قاآني يلتقي مسؤولين عراقيين وزعماء مليشيات في بغداد عقب زيارته لدمشق

قاآني يلتقي مسؤولين عراقيين وزعماء مليشيات في بغداد عقب زيارته لدمشق

كشفت مصادر سياسية ووسائل إعلام محلية عراقية، اليوم الأربعاء، عن زيارة جديدة لزعيم “فيلق القدس” الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني، للعاصمة بغداد، يوم أمس الثلاثاء، التقى خلالها بعدد من زعماء الفصائل المسلحة وقيادات في “الحشد الشعبي”، قبل أن يجري لقاء مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

وصول قاآني إلى بغداد هو الثاني من نوعه خلال شهر تقريبا، إذ أعلن في الثاني والعشرين من الشهر الماضي عن زيارة مماثلة، بحث فيها مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وزعامات سياسية عراقية، وأخرى مسلحة، ملف التهدئة على الجانب المتعلق باستهداف المصالح الأميركية في العراق. وذكرت وكالة أخبار “شفق نيوز” العراقية أن قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني أجرى، خلال الساعات الماضية، زيارة “سريعة” إلى العاصمة العراقية بغداد، أكد فيها للحكومة العراقية عدم ارتباط بلاده بالهجوم الأخير الذي استهدف السفارة الأميركية.

وأضافت الوكالة، نقلا عن مصدر حكومي مطلع، أن الزيارة لم تستغرق سوى بضع ساعات التقى خلالها رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، للتأكيد على أن إيران ليس لها أي علاقة بالضربات الصاروخية على السفارة الأميركية.

من جهته، أكد نائب في البرلمان العراقي عن تحالف “الفتح”، لـ”العربي الجديد”، وصول قاآني، صباح أمس الثلاثاء إلى بغداد، بغية التأكيد على أن الهجوم الصاروخي الأخير الذي طاول المنطقة الخضراء، وتحديدا السفارة الأميركية، لم يكن بتوجيه إيراني.

الزيارة لم تستغرق سوى بعض ساعات التقى خلالها رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، للتأكيد على أن إيران ليست لها أي علاقة بالضربات الصاروخية على السفارة الأميركية

وأكد المصدر أن قاآني أبدى دعمه لجهود الكاظمي في ملاحقة “الجماعات غير الملتزمة، التي تقوم بعمليات القصف الصاروخي، كما شدد على قادة الفصائل بضرورة دعم التحقيق الحكومي بهذا المجال، وعلى ضوء ذلك شكلت لجنة حكومية– فصائلية، مهمتها كشف الجماعات التي تقوم بعمليات القصف”، مبينا أنه “جاء للعراق قادما من دمشق وليس من إيران”. وتعرضت المنطقة الخضراء، الأحد الماضي، لعدة رشقات بصواريخ “كاتيوشا”، ردت عليها منظومة الصواريخ الأميركية الموجودة في مبنى السفارة وأسقطت عدداً منها، لكن أخرى سقطت على مقربة من السفارة، التي سارعت للإعلان في بيان رسمي عن عدم تعرض أي من موظفيها لضرر جراء الهجوم.

ويأتي القصف مع اقتراب ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، اللذين قُتلا بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي، مطلع العام، الأمر الذي قد يدفع المليشيات الموالية لإيران إلى استئناف استهداف المصالح الأميركية بالبلاد.

وأعلن رئيس الحكومة العراقية، أمس الاثنين، القبض على مجموعة يشتبه في ضلوعها بالقصف الصاروخي الذي تعرضت له المنطقة الخضراء التي تضمّ مبنى السفارة الأميركية وبعثات غربية مختلفة، فضلاً عن مقرَّي الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية، أمس الأحد، وأبدى أسفه لـ”الاعتداء الإرهابي الجبان”.

من جهته، قال السياسي العراقي ناجح الميزان إن زيارة قاآني إلى بغداد تؤكد إن “المليشيات المرتبطة بإيران هي من تقف وراء الهجوم، وتسعى طهران لاحتواء الموقف وعدم حصول أي رد فعل أميركي عليه”، مبينا أن “أي طرف في بغداد لا يمكنه تحريك منصات صواريخ مع الذخيرة ونصبها دون وجود غطاء له للتحرك والتجوال، والجهات التي تقصف دائما تستغل غطاء هيئة الحشد الشعبي لهكذا تحركات، وهذا ما أكدته بعض التقارير والتحقيقات”.

وأضاف أن “المناطق التي تطلق منها الصواريخ نحو المنطقة الخضراء والسفارة الاميركية هي مناطق نفوذ المليشيات المدعومة من إيران، وهذا يدل على أن تلك المليشيات تقف خلف عمليات القصف الصاروخي، فهذه المناطق لا يمكن لأي جهة التحرك بها بهكذا قوة غير المليشيات، التي حتى قوات الأمن تخشى مواجهتها”.

وتتهم واشنطن مليشيات عراقية مقربة من إيران بالوقوف وراء الهجمات التي تستهدف المنطقة الخضراء، ومطار بغداد الدولي، الذي يوجد فيه جزء مخصص للتحالف الدولي، والأرتال التي تنقل معدات التحالف الدولي، بصواريخ “كاتيوشا” والعبوات الناسفة بين الحين والآخر.

عادل النواب

العربي الجديد