى أن نظام القبة الحديدية يمتلك عدة مزايا من بينها أنه يعمل في جميع الأحوال الجوية بما في ذلك الطقس السّيء. كما أنه يقدر على اعتراض الصواريخ بعد ثوان من إطلاقها، ويمكنه التعامل مع صاروخ واحد أو مع مجموعة من الصواريخ أو المسيّرات في نفس الوقت.
العرب