لندن – أحبطت العودة إلى الإغلاق في عدد من البلدان، بسبب الموجة الجديدة من كورونا، آمال الملايين من الناس الذين كانوا يرون في الاحتفال بأعياد الميلاد فرصة للتخلص من ضغوط نفسية خلّفها عام صعب سيطرت عليه أخبار الوباء، كما تبددت فيه فرحة الاحتفال باللقاح بسبب الظهور المفاجئ لسلالة جديدة من الفايروس.
وكانت دول عدّة على غرار إيطاليا والنمسا وأيرلندا وإسرائيل أعادت قيود الحجر، أو تستعد لذلك، على أبواب احتفالات نهاية العام.
ودخلت إيطاليا، الدولة الأكثر تضرراً في أوروبا جراء الوباء مع 70 ألف وفاة، مرحلة جديدة الخميس من القيود في مواجهة تفشي الوباء، تمتد إلى الـ6 من يناير وتشمل الحد من التنقلات رغم التغاضي عن الزيارات العائلية في أيام الأعياد.
وفي أيرلندا، بدأ إغلاق ثالث أيضاً في مواجهة ارتفاع “غير عادي” للإصابات، وكذلك في النمسا رغم أن فيينا أتاحت فتح أبواب أكثر من أربعمئة منتجع تزلج في البلاد.
أما روسيا، رابع أكثر الدول تضرراً في العالم، فقد سجلت الخميس أرقاماً قياسية للإصابات والوفيات الجديدة في ظل عدم إقرار إغلاق عام رغم الموجة الثانية التي تضربها.
ويمضي الآلاف من السائقين الأوروبيين عشية عيد ميلاد كئيبة وغير متوقعة بعدما تقطعت بهم السبل عند مرفأ دوفر البريطاني الذي بدأ بالخروج تدريجيا من قيود العزل المفروضة منذ إعلان السلطات البريطانية عن سلالة جديدة من الفايروس.
وإذا كان مرفأ دوفر، أبرز مرفأ بريطاني لعبور المانش، قد أعاد فتح أبوابه الأربعاء بعد يومين من انقطاع الأعمال، فإن حركة النقل مع فرنسا تستأنف ببطء، وسيستغرق الأمر “بضعة أيام” لتخفيف الازدحام في المنطقة حيث تمتد صفوف طويلة لشاحنات وآليات متوقفة، وفق لندن.
وهذا ما يثير غضب السائقين الذين يترقّبون موعد عودتهم إلى ديارهم لأجل عيد الميلاد.
وسعت مدينة بيت لحم الفلسطينية إلى تحدّي هذا الإغلاق بالاحتفال بعيد الميلاد بحضور أعداد قليلة للفعاليات التقليدية. وقال زعماء المدينة إنهم مصممون على أن يبعثوا برسالة أمل.
وقال أنطون سلمان رئيس بلدية بيت لحم، وهو واقف على مقربة من شجرة عيد الميلاد الضخمة في ساحة المهد، “على الرغم من كورونا وعلى الرغم من وجود القيود على حركة الناس والتواصل الاجتماعي إلا أننا بالنتيجة أمام عيد ميلاد، يعطي للناس الرجاء، ويجدده في نفوسهم ويعطيهم الأمل في المستقبل”.
وبينما لا تزال السلالة الجديدة لكوفيد – 19 المكتشفة عند الضفة الشمالية للمانش تثير قلق العلماء، فإنّ طفرة أخرى مكتشفة في جنوب أفريقيا تثير قلقاً أكبر. ويبدو أن هذه السلالة الجديدة تنتقل بشكل أسرع من السلالات القديمة، كما يقول الباحثون الذين اكتشفوها في جنوب أفريقيا. وقطعت الأبحاث حول اللقاحات خطوات كبيرة على غرار تلك المتعلقة بالعلاجات.
وتسبب فايروس كورونا المستجد في وفاة مليون و731 ألفا و936 شخصا في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر 2019.
وبينما تبدأ حملات التلقيح الأحد في الاتحاد الأوروبي، فإنّ أكثر من مليون أميركي تلقوا الجرعة الأولى، وذلك منذ عشرة أيام وفق ما أعلن الأربعاء مدير الهيئة الفيدرالية الرئيسية للصحة العامة روبرت ردفيلد.
العرب