يتجدد القلق العالمي مع الإعلان عن ظهور سلالة جديدة لفيروس كورونا، وتفيد أرقام نشرتها رويترز الأحد بأن الوباء أصاب حتى الحين أزيد من 76 مليونا حول العالم، توفي منهم مليون و687 ألفا، بينما تماثل للشفاء أزيد من 84 مليونا.
ولا تزال الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضررا من الفيروس على صعيدي الوفيات والإصابات، حيث سجلت حتى الحين 17 مليونا و600 ألف إصابة، و316 ألف حالة وفاة.
وجاءت في المرتبة الثانية الهند بأزيد من 10 ملايين إصابة و145 ألف حالة وفاة على الأقل، تليها البرازيل بـ7 ملايين و200 ألف إصابة، و186 ألف حالة وفاة.
وتحتل روسيا المرتبة الرابعة بمليونين و800 ألف إصابة ونحو 51 ألف حالة وفاة، وتأتي فرنسا في المرتبة الخامسة بمليونين و400 ألف إصابة وأزيد من 60 ألف حالة وفاة.
سلالة جديدة
وفي حين بدأت بعض الدول تقديم اللقاح ضد الفيروس، يثور قلق كبير إزاء سلالة جديدة خرجت عن السيطرة في بريطانيا وظهرت في دول أخرى، في حين اكتشفت تايلند بؤرة جديدة بسوق للمأكولات البحرية.
ففي الولايات المتحدة قال فيفيك مورثي رئيس هيئة الصحة العامة المعيّن من قبل الرئيس المنتخب جو بايدن إن تعاون فريق البيت الأبيض المكلف بكورونا مع الفريق الانتقالي لبايدن تطور مع الوقت.
وأضاف مورثي في مقابلة مع شبكة “أن بي سي” NBC أن السلالة الجديدة من كورونا أكثر نقلا للعدوى.
ورجح رئيس الجهود الحكومية الأميركية لتطوير لقاح كورونا الطبيب منصف السلاوي عدم فعالية اللقاحات في التعامل مع السلالة الجديدة، وقال في مؤتمر صحفي إن فيروس كورونا قد يميل إلى التباين”.
وأضاف السلاوي “نظرا لأن اللقاحات تستخدم أجساما مضادة للعديد من الأجزاء المختلفة من بروتين السنبلة، فإن فرص تغيرها جميعا، على ما أعتقد، منخفضة”.
واتفق قادة الكونغرس الأميركي على مشروع قانون لتمويل الحكومة وحزمة إنقاذ اقتصادية للتعامل مع تأثيرات كورونا.
وقد أوقفت الحكومة الهولندية الأحد كل رحلات الطيران من المملكة المتحدة بعدما اكتشفت في هولندا إصابة بالسلالة الجديدة التي ظهرت في بريطانيا.
وعلقت تركيا الرحلات القادمة من بريطانيا وهولندا والدنمارك وجنوب أفريقيا بعد ظهور السلالة الجديدة، كما علقت إيران الرحلات الجوية مع بريطانيا لمدة أسبوعين، وأعلنت المغرب تعليق الرحلات مع بريطانيا بدءا من فجر الاثنين.
وعلقت بلجيكا كذلك الرحلات الجوية وحركة القطارات القادمة من بريطانيا، وتلتها إيطاليا التي قررت تعليق الرحلات الجوية مع المملكة المتحدة بعد اكتشاف السلالة التي يشتبه بأنها معدية أكثر. لكن لم يحدد موعد بدء تنفيذ هذا الإجراء.
أما ألمانيا، فتدرس حظر الرحلات الجوية من بريطانيا وجنوب أفريقيا لمنع انتشار السلالة جديدة من فيروس كورونا، وفق ما قال مصدر حكومي الأحد لوكالة فرانس برس.
وأوضح مصدر أن الحكومة الألمانية تدرس اتخاذ خطوة مماثلة “كخيار جاد” بالنسبة إلى الرحلات الجوية من بريطانيا وجنوب أفريقيا.
