“محروق إصبعه” عنوان الأيام الصعبة في العراق

“محروق إصبعه” عنوان الأيام الصعبة في العراق

أبدى العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي رفضهم واستياءهم من قرار خفض قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار، مؤكدين أن “التضامن” مع إيران وصل حدّ تعويم العملة، محذرين من مجاعة تفوق تلك التي حصلت أيام الحصار الاقتصادي على العراق.

بغداد – تداول عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي طريقة تحضير أكلة الفقراء “محروق إصبعه” أو ما تسمى أيضا بـ”مرقة هوا” و”التشريباية”، وهي إحدى أكلات موروث سنوات الحصار الاقتصادي، مؤكدين أنها الأكلة التي سيحتاجونها في الأيام القادمة بعد تخفيض سعر الدينار العراقي أمام الدولار.
وخفضت الحكومة العراقية فعلا، السبت، قيمة العملة الرسمية مقابل الدولار الأميركي في أول إجراء من نوعه منذ سنوات، بالتزامن مع أزمة مالية خانقة تعصف بالبلاد نتيجة انهيار أسعار النفط.
وقال البنك المركزي العراقي، في بيان، إن السعر الجديد للدينار مقابل الدولار الأميركي، حدد بـ1450 دينارا بدلا من السعر السابق البالغ 1190 دينارا عراقيا مقابل كل دولار أميركي.
وانتشرت حالة من القلق بين العراقيين، خوفا من تدهور الظروف المعيشية وتفاقم الأوضاع بصورة أكبر. وتؤكد الإحصائيات أن ربع العراقيين يعيشون فعليا تحت خط الفقر. ويقول عراقيون أن العراق مقبل على “مجاعة تفوق مجاعة أيام التسعينات”.

وفي 6 أغسطس 1990 أصدرت الأمم المتحدة قرارا بفرض عقوبات اقتصادية خانقة على العراق بعد غزوه الكويت، وما زالت تداعياتها مستمرة حتى اليوم. وواجه العراقيون خلال أعوام الحصار – الذي استمر حتى الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 – معاناة إنسانية كبيرة بسبب حرمان البلاد من المواد الغذائية والأدوية وأبسط وسائل التكنولوجيا، ما تسبب في وفاة مليون ونصف مليون طفل، كما تسبب في انهيار مؤسسات الدولة العراقية. ويشبه العراقيون ما يحدث اليوم في بلادهم بسنوات الحصار.

العرب