إيران تحذّر من أي تعاون إقليمي مع إسرائيل وتؤكد أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة

إيران تحذّر من أي تعاون إقليمي مع إسرائيل وتؤكد أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة

حذّرت إيران من أن أي تعاون إقليمي مع إسرائيل ضد أمنها القومي سيواجه برد واضح من دون تساهل، مشيرة إلى أن الأسابيع المقبلة ستكون “مهمة وحاسمة”، في الوقت الذي أكد فيه قائد القوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني أنه لا فرق بالنسبة لطهران في أي حرب محتملة بين القواعد الأميركية والدول المحتضنة لها.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إن أي تعاون بين دول في المنطقة وإسرائيل ضد أمن إيران القومي أو تجاوز لخطوطها الحمراء سيواجه برد واضح وقاطع، مؤكدا أنه ما دامت القوات الأميركية موجودة في العراق فإن الأمن والاستقرار سيبقيان غائبين.

وأضاف زاده في تصريحات له، اليوم السبت، أن هناك فرصة أخيرة للحفاظ على الاتفاق النووي وعلى الرئيس الأميركي جو بايدن اتخاذ خطوات عملية وسريعة، لافتًا إلى أن الأسابيع المقبلة مهمة وحاسمة بين أن يختار الطرف الآخر تنفيذ تعهداته أو التخلي عن الدبلوماسية.

ووجه المتحدث رسالة إلى المملكة العربية السعودية قائلًا “إن سياستنا تقوم على التعاون مع الجميع وليس شراء الأمن من دول خارج المنطقة” وفق تعبيره، مستدركا أن طهران لم تتلقّ جوابا مكتوبا من الرياض بشأن مبادرة هرمز للسلام التي أطلقتها في حين تلقّت أجوبة إيجابية من دول خليجية أخرى.

وقال زاده إن “لدينا علاقات وثيقة ومنظمة مع قطر ولا يوجد أي ملف إقليمي إلا ونتباحث فيه بمسؤولية”.

وفي وقت سابق قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إن هناك مؤشرات على وجود تحركات أميركية مشبوهة في المنطقة، وإن طهران أبلغت واشنطن عن طريق قنوات خاصة أنها ستتحمل تداعيات أي مغامرة.

وأوضح زاده أن بلاده أبلغت دولا في المنطقة بضرورة الحذر من الوقوع في “فخ المؤامرات الأميركية”، مؤكدا أن طهران لن تبادر إلى الاعتداء على أحد، لكن ردّها سيكون حتميا وحازما.

وقال أيضا إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيرحل بـ”إرث مشؤوم”، وإن الإيرانيين لن ينسوا اغتيال سليماني ورفاقه، في إشارة إلى الضربة الأميركية التي استهدفت قائد فيلق القدس قاسم سليماني قرب مطار بغداد في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020.

في سياق متصل، أكد قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، علي حاجي زاده، أنه “لن يكون هناك أي فرق بين القواعد الأميركية والدول المضيفة لها في أي حرب على إيران”. ولفت قائد القوات الجوية إلى أن “أميركا وإسرائيل لن تجلبا الأمن لأي أحد في المنطقة”.

وتتواصل تهديدات إيران بالرد على أي اعتداء أميركي محتمل والاستعداد لكل السيناريوهات، إذ كرر مسؤولون إيرانيون في الأيام القليلة الماضية تصريحات توعّدوا فيها بالانتقام مع إحياء الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي قبل يومين أثناء حضوره مراسم إحياء ذكرى اغتيال سليماني (الأناضول)
وفي وقت سابق اليوم حذّر قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، من أن أي تحركات عدوانية ضد إيران ستقابل برد عسكري حاسم وقوي وواسع، وفق تعبيره. وذلك في أثناء تفقده الوحدات العسكرية في جزيرة أبو موسى بالخليج.

وقال سلامي إن الجزر الثلاث جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية، وإن لها دورا دفاعيا وصفه بالمهم في ردع التهديدات. وذلك في إشارة إلى جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى المتنازع عليها مع الإمارات.

وأكد سلامي أن القوات البحرية بأقسامها كافة جاهزة للتعامل مع أي اعتداء قد تفكر فيه جبهة الأعداء، حسب قوله.

وكان قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني، علي رضا تنكسيري، زار السبت الماضي جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى لتفقد قوات الحرس الثوري، والوقوف على الجاهزية القتالية هناك.

ودعا تنكسيري قواته إلى الحفاظ على استعدادها الدفاعي، وتوخّي اليقظة، ورصد جميع التحركات على المستوى الأمني في هذه المنطقة الحساسة، مؤكدا أن قوات البحرية التابعة للحرس الثوري جاهزة للدفاع عن الحدود المائية، والدفاع عن مصالح إيران وأمنها.

توتر وتأهب
وشهدت الأيام السابقة تصريحات عدة مماثلة، إذ قال أمس إسماعيل قآني -الذي خلف سليماني في قيادة فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني- إن بلاده لا تزال مستعدة للرد، وستحدد الزمان والمكان المناسبين لذلك، وألمح إلى أن الانتقام يشمل الداخل الأميركي.

كما قالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، في رسالة موجهة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي، إن “استفزازات الولايات المتحدة عبر إرسال قاذفات إستراتيجية إلى المنطقة قد تؤدي إلى تصعيد خطر”، محذرة من أي “مغامرة أميركية” في الخليج.

وفي المقابل، نقلت شبكة “إن بي سي” (NBC) الأميركية عن مسؤول أميركي قوله إن الولايات المتحدة تلحظ مؤشرات متزايدة على أن إيران قد تخطط لشنّ هجوم ضد القوات أو المصالح الأميركية في الشرق الأوسط.

كما قالت مراسلة شبكة “سي إن إن” (CNN) في البنتاغون إن القوات البحرية الإيرانية رفعت مستوى تأهبها في الخليج مع احتمال قيام إيران بعمليات هناك.

المصدر : الجزيرة + وكالات