حذر مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين طهران من اختبار إدارة دونالد ترامب قبيل انتهاء ولايته، بينما نفت إيران اتهام ترامب بتورطها في قصف على سفارة واشنطن في بغداد، وسط أنباء عن تحريك غواصة إسرائيلية إلى مياه الخليج.
وقال أوبراين في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأميركية إن الرئيس ترامب كان واضحا بشأن تحميل إيران مسؤولية مقتل أي جندي أميركي، واصفا ذلك بالخط الأحمر.
وأضاف أوبراين أن ترامب ما يزال رئيسا حتى العشرين من يناير/كانون الثاني، وستكون إيران مغفلة إذا أرادت اختبار نيته في هذه المسألة، حسب تعبيره.
كما قال مستشار الأمن القومي إن النظام الإيراني يريد إخراج الولايات المتحدة من تحالفاتها وشراكاتها، ويستعمل وكلاء له للقيام بهذه المهمة، كحزب الله والجماعات الشيعية الأخرى.
واعتبر أوبراين أن الوضع في العراق وإيران لا يختلف عما كان عليه طوال السنوات الأخيرة.
وفي شأن الهجمات السيبرانية الأخيرة، قال أوبراين إن بلاده تقوم بتحقيق واسع بشأن هذه “العملية الاستخباراتية المتطورة”، مضيفا أن دولة تقف وراء تلك الهجمات وسيكشف عنها في الوقت المناسب.
كما أوضح أوبراين أن الولايات المتحدة تقوم بإصلاح أنظمتها المعلوماتية، للتأكد بأنها آمنة وأن الأبواب الخلفية مغلقة.
أوبراين: الوضع في العراق وإيران لا يختلف عما كان عليه طوال السنوات الأخيرة (وكالة الأناضول)
تهديدات ترامب
وكان ترامب، قال في تغريدة على تويتر “سفارة الولايات المتحدة في بغداد تعرضت مساء الأحد الماضي لهجوم بصواريخ مصدرها إيران” ونفت الخارجية الإيرانية ذلك، وقالت إن اتهامات الإدارة الأميركية مكررة ولا أساس لها.
وكتب الرئيس المنصرف في تغريدة أخرى قائلا إنه سيحمّل إيران “المسؤولية في حال قُتل أي أميركي، وعليها أن تفكر مليا”.
تحذيرات إيران
وفي المقابل، قالت الخارجية الإيرانية في بيان رسمي إن “واشنطن تتحمل بالكامل مسؤولية عواقب أي عمل غير حكيم تقوم به في المرحلة الحالية”.
وأضافت أن اتهامات الإدارة الأميركية مكررة ولا أساس لها، واتهمت البيت الأبيض بفبركتها.
من جانبه، هاجم وزير الخارجية جواد ظريف الرئيس الأميركي، وقال في تغريدة على تويتر إن تعريض المواطنين الأميركيين للخطر خارج بلادهم لن يصرف الانتباه عن إخفاقات ترامب الكارثية في الداخل.
كما نشر ظريف صورة تغريدات سابقة لترامب حذر فيها من محاولات الرئيس السابق باراك أوباما افتعال حرب مع إيران نهاية ولايته الأولى سعيا لإعادة انتخابه.
غواصة إسرائيلية
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن غواصة إسرائيلية انطلقت باتجاه مياه الخليج، في خطوة قد تمثل استعدادا لأي انتقام إيراني على اغتيال عالمها النووي محسن فخري زاده في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن يوئيل جوزانسكي الباحث بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب أن تحرك الغواصة الإسرائيلية وغيرها من التحركات جزء من الحرب النفسية لردع إيران.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي يوم الاثنين إن جيشه “سيهاجم بالقوة كل من يشارك، من قريب أو من بعيد، في هجمات ضد إسرائيل أو أهداف إسرائيلية”.
وتزامنت تصريحات كوخافي مع رؤية الغواصة الأميركية “يو إس إس جورجيا” المجهزة بصاروخ توماهوك بالخليج العربي، وهي المرة الأولى منذ 8 سنوات التي يُعلن فيها عن وجود غواصة من هذا الطراز بالمنطقة.
كما أرسلت واشنطن إلى الخليج في التاسع من الشهر الحالي قاذفتين من طراز “بي-52” (B-52). وعلق الباحث جوزانسكي على هذه التحركات بالقول “لا شيء من قبيل الصدفة”.
