لندن – توصلت بريطانيا والتكتل الأوروبي إلى اتفاق بشأن العلاقات التجارية بينهما في فترة ما بعد الانسحاب من الاتحاد “بريكست”، وذلك قبل أيام قليلة فقط من خروج بريطانيا من السوق الأوروبية الموحدة.
وتأتي الانفراجة بعد أشهر من الجمود، وكانت أكثر النقاط صعوبة التي حالت دون التوصل إلى اتفاق هي مصائد الأسماك ومسائل المنافسة.
ونشر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي حقق فوزا كاسحا في انتخابات العام الماضي جرّاء تعهّده بـ”إنجاز بريكست” صورة له وهو يحتفل.
وقال جونسون في مؤتمر صحافي إن “اتفاق مرحلة ما بعد بريكست سيصب في مصلحة الطرفين على ضفتي المانش”، مشددا على أن بلاده ستبقى حليف أوروبا و”سوقها الأول”.
وأضاف “هذا اتفاق جيد لكل أوروبا ولأصدقائنا وشركائنا، وسنكون الصديق والحليف والداعم لكم”.
وأفادت وزيرة التجارة الدولية ليز تروس بأن الاتفاق سيؤدي إلى “علاقة تجارية قوية” مع بروكسل وشركاء آخرين حول العالم.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن لندن وبروكسل توصلتا إلى “اتفاق جيد ومتوازن” و”منصف” للطرفين.
وقالت فون دير لاين إن المملكة المتحدة تبقى “شريكا موثوقا” للاتحاد، مضيفة أن الاتفاق “يسمح لنا بالتأكد أخيرا بأن بريكست أصبح خلفنا”.
وأشار مصدر في رئاسة الوزراء البريطانية “استعدنا السيطرة على أموالنا وحدودنا وقوانينا وتجارتنا ومياه الصيد”.
وأضاف “الاتفاق نبأ رائع للأسر والشركات في شتى أرجاء المملكة المتحدة. وقعنا أول اتفاق تجارة حرة يُبرم مع الاتحاد الأوروبي دون أي رسوم أو حصص”.
وتابع “أنجزنا هذا الاتفاق العظيم للمملكة المتحدة بأسرها في زمن قياسي، وفي ظل ظروف صعبة للغاية، وهو اتفاق يحمي تكامل سوقنا الداخلية وموقع أيرلندا الشمالية فيها”.
ويضمن الاتفاق خروج بريطانيا من فلك الاتحاد الأوروبي وألا تكون ملزمة بقواعده.
وأدت أشهر من المفاوضات المتوترة والتي غالبا ما كانت صعبة، إلى تقليص الخلافات بين الجانبين تدريجيا إلى ثلاث قضايا رئيسية: قواعد المنافسة العادلة، وآليات حل النزاعات المستقبلية وحقوق الصيد.
وظلت حقوق قوارب الاتحاد الأوروبي في الصيد بشباك الجر في المياه البريطانية العقبة الأخيرة قبل حلها.
ومع ذلك، لا تزال الجوانب الرئيسية للعلاقة المستقبلية بين الكتلة المكونة من 27 دولة وعضوها السابق دون حل.
وتعهد كبير المفاوضين في ملف بريكست عن الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه بأن بروكسل ستقف إلى جانب الصيّادين الأوروبيين بعد مغادرة بريطانيا التكتل.
وسيزداد حجم الثروة السمكية التي يمكن للصيادين البريطانيين اصطيادها بعد اتفاق بريكست التجاري الذي أبرم الخميس بعدما كانت تخضع لقواعد الحصص الأوروبية. وقال بارنييه “سيتطلب هذا الاتفاق جهودا. أعلم أن الاتحاد الأوروبي سيدعم صياديه، وسيرافقهم”.
يشار إلى أن التجارة بين الاتحاد الأوروبي ولندن كانت ستخضع لقواعد منظمة التجارة العالمية ما يعني فرض رسوم جمركية وتحديد حصص، إلى جانب تطبيق إجراءات إدارية قد تؤدي إلى اختناقات مرورية ضخمة وتأخير تسليم البضائع لو لم يتوصل الطرفان إلى هذا الاتفاق.
وانسحبت بريطانيا من المؤسسات السياسية بالاتحاد الأوروبي في 31 يناير الماضي، وتنتهي فترة الانتقال الاقتصادي في 31 ديسمبر الجاري.
العرب