ودعت منظمة الصحة العالمية أعضاءها في أوروبا إلى “مضاعفة قيودهم” على خلفية ظهور السلالة الجديدة.
ونقل مراسل الجزيرة نت في لندن أيوب الريمي تضاؤل الآمال أن تكون نهاية السنة تحمل بشائر التخلص من فيروس كورونا بعد إعلان السلطات الصحية البريطانية عن طفرة جديدة في فيروس كورونا تنتشر بسرعة، وجعلت الوضع خارج السيطرة في لندن والجنوب الشرقي لبريطانيا.
وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك الأحد إن السلالة الجديدة من فيروس كورونا “خرجت عن السيطرة” لتبرير إعادة فرض الإغلاق في لندن وأجزاء من إنجلترا، وهي تدابير قال إنها قد تستمر حتى توزيع اللقاح.
وتحضر الحكومة البريطانية نفسها، للوصول لمليون عملية تطعيم في الأسبوع، وهناك خطة لتخصيص ملاعب كرة القدم لتسهيل عملية التطعيم الواسعة.
وصرح هانكوك لشبكة “سكاي نيوز” بأنه “للأسف، السلالة الجديدة خارجة عن السيطرة. علينا استعادة السيطرة على الوضع والطريقة الوحيدة للقيام بذلك كانت تقييد التواصل الاجتماعي”.
وأضاف “سيكون من الصعب جدا إبقاؤها تحت السيطرة، إلى حين أن يتم توزيع لقاح”.
وفي وقت سابق، أبلغت المملكة المتحدة منظمة الصحة العالمية أن سرعة انتشار السلالة الجديدة أقوى “بنسبة 70%” من السلالة السابقة، وفقا لرئيس الوزراء بوريس جونسون.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن السلالة الجديدة من فيروس كورونا ظهرت أيضا في الدانمارك وهولندا وأستراليا.
ومن جانبها، ستجري تايلند أكثر من 10 آلاف فحص لكورونا المستجد بعد تفش للفيروس مرتبط على ما يبدو بأكبر سوق للمأكولات البحرية في البلاد.
وتم ربط نحو 700 إصابة جديدة بسوق ومرفأ “ماهاتشي”، منذ تأكدت إصابة بائعة “قريدس” تبلغ 67 عاما الخميس بالفيروس.
ومعظم الحالات المسجلة بين عمال بورميين في صناعة المأكولات البحرية التي تقدر قيمة عائداتها في المملكة بمليارات الدولارات. وأمرت السلطات التايلندية هؤلاء العمال بعدم مغادرة مساكنهم.
وقال السكرتير الدائم لوزارة الصحة كيتفغوم ونجيت “إننا نفرض حجرا صحيا عليهم ونمنعهم من التنقل”، مضيفًا أن السلطات ستزودهم بالطعام والماء.
وبحلول الأحد، أكد مسؤولون تسجيل 689 إصابة مرتبطة بماهاتشي.
وأعلن المتحدث باسم فريق عمل “كوفيد-19” في تايلند تاويسين فيسانويوثين، “ستجري إدارة مكافحة الأمراض تعقبًا نشطًا في عدة تجمعات تضم حوالي 10 آلاف و300 شخص”.
وأوضح أنّ الفحص سيكون مجانيا للعمال المهاجرين، في حين ستستمر حملة الفحوص حتى الأربعاء.
وقبل اكتشاف البؤرة الأخيرة، ظلت تايلند حتى وقت قريب بمنأى نسبيا عن الوباء، إذ سجلت أكثر من 4 آلاف إصابة و60 حالة وفاة، وهي حصيلة منخفضة بالنظر إلى أنها كانت أول دولة خارج الصين تسجل إصابة.
ونشرت وسائل إعلام تايلندية الأحد صورا تظهر حشودا من العمال يضعون الكمامات لكن يصطفون كتفا بكتف بانتظار إجراء الفحوصات.
المصدر : الجزيرة + وكالات