وأضاف الباحث “لا نرى الصورة كاملة، وليس لدينا كل التفاصيل، لكن مصلحة إسرائيل هي ردع عدوها، خاصة إذا كانت لا تعرف بالضبط أين ستضرب”.
خيارات الردع
وبحث مسؤولون بارزون في الأمن القومي بالبيت الأبيض عدة خيارات لردع إيران ووكلائها عن مهاجمة العسكريين والدبلوماسيين الأميركيين بالعراق.
بدوره، قلل قائد القيادة الوسطى الأميركية كينيث ماكينزي من احتمال اندلاع صراع مع إيران، معربا عن اعتقاده بأن الأخيرة لا تريد حربا مع بلاده.
لكنه نبه إلى وجود خطر كبير، بأن تقوم طهران بتهديد المصالح الأميركية بالشرق الأوسط، مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لمقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.
وكشف ماكينزي -في مقابلة مع شبكة “إيه بي سي” (ABC)- عن معلومات استخبارية رصدت احتمال حدوث هجوم داخل العراق، من قبل إيران أو جماعات مدعومة منها.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اتهم طهران بالمسؤولية عن القصف.
وتعرضت السفارة الأميركية لهجوم في 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري. وقال الجيش العراقي إن ما لا يقل عن 8 صواريخ سقطت بالمنطقة الخضراء شديدة التحصين بالعاصمة بغداد.
وقال الجيش العراقي إن جماعة “خارجة عن القانون” مسؤولة عن الهجوم، وصرح مسؤول أميركي بأنه رغم عدم إصابة أي أميركي بالهجوم، فقد تم إطلاق ما يقرب من 21 صاروخا أصاب عدد منها المبنى.
إغلاق السفارة
من جهته، كشف موقع “أكسيوس” (Axios) الإخباري عن اعتزام الولايات المتحدة إغلاق سفارتها في بغداد عقب سلسلة هجمات بالصواريخ على المنطقة الخضراء من قبل المليشيات المسلحة المدعومة من إيران.
ونقل الموقع عن مصدرين مطلعين قولهما إن هذه الخطوة قد تشكل -من بين عدة خيارات مطروحة- مقدمة للانتقام من إيران، التي وصمها ترامب وبومبيو بأنها دولة “راعية للإرهاب”.
وأضاف “أكسيوس” أن السفارة قامت بدور محوري في دعم حكومة عراقية ضعيفة.
وكشف أن السفير الأميركي في بغداد ماثيو تويلر قد يُنقل إلى أربيل (شمالي العراق) أو قاعدة الأسد الجوية (غربي العراق) إذا غادر بغداد.
خيارات مطروحة
وقد أفاد مصدر مطلع بأن مسؤولي الأمن القومي الأميركي اتفقوا على عدة خيارات للتعامل مع إيران.
ونقلت رويترز عن مسؤول بارز بالإدارة الأميركية أن مسؤولي الأمن القومي اتفقوا على عدة خيارات لطرحها على ترامب قريبا.
وأوضح هذا المسؤول أن وزير الخارجية والقائم بأعمال وزير الدفاع ومستشار الأمن القومي، وغيرهم من كبار المسؤولين، كانوا حاضرين خلال المناقشات بشأن إيران.
من جهته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الضغوط الاقتصادية الأميركية على بلاده كانت نتيجة تحالف بين الدول “الرجعية” بالمنطقة وإسرائيل والمتطرفين بالولايات المتحدة.
وأكد روحاني، في اجتماع الحكومة، أن بلاده أفشلت الحرب الاقتصادية الشاملة التي فرضها ترامب عليها.
وكان الرئيس الإيراني ألمح في وقت سابق إلى استعداد بلاده للتعاون مع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن.
وقال روحاني إن بلاده مستعدة لإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة، بشرط عودة بايدن إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، ورفع العقوبات التي فرضها ترامب على إيران.
وكانت الولايات المتحدة انسحبت عام 2018 بصورة أحادية من الاتفاق النووي، الذي كان يهدف إلى منع طهران من الحصول على ترسانة نووية مقابل تقديم مزايا اقتصادية لها.
المصدر : الجزيرة + وكالات