بغداد – يجري قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكينزي، جولة في المنطقة تشمل العراق وسوريا على وقع عودة استهداف المنطقة الخضراء، حيث يعتقد أن ميليشيات إيران هي من تقف خلفها.
وتأتي جولة ماكينزي قبيل إحياء الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس في غارة أميركية بطائرة مسيرة في الثالث من يناير الماضي.
وقال ماكينزي الأحد إن بلاده “مستعدة للرد” في حال هاجمتها إيران في الذكرى الأولى لمقتل الجنرال قاسم سليماني. وأضاف “نحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا والدفاع عن أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة، ونحن مستعدون للرد إن اقتضى الأمر”.
وتابع في اتصال هاتفي من مكان غير محدد في المنطقة “أرى أننا في وضع جيد جدا وأننا سنكون مستعدين، مهما قرر الإيرانيون وحلفاؤهم أن يفعلوا”.
وأكد قائد “سانتكوم” أنه زار بغداد حيث التقى قائد قوات التحالف الدولي الجنرال الأميركي بول كالفيرت، ورئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عبدالأمير يارالله.
وأفاد بأنه زار أيضا سوريا للقاء القوات الأميركية في قاعدة التنف (جنوب) الواقعة في المثلث الحدودي مع الأردن والعراق، حيث تنتشر القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها.
وتحولت الساحة العراقية إلى ساحة حرب بالوكالة حيث تتهم واشنطن ميليشيات عراقية موالية لإيران بشن هجمات على قواتها ومصالحها في العراق.
وكان الجيش العراقي والسفارة الأميركية في بغداد أعلنا مساء الأحد أن ما لا يقل عن ثمانية صواريخ كاتيوشا سقطت في المنطقة الخضراء شديدة التحصين بالعاصمة العراقية في هجوم استهدف السفارة الأميركية، ما أسفر عن إلحاق أضرار طفيفة بالمجمع.
وقال الجيش إن جماعة “خارجة عن القانون أطلقت ثمانية صواريخ”. وأضاف في بيان أن “معظم الصواريخ ضربت مجمعا سكنيا ونقطة تفتيش أمنية داخل المنطقة مما أسفر عن أضرار بأبنية وسيارات وإصابة جندي عراقي”.
واتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الميليشيات المدعومة من إيران بتنفيذ الهجمات الصاروخية التي استهدفت السفارة الأميركية في بغداد مؤكدا أنها أكبر عائق أمام السلام والازدهار في العراق.
وقال بومبيو في بيان “مرة جديدة تهاجم الميليشيات المدعومة من إيران بشكل صارخ ومتهور مناطق في بغداد، ما أدى إلى إصابة مدنيين عراقيين”.
وأكد أن “نفس الميليشيات التي تستهدف المنشآت الدبلوماسية تسرق موارد الدولة العراقية على نطاق واسع، وتهاجم المتظاهرين والنشطاء السلميين، وتنخرط في أعمال عنف طائفي”.
ودعا وزير الخارجية الأميركي العراقيين إلى دعم جهود حكومتهم لتعزيز السيادة في مواجهة الميليشيات الموالية لإيران وتقديم المسؤولين عن هذه الهجمات النكراء إلى العدالة وضمان سيطرة الدولة على كل الفصائل المدعومة من إيران.
ويلقي مسؤولون أميركيون باللوم على الفصائل المدعومة من إيران في الهجمات الصاروخية على منشآت أميركية في العراق، بما في ذلك بالقرب من السفارة في بغداد. ولم تعلن أي جماعات مدعومة من إيران مسؤوليتها.
وهذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة هجمات قرب مجمع السفارة الأميركية ويأتي في خضم توتر متصاعد بين إيران والولايات المتحدة قبل أقل من شهر على مغادرة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب البيت الأبيض، وأيضا مع اقتراب إحياء ذكرى اغتيال قاسم سليماني وأبومهدي المهندس.
وهددت واشنطن، التي تخفض قواتها البالغ عددها 5000 جندي في العراق تدريجيا، بإغلاق سفارتها ما لم تكبح الحكومة العراقية الفصائل المتحالفة مع إيران.
واستُهدفت السفارة الأميركية وغيرها من المواقع العسكرية والدبلوماسية الأجنبية بالعشرات من الصواريخ والعبوات الناسفة منذ خريف العام 2019.
ويحمّل مسؤولون غربيون وعراقيون كتائب حزب الله العراقي الموالية لإيران مسؤولية الهجمات. ووافقت هذه المجموعة في أكتوبر على هدنة مفتوحة، لكن هجوم الأحد يُشكّل ثالث خرق لها.
العرب